عقد المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية الألماني هورست كوهلر مساء اليوم الخميس بمقر المجلس الجماعي للعيون اجتماعا مع ثلة من المنتخبين والبرلمانيين عن جهة العيون الساقية الحمراء، حيث تم تقديم أمام أنظار الوسيط الأممي عرض مفصل يتناول الأرقام والميزانيات المرصودة من طرف الحكومات المغربية المتعاقبة في النهوض والتنمية بالمدن الصحراوية خاصة ما يتعلق بالنموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية. وأثناء الاجتماع أكد منتخبو جهة العيون-الساقية الحمراء خلال الكلمة التي ألقاها حمدي ولد الرشيد مساء اليوم بمقر جماعة العيون، أن المنتخبين المحليين وكذا الحاضرين منهم لأشغال الجلسة مع هورست كوهلر هم الممثلون الشرعيون والديمقراطيون وأن قدومهم هو نتيجة لانتخابات شفافة ونزيهة. وأضاف ولد الرشيد أثناء كلمته أمام هورست كوهلر بأن أي حديث خارج نطاق الحكم الذاتي هو مضيعة للوقت والجهد معا، وأن المبادرة الملكية بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تعتبر الحل العادل والأمثل ومن شأنها إنهاء النزاع المفتعل وطي معاناة الصحراويين بمخيمات تندوف لأكثر من 40 سنة. كما دعا ولد الرشيد خلال كلمته التي ألقاها أمام الوسيط الأممي نيابة عن منتخبي جهة العيون-الساقية الحمراء الأممالمتحدة، إلى بحث جميع السبل والحلول الأنجع لإنهاء هذا النزاع المزمن الذي أعاق ويعيق وحدة وتنمية الشعوب والدول المغاربية، ويفتح أبواب المنطقة على مخاطر الإرهاب وتمظهراته الممتدة بدول الساحل والصحراء. وتعتبر هذه الزيارة الأولى لكوهلر إلى الأقاليم الجنوبية منذ تعيينه بالمنصب الأممي العام الماضي، والتي سيتمكن خلالها من المعاينة والوقوف عن قرب على كل الجهود المبذولة في المجال الحقوقي والتنموي في الأقاليم الجنوبية بالسنوات الماضية. وتأتي هذه اللقاءات والزيارات التي يجريها كوهلر ضمن الجولة الثانية التي يقوم بها إلى المنطقة، قصد حلحلة الملف والدفع بمسلسل التسوية لإيجاد حل نهائي وسياسي للنزاع الإقليمي المفتعل.