عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل. وخلال هذه السلسلة الرمضانية، سيغوص “برلمان.كوم” بقرائه ومتتبعيه في عالم شخصيات طبعت التاريخ المغربي في مجالات متعددة، الفن والرياضة والفكر والسياسة والعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى المال والأعمال. في هذه الحلقة، سنقدم نبذة عن سعيد عويطة، البطل المغربي في ألعاب القوى الذي حطم الأرقام القياسية في المسافات المتوسطة وسيطر بقوة على حلبات السباق فاستحق أن يكون عداء القرن في رياضة ألعاب القوى العالمية. “برلمان.كوم“ وليقربكم أكثر منها، ارتأى تقديم بطاقة تقنية عن تلك الشخصيات مسلطا الضوء على حياتها وأهم أعمالها، والأحداث التي أدخلتها سجل التاريخ المغربي المعاصر من بابه الواسع. المولد والنشأة ولد سعيد عويطة يوم 02 نونبر من سنة 1959، بمدينة القنيطرة المغربية. المسار الدراسي والتكوين تابع تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي بمدينة القنيطرة وفاس ثم باريس. وبعد اعتزاله ألعاب القوى تابع دراسته بجامعة "فينيكس" بولاية "أريزونا" في الولاياتالمتحدة الأميركية، وحصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. المسار المهني والمسؤوليات أسس مدرسة لألعاب القوى في عهد الملك الحسن الثاني، وبعد مغادرته حلبات السباق ومنصات التتويج، عمل مديرا فنيا في المغرب سنة 1993 ومديرا فنيا بأستراليا سنة 2002. عاد مرة أخرى مديرا فنيا في المغرب سنة 2008، كما عمل أستاذا محاضرا في عدة دول في ألعاب القوى، وأطلق مشروعا خاصا به في الولاياتالمتحدة الأميركية "شركة عويطة العالمية للألبسة الرياضية". تولى مهمة التحليل الرياضي للتظاهرات العالمية في قنوات "بي إن سبورت" العربية التي كانت تعرف سابقا بشبكة الجزيرة الرياضية. المسار الرياضي كانت انطلاقة سعيد عويطة نحو معانقة الألقاب في العاصمة الرومانية بوخاريست، أثناء مشاركته بالألعاب الجامعية العالمية وحصوله على ذهبية 1500 متر وتحطيم الرقم العالمي. وفي بطولة العالم لألعاب القوى في هلسنكي سنة 1983، حصل على برونزية سباق 1500 متر، وفي الألعاب المتوسطية بالمغرب سنة 1983 نال ذهبية مسافتي 800 و1500 متر متفوقا على أسماء أوروبية لها وزنها، وفاز في السنة ذاتها ببطولة أفريقيا بالمغرب أيضا. في عام 1984 شارك في أولمبياد لوس أنجلوس وفاز بذهبية سباق 5000 متر وحطم الرقم القياسي الأولمبي بتوقيت 13.05.55. وفي بطولة العالم بروما عام 1987 نال ذهبية سباق 5000 متر، وفاز بسباقي 5000 متر و1500 متر في السنة ذاتها في الألعاب المتوسطية باللاذقية بسوريا، وبالمرتبة الثانية في مسافة 3000 متر موانع. وفي سنة 1989 فاز ببطولة العالم للصالات المغلقة لألعاب القوى في بودابست بالمجر بسباق 3000 متر وفاز أيضا بذهبية كأس العالم لمسافة 5000 متر ببرشلونة. اعتزل حلبات السباق بعد بطولة العالم في طوكيو بعد مشوار رياضي حافل بالألقاب والأرقام القياسية، واحتفى الملك الحسن الثاني به وكرمه أكثر من مرة. وسُمي القطار السريع في المغرب باسمه، ولقي رعاية كبيرة من وزير الشباب والرياضة يومئذ عبد اللطيف السملالي. اختير سعيد عويطة سنة 1985 أفضل رياضي في العالم إثر فوزه بلقب "جيسي أوينز" في مدينة نيويورك، وهو أول رياضي عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز. المسار السياسي لم ينشغل بالسياسة، إلا أنه خاض تجربة انتخابية وترشح باسم حزب الاتحاد الاشتراكي بالدار البيضاء سنة 1997، لكنه لم ينجح في الدخول إلى البرلمان فانسحب بهدوء. الأرقام القياسية حطم سعيد عويطة في دورة أوسلو يوم 22 يوليوز 1985 الرقم القياسي لمسافة 5000 متر بتوقيت 13.00.40. وحطم في غشت بمدينة برلين سنة 1985 الرقم القياسي لمسافة 1500 متر بتوقيت 3.29.46، وحطم رقما كان بحوزته في ماي 1987 بمناسبة جائزة طورينو الإيطالية، إذ حقق مسافة الميل المزدوج ب 8.14.08. وفي باريس يوم 16 يوليوز 1987، حطم في حلبة "باري بيرسي" الرقم القياسي لمسافة 2000 متر ب4.50.81، كما حطم بإيطاليا سنة 1987 رقمه القياسي في مسافة 5000 متر ونزل تحت سقف 13 دقيقة بتوقيت 12.58.35. وفي سنة 1989 حطم بمدينة كولونيا بألمانيا الرقم القياسي لمسافة 3000 متر محققا 7.29.45.