حوالي ساعة فقط على انطلاق المسيرة التضامنية التي دعت لها بعض أحزاب اليسار والجماعات الدينية وبعض “متخصصي المسيرات” اليوم الأحد بالعاصمة الرباط، دعما لما بات يسمى ب”حراك الحسيمة”، برزت المعالم الأولى والفسيفساء غير المتناسقة لهذه المسيرة. واستولى المحسوبون على رماد “حركة 20 فبراير” منذ البداية على مقدمة المسيرة، مرددين شعاراتها القديمة البعيدة عن مضمون وغاية المسيرة، التي انطلقت من باب الأحد بالمدينة القديمة للرباط، بالإضافة إلى محتجين منتمين بالخصوص إلى تحالف أحزاب اليسار، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، وبعض الوجوه ذات الولاء الحقوقي كعبد الحميد أمين وخديجة الرياضي. من جانب آخر عرفت المسيرة إنزالا مكثفا للمنتمين لجماعة العدل والاحسان في حدود 2000 أو 3000 منتم، بعد إعلانها مؤخرا قرار مشاركتها في المسيرة. وبالإضافة لاحتلال الجماعة وسط وأطراف المسيرة، وتخصيص مسيرة موازية على الهامش خاصة بنساء الجماعة الذين التحقوا بكثافة، عمدت مجموعات بشرية منها، إلى تطويق مسيرة موازية يقودها المحامي محمد زيان وموالون لحزبه، رفقة والدي متزعم احتجاجات الحسيمة المعتقل ناصر الزفزافي، بسلسلة بشرية منعت من خلالها وصول الصحافة وأي أحد آخر إليهم، في محاولة للركوب على المسيرة. مسيرة اليوم التي عرفت قدوم مشاركين من عدد من جهات المملكة ومن مختلف الأعمار، عرفت كذلك حضور بعض عائلات المعتقلين على خلفية احتجاجات إقليمالحسيمة، وفي نفس الوقت عرفت غيابا واضحا لأي ممثل عن الأحزاب السياسية الأخرى، الممثل منها داخل البرلمان أو الحكومة، أو غير الممثل.