عيد الأضحى هو مناسبة فريدة داخل المجتمعات الإسلامية، فهو موسم الفرح والمشاركة والتمتع بأشهى الأطباق وتوزيعها على الفقراء والمساكين. ورغم أن قيم وروح العيد تتقاسمها دول العالم الإسلامي أجمع، إلا أن عادات وتقاليد هذا اليوم تختلف من بلد لآخر. ونقدم لكم في هذا المقال المقتضب، مختلف الأطباق التي تبدع فيها أمهات وربات الأسر داخل المجتمعات العربية والإسلامية في هذا اليوم المبارك. السعودية: هي مهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وهما أول من بدأ سنة الذبح التي يقوم بها المسلمون حول العالم في يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام حتى اليوم وتتميز الأراضي السعودية بعدة طقوس مختلفة عن باقي الدول العربية وذلك لوجود الكعبة المشرفة واحتضانها لموسم الحج، فضلاً عن استقبالها ملايين الحجاج سنويًا من كل دول العالم. ويؤدي معظم السعوديين صلاة العيد في الصباح الباكر ويذهبون إلى منزل كبير العائلة ويقضون أيام العيد برفقة الأهل والأقارب، ويحرص الغالبية من المواطنين على أداء سُنة الذبح. وتعد الكبسة التي تعتمد في الأساس على الأرز طويل الحبة مع اللحم والمكسرات وبعض التوابل المميزة، من أشهر الأكلات السعودية في العيد. يأتي “المرقوق” في المرتبة الثانية بعد الكبسة، والمرقوق هي وجبة تراثية قديمة حافظت على مكانتها في البيوت السعودية حتى الآن. يتم إعدادها من الدقيق المضاف له الماء والملح ويتم عجنه، حتى يتماسك ثم يضاف إليها اللحم المطهو والخضروات المختلفة، وتقدم مع الأرز أو الخبر العربي. المغرب في المغرب يعتبر ذبح الاضاحي فريضة اجتماعية لا يمكن التخلى عنها، مهما كان الوضع الاقتصادي للفرد. وفي صباح يوم العيد يتوجه العديد من المغاربة إلى المساجد لأداء الصلاة بعد ارتداء الزي المغربي التراثي الذي يتكون من الجلباب و”البلغة”. وعند انتهاء الصلاة يعايدون الأهل والأقارب ويتوجهون لذبح الأضحية سواء من الأغنام أو من الأبقار. ويكون للكبد مكانة خاصة عن باقي لحم الأضحية، حيث يكون ال”بولفاف” الطعام الرسمي للعيد في المغرب. ويتكون “البولفاف” من شرائح الكبد المفلوفة في شرائح من لحم الأضحية، ويكتفي يومها المغاربة ببولفاف والتقلية وهي عبارة عن مرق مع احشاء الاضحية، ليتم بعد يوم كامل طهي اطباق اللحم الذي يجب الا يقطع في اليوم الاول وفق الطقوس المغربية. مصر: يقدس المصريون الاحتفال بالمناسبات السنوية المختلفة، ويكون أداء صلاة العيد من أشهر الطقوس التي يحافظون عليها في الأعياد الدينية. وعيد الأضحى له مكانة خاصة في قلوب المصريين، حيث يهتمون بملابس العيد الجديدة والظهور في أبهى الصور، ويطلق الكثير منهم عليه “العيد الكبير”. ويؤدي الكثير من المصريين سُنة ذبح الأضاحي، وزيارة الأهل والأقارب والموتى في القبور. وتعد “الفتة ” من أشهر الأكلات المصرية في عيد الأضحى وهى تتكون من الأرز المصري الأبيض واللحم الناضج سواء الضأن أو البقري، وتحتوى على صلصة مكونة من مرق اللحم والطماطم والثوم والخل وبعض التوابل المحببة لدى المصريين. ويأتي “الرقاق” في المرتبة الثانية