الخط : إستمع للمقال استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء رئيس حكومة جزر الكناري، فيرناندو كلابيخو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، وهي الثانية من نوعها بعد زيارة كلابيخو الأولى للمغرب في عام 2019. وفي ندوة صحفية مشتركة، أعرب ناصر بوريطة عن سعادته باستقبال كلابيخو، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار مرحلة جديدة من العلاقات بين المغرب وإسبانيا، والتي تم تدشينها بزيارة رئيس الحكومة الإسبانية الأخيرة إلى المغرب، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تستند إلى احترام متبادل، مع تجنب اتخاذ قرارات أحادية الجانب، وهذه المبادئ، وفقا لبوريطة، تشكل أساس الشراكة بين المغرب وإسبانيا. وأشار بوريطة إلى أنه تطرق رفقة كلابيخو إلى بعض القضايا المشتركة التي تجمع بين المغرب وجزر الكناري، مثل تدبير المجال البحري والهجرة، مؤكدًا أن التقدم في هذه القضايا يعكس مستوى الشراكة الفعّال بين البلدين. ومن جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أن المغرب شريك مسؤول في قضية الهجرة، مشددا على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف لمواجهة شبكات الاتجار بالبشر. وفي حديثه عن مسألة الهجرة، أكد بوريطة أن المغرب يتعامل مع هذه الظاهرة من منطلق المسؤولية المشتركة، موضحا أن هناك رغبة من كلا الجانبين لحل المشاكل المرتبطة بالهجرة، وأن المغرب لا يتهاون في محاربة شبكات الاتجار بالبشر التي تُعد جريمة دولية. وأضاف أن المغرب، من خلال تعبئة إمكانياته الأمنية واللوجستية، يسعى إلى قطع الطريق أمام تجار البشر، مشيرا إلى أن هذا الجهد يحظى باعتراف الحكومة الإسبانية. وناقش بوريطة أيضا سبل تعزيز التعاون بين الأقاليم الجنوبية للمغرب وجزر الكناري، مشيرا إلى أهمية تطوير العلاقات الإنسانية والاقتصادية بين الجانبين. وأكد أن جزر الكناري معنية بمبادرات التنمية الإقليمية التي يطلقها المغرب، بما في ذلك مبادرة الأطلسي. وذكر أن هذه الزيارة تمثل فرصة لوضع خارطة طريق لتعزيز التعاون في أفق التحديات المستقبلية، مثل تنظيم كأس العالم 2030. وعلى الصعيد الأوروبي، شدد بوريطة على أن المغرب يتعامل مع قضية الهجرة بطريقة شفافة ومسؤولة، مؤكدًا على أهمية عدم تضخيم الموضوع سياسيا في أوروبا. كما أشار إلى أن شبكات الاتجار بالبشر هي جريمة تتطلب تعاونا دوليا لمكافحتها. وفيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، أكد بوريطة أن موقف المغرب واضح وأن الحلول يجب أن تتم عبر مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن محاولات التأثير على هذا الملف في المحافل الأوروبية لم تلقَ أي تجاوب يُذكر. وأشار إلى أن دينامية دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية مستمرة، وأن عدداً كبيراً من الدول الأوروبية تعبر عن مواقفها المؤيدة للمغرب، من خلال افتتاح قنصليات تابعة لها في الأقاليم الجنوبية. ومن جهته أكد رئيس حكومة جزر الكناري فيرناندو كلابيخو على أن المغرب يقوم بمجهودات كبيرة للمساعدة في استقرار المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالتعاون في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، معربا عن أمله في توقيع المزيد من الاتفاقيات المستقبلية التي تعزز هذا التعاون، ومشيرا إلى السعادة الكبيرة التي تولدها هذه الاتفاقيات بين الجانبين. وحول قضية الصحراء المغربية أكد المسؤول الإسباني أن موقف جزر الكناري يتوافق مع السياسة الرسمية لإسبانيا، وهو ما ينتج الثقة المتبادلة بين المغرب والكناري. بالإضافة إلى أن هذه الزيارة تمثل فرصة مهمة لمناقشة جميع القضايا ذات الاهتمام. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها جزر الكناري، شدد كلابيخو على أهمية التعاون مع المغرب لمواجهة مشاكل مثل الهجرة والجفاف ونقص الموارد المائية. وأشار إلى أن هذه التحديات لا يمكن لجزر الكناري أن تواجهها بمفردها، ولذلك يتم السعي إلى تعميق الحوارات مع المغرب للحصول على الدعم والمشورة في كيفية التعامل مع هذه القضايا. وأشار إلى أن المغرب بذل جهودا في مواجهة عصابات محتملة بالبشر، ومن المؤكد أن المغرب يعد شريكا فعليا لجزر الكناري والحكومة الإسبانية في مكافحة هذه الظاهرة. الوسوم إسبانيا المغرب بوريطة جزر الكناري