ما كادت العاصفة التي خلفتها تصريحات حميد شباط حول موريتانيا تهدأ، بعد ما تسببت فيه من توتر في العلاقات بين الرباطونواكشوط، تطلب تدخل الملك لإعادة الأمور إلى نصابها، حتى ، ظهرت ضجة أخرى في الجارة الجنوبية بسبب تصريحات جديدة للإسلامي الإخواني، أحمد الريسوني حول الشقيقة موريتانيا. فقد أثارت تلك التصريحات جدلا واحتجاجات في الأوساط السياسية والثقافية الموريتانية، مطالبة من الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للبيجيدي، بالاعتذار لموريتانيا. وفي هذا الصدد، طالب حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني “تواصل”، الريسوني بالاعتذار لموريتانيا عما وصفه الحزب ب”الخطأ الفادح والبين”، معتبرا أن التصريح الصادر عنه بأنه “إساءة واضحة لموريتانيا”، وفقا لما نشرته منابر إعلامية موريتانية. وأكد الحزب المعارض، ذي التوجه الإسلامي، أن “ربوع وطننا موريتانيا قامت عليها حضارة ضاربة في أعماق التاريخ ولها إشعاعها الثقافي والعلمي في الشمال والجنوب ومنها انطلقت تجربة المرابطين كما قرر مؤرخو الصحراء والغرب الإسلامي”. وكان الريسوني، نائب رئيس التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، قد قال في محاضرة ألقاها مؤخرا “إن أي موريتاني له عمق ديني وتاريخي يعتبر نفسه مغربيا”، حسبما نشرته مواقع إلكترونية في نواكشوط ، مضيفا أن “موريتانيا طارئة، للأسف، والناس الذين عندهم أصالة في موريتانيا يعتبرون أنفسهم مغاربة”. هذه التصريحات أثارت ردود فعل قوية في الأوساط السياسية والثقافية في موريتانيا ، من بيهم كتاب وشعراء ومدونون، مطالبين الريسوني ب”الاعتذار السريع” عنها. وكتب موقع “الحرية.نت” الموريتاني: “لم تكد تندمل الجراح التي خلفتها مؤخراً تصريحات حميد شباط حول مغربية موريتانيا، حتى انضافت لها تصريحات في السياق نفسه كان أحمد الريسوني رئيس اتحاد علماء المسلمين قد أدلى بها خلال محاضرة أخيرة له، وأكد فيها أن أي موريتاني له عمق ديني وتاريخي يعتبر نفسه مغربيا”. وفي هذا السياق، نقل أحد المواقع عن مقال للشاعر الموريتاني، آدي ولد آدبه، تحت عنوان: “المغرب وعقدة موريتانيا: من شعْبوية شبَّاط إلى مقاصدية الريسوني”. وأضاف ردا على الريسوني: “أنا مدينٌ للمغرب بالتقدير، ما لم تطْفُ عقدة موريتانيا المُسْتحْكمة في نفوس الغالبية طفْرة، أو تَقَصُّدا، فهنا لا أعرف المُجاملات أبدا”.