توقع الخبير في الاقتصاد الاجتماعي عبد العزيز الرماني، أن تعرف الأشهر القادمة أنشطة مكثفة لتفعيل وتطبيق التوجيهات الملكية التي جاء بها خطاب الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب، مبرزا أن خطاب يوم أمس تضمن أجندة قابلة للتطبيق السريع حول قضايا التشغيل والشباب، وأن السنة القادمة ستكون حافلة بالبرامج ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي. ومن هذا المنظور، توقع الرماني في تحليل ل”برلمان.كوم” أن تنطلق العديد من الترتيبات قريبا لتنظيم الحوار الوطني حول الشباب والشغل، وهي المناظرة التي ستصدر عنها توصيات من المفترض أن تكون دقيقة وهادفة وقابلة للتطبيق السريع والمتوسط وستفضي إلى وضع مخطط يقودنا في السنوات القادمة للتخفيف من الآلام الاجتماعية الني أصبحت تسيء إلينا وإلى واقعنا الاقتصادي. وأوضح الخبير المغربي، أن الأوراش الضخمة التي أعلن عنها الملك في خطاب يوم أمس، ترتبط تمام الارتباط بما تضمنه خطاب العرش من أوراش اجتماعية كبيرة مع اختلاف بسيط وهو أنها تستهدف تكوين الشباب وتأهيلهم، سواء عبر التكوين المهني، الذي سيعرف تحولا جذريا بل إعادة هيكلة شاملة وإحداث مراكز جديدة. الملك، يقول الرماني، ضاق ذرعا بما آلت إليه أوضاع الشباب خاصة الارتفاع الكبير الذي عرفته مؤشرات البطالة، وكان لابد من وضع حلول قابلة للتطبيق السريع التي ترتبط في مجملها بالتأهيل والتكوين وبالاستثمارات وبإدماج جزء من المهن غير المهيكلة، وإعادة تنظيمها كي تكون منتجة وفاعلة، وهذا الورش الكبير جدا سينعكس بالإيجاب طبعا على الأداء الاقتصادي والاجتماعي للبلاد”. وفق تعبير الرماني الذي أشار إلى أن آليات العمل التي ذكرها الملك محمد السادس تتضمن أيضا اتفاقية إطار بين الحكومة والقطاع الخاص. “وهذا الأسلوب أبان سابقا عن نجاعة كبيرة في مجالات أخرى، وبالتأكيد ستكون له نتائج قوية في مجال التشغيل وتأطير الشباب”. يقول الرماني خلال ذات التحليل. وفي ما يتعلق بمجال الاستثمارات التي اعتبرها الرماني مكملة لما أورده الملك من توجيهات لتطوير التكوين المهني وتأطير الشباب وتعليمه، “فقد وجه الملك اهتمامه كعادته إلى المقاولات الصغرى والمتوسطة، التي تشكل 95 في المائة من النسيج المقاولاتي وتشغل أكثر من خمسين في المائة”، يقول الرماني مبرزا أن الملك أعطى تعليماته أيضا للإدارات لتبسيط مساطر أداء ما بذمتها من ديون ومستحقات للمقاولات الصغرى كي لا تتعرض للإفلاس. واستحضر الملك محمد السادس، مؤسسة فاعلة واستراتيجية في التمويل والتفعيل، ستنضم بكل إمكانياتها لإنجاح الأوراش الملكية الكبرى المرتبطة بالتشغيل والشباب، وهي صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ستعمل على إحداث مراكز جديدة للتكوين المهني بمقاربات جديدة ومنسجمة مع مطالب سوق الشغل الحديث. وخلص الرماني في تحليله ل “برلمان.كوم” إلى أن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، منسجم تمام الانسجام مع مضامين خطاب العرش بخصوص الأوراش الاجتماعية الكبرى، “إن لم نقل إنه استمرارية لنفس الخطاب وللعناية الملكية الموجهة للقطاع الاجتماعي وخاصة قضايا الشباب والشغل”.