يبدو أن نظام العسكر بالجارة الشرقية أصيب بالسعار بعد القرار الإسباني الأخير، والقاضي بالاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وجاد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقد بادرت وزارة خارجية نظام العسكر بالجزائر كرد فعل على القرار الإسباني، إلى استدعاء سفيرها في مدريد فورا للتشاور. وبهذا تكون الجزائر التي تدعي بأنها ليست طرفا في قضية الصحراء المغربية، باستدعائها لسفيرها في مدريد، أول المنتفضين ضد القرار السيادي الإسباني وهذا ما يؤكد بهتان كبرانات الجزائر وزيف ادعاءاتهم، وهي بهذا القرار الأرعن تتدخل في قرار سيادي إسباني. ومادامت الجزائر فُضحت أمام الرأي العام السياسي الدولي ومادامت قد تجرأت على استدعاء سفيرها في دولة حرة في قراراتها، ومادامت تمتلك الشجاعة في مثل هذه المواقف فلماذا لم تستدع سابقا سفيرها في واشنطن؟ حينما اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على كامل ترابه بما فيه الصحراء المغربية. إننا بهذا القرار الجزائري يمكن أن نستنتج أن حكام الجزائر بعنجهيتهم يحتقرون دولة إسبانيا لأنهم يزايدون عليها بامتلاكهم للغاز الطبيعي. فهل يمتلك إذن كابرانات نظام العسكر بالجزائر القدرة على اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد إسبانيا ويوقفون بيع غازهم لها كما فعلوا مع المغرب؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون فقط عجعجة بدون طحين، كما سبق وفعلوا مع فرنسا حينما استدعوا سفيرهم احتجاجا على تصريحات الرئيس ماكرون، قبل أن يتنازلوا بإرادتهم ويأمروه بالعودة لعمله.