عادت أسراب الجراد لتهدد المحاصيل الزراعية بعدد من الدول الإفريقية التي تقع شرق القارة السمراء، خصوصا تلك المحاذية للبحر الأحمر، ودقت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” من خطر ازدياد أعداد هذه الحشرات التي قد تعمق الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها هذه الدول. وحذرت ال”فاو” من تفشي الجراد في السودان وإريتريا والسعودية ومصر، مشيرة إلى أن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مؤخرا بهذه المناطق من القارة قد تسببت في زيادة أعداد الجراد مؤخرا، مؤكدة في بيان صحفي أصدرته أمس الاثنين، “إن الجراد ينتشر بسرعة على امتداد جانبي البحر الأحمر ليصل إلى السعودية ومصر قادما من السودان وإريتريا”. ودعت المنظمة جميع البلدان المتضررة إلى تعزيز إجراءات اليقظة والسيطرة لاحتواء التفشي المدمر وحماية المحاصيل من أخطر الآفات المهاجرة في العالم، موضحة أن سقوط الأمطار على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان تسبب في تكاثر الجراد منذ أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تشكيل أسراب سريعة الحركة. مشيرة في ذات السياق إلى أن سربا واحدا منها على الأقل عبر البحر الأحمر ليصل إلى الساحل الشمالي للسعودية في منتصف شهر يناير الماضي، تبعته هجرات إضافية بعد حوالي أسبوع. وقال مسؤول تنبؤات الجراد الصحراوي في المنظمة كيث كريسمان: “ستكون الأشهر الثلاثة القادمة حاسمة في السيطرة على حالة الجراد. ويعتمد اتساع الجراد على عاملين رئيسيين، وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان وإريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس ومايو على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية”.