يرى 50 ألف مولود جديد النور بالمغرب، خرج نطاق الزواج، في تزايد مطرد رغم أن المغرب يجرمها ويحظر الإجهاض. الرقم المهول الذي كشف عنه تقرير حديث نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، عن جمعيات مغربية تعنى بالمرأة والطفولة، كشف أن 50 ألف طفل يولد بالمغرب خارج إطار الزواج كل عام، و24 رضيعاً يتم التخلي عنهم يومياً. و300 مولود يتم العثور عليهم كل عام في قمامات الأزبال بالدارالبيضاء. وأوضحت رئيسة جمعية “إنصاف”، مريم العثماني، المهتمة بالنساء في وضعية صعبة للصحيفة الفرنسية أن أغلب الشابات اللواتي يلجأن إلى الجمعية قد تعرضن للاغتصاب أو قد وعدن بالزواج لكنهن عندما حملن، تم التخلي عنهن وترِكن وحدهن في مواجهة هذه المحنة، ما دفع البعض منهن إلى الانتحار. وأضافت أن أولئك اللاتي يملكن الشجاعة للحفاظ على الطفل يكن مجبرات على مواجهة عدوان الناس، لذلك نحن نريد أن نغير موقف المجتمع المغربي تجاه الأمهات اللواتي تعرضن للنبذ، والانتهاك الجنسي، والإذلال، وفي مجتمع لايزال يتبع تعاليم دينية صارمة جداً، تعيش معها الأمهات العازبات محنة طويلة تبدأ بنبذ الأسرة لهن، وتحمل نظرات الآخرين، والصعوبات الإدارية، وصولاً إلى تعرضهن لتهديدات بالقتل. ورصد التقرير، قصة طفلة تدعى اسمهان في ال14، تنحدر من قرية فقيرة، أرسلها والدها للعمل بمنزل أسرة في بني ملال، قبل أن يقوم مشغلها باغتصابها، والمداومة على ممارسة الجنس عليها إلى أن حملت منه، لتخبره بأمر حملها فيقرر طردها إلى الشارع. وقالت اسمهان في حديثها مع جريدة “لوموند” :”لقد حاولت الانتحار بشرب السم، من أجل وضع حدا لحياتي وحياة ما يوجد في بطني لكني لم أستطيع”، قبل أن تلتقي بسيدة في الدارالبيضاء لتدلها على جمعية “إنصاف”، حيث أكدت أنه لولا مساعدة الجمعية لها لكانت ستعيش وضعية كارثية.