يحصي المختصون في التاريخ الديني لمدينة مراكش أزيد من ثلاثمائة إسم عند حديثهم عن الأولياء والصالحين الذين تركوا بصماتهم، على مدى القرون، في تاريخ هذه المدينة العريقة الرجال السبع المتبرك بهم في مراكش ترسخت، منذ بداية الدولة العلوية الشريفة، طقوس ارتبطت بسبعة رجال من بين هؤلاء الصالحين، حيث اتخذت شكل زيارة روحية تبركية. هذه الزيارة التي تتم على شكل دائري لترمز بذلك إلى كمال الذات عند تمام تحققها، تخضع في مراحلها لطوبوغرافية المدينة أكثر من خضوعها للترتيب الزمني الموافق لفترة ظهور هؤلاء الصلحاء. تقام زيارة السبعة رجال عادة. يوم الجمعة حسب الترتيب التالي: 1- سيدي يوسف بن علي: هو أبو يعقوب يوسف ابن علي الصنهاجي المبتلى. توفي عام 593 للهجرية، الموافق لسنة 67/1196 ميلادية ودفن بباب أغمات. أصيب بمر ض الطاعون وقضى حياته داخل حارة الجُدَما بمراكش. كان مثالا حيا للقناعة والعطاء والتيقن بالله. 2- القاضي عياض: هو عياض ابن موسى اليحصيبي. أشهر فقهاء المالكية في الغرب الإسلامي. يرجع أصله إلى مدينة سبتة. توفي بمراكش عام 544 للهجرة، الموافق لسنة 1149 ميلادية. نال مرتبة الولاية بفضل ورعه وامتثاله للتعاليم الإسلامية، وبفضل حبه الشديد للرسول – صلى الله عليه وسلم – والذي عبر عنه ببلاغة كبيرة في كتابه المشهور الشفا. 3- سيدي أبي العباس: هو أحمد ابن جعفر الخزرجي أبي العباس السبتي. توفي بمراكش عام 601 هجرية، الموافق لسنة 1205 ميلادية. أسس مذهبه على فضيلة العطاء. كان يأخذ بأيدي الضعفاء والمحرومين والبؤساء والمعاقين ويواسيهم، وكان يولي اهتماما خاصا للعمي منهم. 4 – سيدي ابن سليمان الجزولي: هو محمد ابن عبد الرحمان الجزولي. توفي عام 870 للهجرة، الموافق لسنة 1465 ميلادية بناحية الصويرة (موكادور). ثم نقل جثمانه إلى حاضرة مراكش. جدد التصوف المغربي في زمانه من أجل الدفاع عن حوزة البلاد ضد الزحف الإيبيري. ويعتبر مؤلفه دلائل الخيرات شعارا لهذه المقاومة. 5- سيدي عبد العزيز: هو عبد العزيز التباع الحرار. توفي عام 914 للهجرية، الموافق لسنة 09/1508 ميلادية. ويعتبر أبرز مريدي الشيخ الجزولي. وقد اهتم بنشر الفضائل الصوفية في أوساط الحرفيين. 6- مول القصور (صاحب القصور) هو عبد الله ابن عجال الغزواني. توفي عام 935 للهجرة، الموافق لسنة 1528 ميلادية. عرف بتقويته للبناء التجديدي للتصوف بالمغرب ذلك البناء الذي أسسه الشيخ الجزولي بهر العامة بصلاحه وتقواه، كما مهد الطريق أمام عودة الشرفاء إلى سدة الحكم. 7- الإمام السهيلي: هو عبد الرحمان السهيلي من أصل أندلسي. توفي عام 581 للهجرة، الموافق لسنة 1186 ميلادية. اشتهر بغزارة علمه وسمو أخلاقه وبأشعاره الصوفية وبتفتحه في زمن اشتدت فيه الرقابة والعصبية المذهبية. تشكل الفضائل التي تحلى بها كل هؤلاء الأولياء والصلحاء، قمة النموذج الأخلاقي الذي أيده المغاربة ووضعوه شعارا لهم من أجل تحقيق ذاتهم عبر التاريخ.