خرجت إلى العلن فضيحة تحويل جديدة للمساعدات الغذائية الموجهة للساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف، حيث عثر نشطاء محليون، يوم الثلاثاء 28 غشت، على منتوج واسع الاستهلاك، وهو معروض للبيع في أسواق جزائرية. ويتعلق الأمر بمنتوج “كوفيو”، المصنوع من مسحوق الذرة الخالص، تم إرساله من طرف منظمة إسبانية غير حكومية، في إطار برنامج المساعدات الإنسانية الدولية، كان موجها بشكل حصري لساكنة المخيمات، التي تعاني من الهشاشة بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها في الصحراء جنوب-غرب الجزائر. وبدل توزيع المنتوج على الساكنة، تم العثور على منتج “كوفيو” داخل محلات التجار الجزائريين في مدينة تندوف، بسعر 250 دينارا جزائريا للكيلوغرام، أي ما يعادل 1.2 أورو، حسب موقع “المستقبل الصحراوي”. ورفض العديد من الباعة السماح بالتقاط صور لمادة "كوفيا" المعروضة في السوق خوفا من انتشار صورها بمواقع التواصل الاجتماعي، حسب ذات المصدر. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتورط فيها قادة “البوليساريو” في فضيحة تحويل المساعدات الإنسانية الدولية، والتي تضخ مداخليها في حساباتهم البنكية. ففي ماي الماضي، حجزت الجمارك الموريتانية شحنة كبيرة من المنتجات الغذائية المرسلة من طرف الاتحاد الأوروبي إلى الساكنة المحتجزة في المخيمات، كانت موجهة بالمقابل إلى الأسواق الموريتانية، وسنة قبل ذلك، اكتشفت السلطات الموريتانية في شمال البلاد شحنة ضخمة من المواد الغذائية والأدوية، قادمة من مخيمات تندوف. لكن أكبر فضيحة من نوعها طفت إلى السطح في يناير 2015، عندما أصدر مكتب مكافحة الفساد، التابع للمفوضية الأوروبية، تقريرا يتهم عددا من قادة البوليساريو والمسؤولين الجزائريين بتحويل المساعدات الغذائية. التقرير، الذي اشتغلت عليه المفوضية لمدة 8 سنوات، مدعم بصور التقطتها أقمار صناعية، ويفضح الشبكة التي أرستها جبهة البوليساريو بتواطؤ مع مسؤولين جزائريين، من أجل التحويل المنظم والدوري للمساعدات الدولية، منذ وصولها إلى ميناء وهرانالجزائري. وحسب نفس التقرير، فإن جزءا كبيرا من المساعدات كان يتم تحويلها من أجل بيعها داخل أسواق في الجزائر وموريتانيا ومالي، فيما يرسل الباقي للساكنة المحتجزة في المخيمات.