خلق قرار ترسيم الحكومة للساعة الإضافية بشكل مستمر طيلة أشهر السنة، استياء عارما في صفوف شرائح وفئات واسعة من المواطنين، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصة لمهاجمة حكومة العثماني لمصادقتها على هذا القرار، الذي اعتبره رواد ونشطاء تلك المواقع بالمفاجئ وغير المفهوم. هذا، وعلم “برلمانكم” من مصادر نقابية، بوجود اتصالات منذ ليلة أمس بين قياديين بعدد من المركزيات النقابية للتنسيق بينهم حول الرد الذي سيواجهون به هذا القرار الحكومي الذي وصفوه بالمتسرع، إذ لم تكلف الحكومة نفسها فتح حوار بشأن اعتماده من عدمه. وحسب ذات المصادر، فإن قيادات بعض المركزيات النقابية أبدت موافقتها المبدئية على خوض إضراب وطني تلبية لمطلب منخرطيها من رجال التعليم وموظفي الإدارات العمومية، واحتجاجا على انفراد الحكومة باتخاذ قرار ترسيم الساعة الإضافية على مدار السنة، لما له من انعكاسات سلبية على الحياة اليومية للمواطنينن خصوصا في فصل الشتاء الذي تكون فيه فترات النهار أقصر من باقي الفصول الأخرى. واستنكر رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من جهتهم استهتار الحكومة بالمغاربة، حيث شجبوا في مجموعة من التدوينات والتعاليق ما اعتبروه ضحك العثماني ووزراؤه على ذقون المواطنين، متسائلين عن أسباب التسرع في اعتماد هذا التوقيت الذي سيربك السير العادي للتعليم والإدارات العمومية بالمناطق القروية على وجه التحديد. ويبدو أن حكومة العثماني باعتمادها للمرسوم الجديد القاضي بتغيير التوقيت المعمول به بالمملكة والذي يوازي توقيت “غرينيش” سيفجر غضب الشارع، في ظل أجواء السخط العارم ضد بطء الإصلاحات المهمة التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام الحكومي، عوض اتخاذ قرارات متسرعة ولا تفيد وضعية المواطن المغربي في شيء.