يعتقد العلماء أنهم اليوم أقرب من أي وقت مضى من اكتشاف أدلة على حياة سابقة على كوكب المريخ، بفضل التقنيات التي زودوا بها مسبار “إكسو مارس” الجديد. وسيطلق في 14 مارس من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان مسبار “إكسو مارس” مع مركبة مدارية، في رحلة تستغرق سبعة أشهر، إلى المريخ جار الأرض الغامض. ومن المقرر أن يصله المسبار في أكتوبر. يحمل المسبار أجهزة بريطانية للبحث عن انبعاثات من غاز الميثان يمكن أن تكون مؤشرًا إلى وجود أشكال من الحياة. وسيعقب رحلة المسبار اطلاق مركبة جوالة تُبنى الآن في أحد معامل شركة إيرباص جنوب انكلترا في إطار مشروع إكسو مارس المشترك بين وكالتي الفضاء الأوروبية والروسية. ويُعتقد أن في المريخ تتوافر أفضل الاحتمالات للعثور على أدلة تؤكد وجود حياة خارج الكرة الأرضية، لأن ماءً جاريًا كان يتدفق على سطحه، وكان له غلاف جوي أيضًا. وانتعش الأمل باكتشاف حياة في المريخ أواخر عام 2014 حين سجلت المركبة الأميركية كيوريوستي انبعاثات مثيرة من غاز الميثان. وتنتج الكائنات العضوية نحو 90 في المئة من غاز الميثان على الأرض، ومن هنا الأمل بأن شكلًا من أشكال الحياة مسؤول عن انتاج الغاز في المريخ ايضًا. واكتشف العلماء أن حياة ميكروبية تعيش على عمق أكثر من 1.6 كلم تحت سطح الأرض في جنوب افريقيا، وبالتالي فإنهم واثقون من قدرة الميكروبات على البقاء تحت سطح المريخ أيضًا. وقال العالم جورج فاغو الذي يشارك في مشروع” إكسو مارس ” إن مهمة المسبار بارقة أمل في العثور على حياة خارج الأرض. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن فاغو قوله: “إذا كان هناك احتمال جيد لتحقيق اكتشاف بشأن إمكان وجود حياة في المريخ، فإن هذا الاحتمال هو إكسو مارس”. وتوقع ألا تكون الحياة – إذا كانت موجودة في المريخ – قريبة من سطحه، “لكن إذا حفرتَ للتنقيب عن النفط في بحر الشمال ونزلت على عمق كيلومترين فستجد كائنات مجهرية من كل صنف تعيش هناك، ونحن نبحث عن حياة لكن الجانب الآخر للمهمة الأوروبية هو تعلُّم الهبوط على المريخ”. وستكون وجهة المسبار الذي أُطلق عليه اسم “سكيابيرلي”، تيمنا بالفلكي الايطالي جيفاني سكيابيرلي الذي عاش في القرن التاسع عشر، منطقة على سطح المريخ اسمها مريدياني بلانوم، رقعة منبسطة تبعد درجتين جنوب خط استواء المريخ حيث يعرف العلماء أن ماءً كان يجري بسبب وجود بلورات جاروسايت لا تنمو إلا في الماء. هناك، ستقيس معدات المسبار انبعاثات الميثان في الجو، وتحدد إذا كانت الانبعاثات ذات منشأ بيولوجي أو جيولوجي.