في قائمة الأكلات المصرية المفضلة، وهو عبارة عن دقيق معجون بماء وتشكيله إلى قطع رقيقة للغاية وتركه حتى يجف ويوضع عليه اللحم والمرق المطهو بالبصل وبعض التوابل. الإمارات العربية المتحدة في صباح اليوم العاشر من ذي الحجة يتوجه المصلون الإماراتيون إلى المساجد، وبعد تأدية الصلاة يقومون بعملية ذبح الأضحية، وتوزيع اللحوم على الأهل والمحتاجين وسط مظاهر فرحة كبيرة. ويعد “الهريس” الطبق الأشهر في العيد بدولة الإمارات العربية المتحدة والذي يتكون من حبوب القمح واللحم الطازج، والعظام لإعطاء نكهة مميزة، وبعض التوابل العربية والهيل. السودان لم تختلف مظاهر الاحتفال في السودان اختلافًا كبيرًا عما هو عليه في المغرب، حيث يخرج العديد من السودانيين إلى المنتزهات ويرتدون أفضل الثياب لديهم، ويعايدون الأقارب والأهل بعد تأدية الصلاة وذبح الأضحية. وتعتبر كبد الأضحية الوجبة الرسمية في العيد بالسودان، حيث يفضل السودانيون أكل الكبد المطهوة، كما يكون ل”الكرشة” وهي أمعاء الأضحية مكانًا ثابتًا على السفرة السودانية، تماما كما في المغرب. ويقوم السودانيون بإعدادها بالفول السوداني ومرقة اللحم و”أم رقيقة” وهي البامية المجففة المسحوقة. الجزائر لا تختلف الطقوس الجزائرية في العيد عن المغربية بحكم الجيرة الجغرافية، لأنهم أيضًا يعتبرون ذبح الأضحية فرضًا اجتماعيًا ودينيا. ففي اليوم الأول للعيد يذهب الجزائريون إلى المساجد لتأدية الصلاة وبعدها يقومون بنحر الأضحية، التي عادة ما يزينوها بالحناء قبل ذبحها وتزيين رقبتها بالأشرطة الملونة. وهذه عادة تراثية قديمة يحرص الجزائريون عليها حتى الآن. أما عن أشهر الأكلات المرتبطة بالعيد في الجزائر فيكون “اللحم الملفوف” وهو عبارة عن كبد مشوي مقطع مربعات متوسطة الحجم، تلف بقطع من الشحم الشفاف. كما لا يمكن الاستغناء عن طبق “البوزلوف” على السفرة الجزائرية في العيد. ويتكون “البوزلوف” من مرق اللحم مختلط بقطع من “الكرشة” والرئة والكبد والقلب والكلى، مخلوطة بالتوابل مع قليل من الحمص ويقدم مع الكسكسي. إيران يطلق على عيد الأضحي اسم “عيد القربان” في إيران ولا يختلف الاحتفال به كثيرا عن بقية الدول الإسلامية. وتنحصر مظاهر الاحتفال على أداء الصلاة وذبح الأضحية التي تعتبر سنة إسلامية محببة. ويعزف عدد كبير من الشباب عن مظاهر الاحتفال التراثية، ويقتصر الاحتفال على كبار السن، وبعض القرى والمدن الصغيرة، التي لازالت متمسكة بالتراث الإيراني القديم. أما عن أشهر الأطباق الإيرانية في العيد فهي “جلو الكباب” والتي تعتمد أساسًا على اللحم الدسم المخلوط بالبصل والبقدونس والزبدة ، وبعض التوابل، ويقدم مع الأرز بالزعفران. إندونيسيا يعد طبق لحم الضأن “ريندانج” أحد أشهر وأهم أطباق اللحوم في البلد الإسلامي الأكبر من حيث تعداد السكان. وابتكر السكان المحليين في جزيرة سومطرة غرب البلاد طبق الريندانج وهو الآن أحد أشهر الأطباق في كل أنحاء إندونيسيا وامتد أيضا للدول المجاورة مثل ماليزيا وبروناي والفلبين. ويتم إعداد الطبق الشهي باستخدام البهارات الحارة ولبن جوز الهند.