الخط : تشهد إسبانيا، ومنذ ليلة أمس الإثنين، حالة استنفار قصوى، داخل الجيش والاستخبارات العسكرية والمدنية، وذلك بعد تداول منشور داخل الثكنات العسكرية يدعو إلى انقلاب عسكري على حكومة بيدرو سانشيز. وفي هذا الإطار قال سعيد إدى حسن، محلل سياسي وباحث أكاديمي بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، إن إسبانيا، تشهد منذ أمس الإثنين، خاصة لدى الأجهزة الأمنية، والاستخباراتية سواء العسكرية والمدنية، حالة استنفار قصوى بعد توزيع منشور في عدد من الثكنات العسكرية، على مجموعة التراب الإسباني، يدعو إلى انقلاب عسكري، ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، أي حكومة رئيس الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز. وأكد إدى حسن في تصريحه، أن هذا المنشور جاء في وقت يحاول فيه بيدرو سانشيز، تأمين إعادة انتخابه كرئيس للحكومة، إثر مسلسل مفاوضات جد عسير مع الأحزاب الانفصالية والقومية في بلاد الباسك ومنطقة كتالونيا. وأوضح المحلل، أنه خلال هذه المفاوضات، قدم بيدرو سانشيز تنازلات كبيرة للأحزاب الانفصالية، وعلى رأسها مشروع قانون لإصدار عفو عام، عن كافة قادة الانفصال في إقليم كتالونيا، الذين نظموا استفتاء غير قانوني، في فاتح أكتوبر 2017. وأضاف، أن هذا الانقلاب شهد على إثره إقليم كتالونيا مواجهات دامية بين قوات الأمن ودعاة الانفصال، أدت إلى اعتقال العديد منهم، واعتقال كل قادة الانفصال في الإقليم ومحاكمتهم بالسجن، بالإضافة إلى فرار العديد من الزعماء خارج إسبانيا، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الكتالونية الأسبق، كارلوس بوجديمون المتواجد حاليا في بلجيكا. وتابع، أن الحزب الاشتراكي، وسعيا منه في الحصول على أغلبية مطلقة داخل البرلمان، تمكنه من تشكيل حكومة يسارية مع حزب "سومار"، بحاجة إلى أصوات الأحزاب الانفصالية والقومية، وهو بالفعل تمكن من الحصول على أصوات جميع الأحزاب الانفصالية في إقليم الباسك وكتالونيا، ما عدا حزب كارلوس بوجديمون الذي يتفاوض معه حاليا، والحزبان على وشك الوصول إلى اتفاق. وأردف إدى حسن في تحليله، أن "هذه المفاوضات والتنازلات أثارت حفيظة اليمين الإسباني، وليس فقط اليمين السياسي، خصوصا وأن الحزب الشعبي، وحزب فوكس اليميني المتطرف ينظمان منذ عدة أسابيع، مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدة مدن إسبانية، للاحتجاج على قبول بيدرو سانشيز، تقديم تنازلات، ربما قد تذهب إلى أبعد من قانون إصدار عفو شامل، إلى التفاوض من أجل إقرار استفتاء لتقرير مصير كتالونيا، وهذا ما تطالب به الأحزاب الكتالونية، من أجل الاستقلال عن إسبانيا". وقال المحلل، "قبل سنة وفي مقال نشرته في عدة منابر وطنية ودولية، تطرقت فيه لخطر وصول إسبانيا إلى قضية حدوث انقلاب عسكري واستخباراتي، وحينها اعتبر البعض أن هذا التحليل هو ضرب من الجنون، وضرب من المزايدة، وأمس الإثنين، تم توزيع في عدد من الثكنات العسكرية الإسبانية، منشورات تدعو إلى إحداث انقلاب عسكري"، مؤكدا أن هذا المنشور يحذر إسبانيا من الدخول إلى المجهول، تحت قيادة الحزب الاشتراكي، ويحذر من أن إسبانيا تتجه نحو التفكك، إذا فتح الباب أمام الأحزاب الانفصالية لتنظيم استفتاءات جهوية في العديد من المناطق، حيث يرى المنشور، أن إسبانيا ستقسم إلى دوليات، إذا فتح الباب للاستفتاء في منطقة كتالونيا. وأشار إدى حسن، إلى أن المنشور العسكري، دعا كلا من الجيش والحرس المدني الإسباني، وكذلك قوى الأمن لمساندته في هذا الانقلاب العسكري ضد الحكومة المدنية، كما أن المجلس الأعلى للقضاء تحرك في هذا الاتجاه، ودعا لاجتماع طارئ للتنديد بمشروع قانون الحزب الاشتراكي، لإصدار عفو عام على قادة الانفصال، حيث أن هذا العفو العام، غير موجود في القانون الإسباني والدستور الإسباني، ويعتبرون أن هذه الخطوة غير قانونية وغير دستورية. وتابع إدى حسن، أن الإعلام الاسباني، ربما تلقى تعليمات بعدم تضخيم هذه المسألة الخطيرة، خصوصا وأن إسبانيا دولة أوروبية داخل الاتحاد الأوروبي، تشهد دعوة صريحة داخل الثكنات العسكرية للتحرك للإطاحة بحكومة ديمقراطية، وهذا أمر غير مستبعد، حيث أن الاتحاد الأوروبي وكل الدول الديمقراطية تتجه تحت ضغط التيارات اليمينية المتطرفة، للعودة إلى الأنظمة القمعية والديكتاتورية، مشيرا إلى أن "عددا من الدول الأوروبية يسيطر فيها اليمين المتطرف، ولا أستبعد أن تشهد بعض الدول الأوروبية رجوعا إلى الأنظمة الديكتاتورية، والعودة إلى الصراعات المباشرة والحرب المسلحة داخل القارة". وأكد المحلل المغربي، أن هذا المنشور الذي تم توزيعه في الثكنات العسكرية، هو مجرد إنذار أولي للحكومة الإسبانية الاشتراكية، حيث أن بيدرو سانشير، إذا ما تمادى في تقديم تنازلات للأحزاب الانفصالية، فإن المؤسسة العسكرية ستتحرك رسميا لإحداث تغيير في البلاد، وإعادة الأمور إلى نصابها. وأشار إدى حسن، إلى أن خطورة هذا المنشور، أنه تزامن مع تنظيم حزب "فوكس"اليميني المتطرف، مساء الإثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب الاشتراكي، في خطوة تصعيدية خطيرة، تظهر حالة الاحتقان السياسي الذي تعيشه إسبانيا، حيث خلال هذه المظاهرة الحاشدة، حاول بعض المشاركين فيها اقتحام مقر الحزب الإشتراكي، مما أدى إلى تدخل السلطات الإسبانية، التي اعتقلت عددا منهم، وهذا الأمر يعتبر مؤشرا على أن الحملات التصعيدية التي ينظمها اليمين المتطرف، وكذلك اليمين، بقيادة الحزب الشعبي، قد تتجه نحو مواجهات بين المحتجين والشرطة، وقد تتسع دائرة هذه الاحتجاجات إلى أمور خطيرة. الوسوم اسبانيا الحزب الاشتراكي المغرب انقلاب في إسبانيا حسن إدى حسن