يبدو أن التراشق الإعلامي بين أنور الدحماني، الشاب المثلي المقيم باسبانيا، ووهيبة خرشش، الشرطية المعزولة والهاربة بأمريكا، قد بلغ منتهاه بعدما دخل مرحلةكشف الأوراق والتسجيلات والمكالمات التي كانوا يسجلونها لبعضهم البعض خلال مرحلة التوافق والتآمر المشترك. فبعدما خرج أنور الدحماني مؤخرا يفضح وهيبة خرشش، ويعرض تسجيلاتها التي كانت تحرضه فيها على استهداف شخصيات ومؤسسات وطنية، ويتهمها بالهروب بطريقة غير مشروعة من المغرب بإيعاز ومساعدة من محمد زيان، جاء الدور هذه المرة على وهيبة خرشش لتعرض بدورها ما بحوزتها من مكالمات ورسائل شخصية كانت تسجلها خلسة لأنور الدحماني، عندما كانت الرياح لازالت تجري بما تشتهيه سفنهما معا. والملاحظ في معركة كسر العظام بين الطرفين، والتي تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي، هو انتفاء "الخصوصية" عند مثل هؤلاء الأشخاص. فكل رسالة بينهما توثق وتخزن، وكل مكالمة هاتفية تسجل ويتم حفظها لغاية محددة ولأجل معلوم، وغالبا ما يكون القصد الأخير منها هو التجريح والتشهير والفضيحة. ولعل ما قامت به وهيبة خرشش، بعد عطلتها الطويلة على اليوتيوب، هو بمثابة "انتحار سيبراني"، لأنها أسرفت في "خصخصة النضال الافتراضي"، وسقطتفي فخ الابتذال والشعبوية بسبب دفاعها غير الموفق عن نفسها في مواجهة الاتهامات الخطيرة التي نسبها لها أنور الدحماني. دفاع.. بنكهة التفاهة من يستمع لوهيبة خرشش وهي تحاول إسقاط تهمة التآمر والهجرة السرية وغيرها من الاتهامات التي وردت في تصريحات أنور الدحماني، يدرك جيدا بأن كل "الأسلحة صارت مباحة في كلاشات اليوتيوب، خصوصا سلاح المكر والخديعة". فهذه الفئة التي تسجي نفسها برداء "المعارضة على شبكة الأنترنت" تعمد أولا إلى الضغط على زر التسجيل قبل أن تحاورك، وبعدها تستدرجك للمواضيع التي في مصلحتها، فإن تأتى لها ذلك تبادر بالنشر فورا، وإن لم يتحقق سعيها هذا تعمل وقتها على بتر التسجيل من سياقه ونشره مشفوعا بتعاليق مغرضة. هكذا ظهرت وهيبة خرشش في تسجيلها الجديد وهي تفرق الاتهامات في حق الجميع، بل حتى دفاع غريمها أنور الدحماني لم يسلم بدوره من تهمة المثلية والاختيارات الجندرية! بل إنها اتهمت حتى مصالح الأمن بمحاولة "نشر دين جديد" بدعوى أنها هي التي سمحت لشاب مثلي بولوج التراب الوطني. ولم تحضر فقط المكائد والدسائس في خرجة الشرطية المعزولة، بل تفوقت التفاهة على نفسها في كلام هذه الأخيرة، والتي ظهرت ساذجة تفترض السذاجة في كل من يسمعها. فلكي تبرئ نفسها من اتهامات أنور الدحماني، ادعت أنها تعرفت عليه منذ أربعة أشهر فقط، وبعدها نسيت أن هذه المدة غير كافية ليتبادل معها المعني بالأمر أسراره الخاصة ومشاكله الحميمية، حيث شرعت من حيث لا تدري في بث تسجيلات خاصة ومعطيات لا يمكن أن يكشفها المرء لصديق فايسبوكي عابر تعرفت عليه في أيام معدودات فقط!! من "خصخصة النضال" إلى "خوصصة المخابرات". لم تكتف وهيبة خرشش بخوصصة النضال الذي ناشدها من أجله الإرهابي محمد حاجب، في دعوته لها لسد الفراغ الكبير الذي نجم عن اعتقال محمد زيان، بل ابتدعت أسلوبا جديدا يتمثل في "خوصصة المخابرات واختراق الأجهزة السرية". ففي معرض تبريرها لمعرفتها السابقة بأنور الدحماني، زعمت هذه الشرطية الهاربة أنها "كانت في عطلة بسويسرا عندما علمت من مصادرها أن رجال المخابرات يبحثون عن أنور الدحماني لتجنيده، فقررت أن تسبقهم وتتولى مهمة الاستقطاب قبل أن تصله أيدي المخابرات!". فهل تعتقد وهيبة خرشش أن هذا الكلام يقبله العقل حتى يقبله الناس؟ إذ كيف لمن تدعي السياحة في سويسرا أن تطلع على معلومات دقيقة في حوزة الأجهزة الأمنية السرية؟ وهنا يحق للرأي العامل أن يتساءل مع وهيبة خرشش بصوت مسموع: بأي صفة تحركت لتجنيد أنور الدحماني قبل جهاز المخابرات؟ ومن هي الجهة الخارجية التي أوعزت لها بهذه المهمة في فترة قالت أنها كانت فيها للسياحة؟ فهل تتحرك وهيبة خرشش بمفردها كجهاز مخابرات خاص؟ أم أن هناك من يقف خلف الستار ليوزع المهام على المجندات والمجندين المنذورين لمهمة التآمر؟ مبدئيا، يرفض العقل السليم أن يتقبل فرضية أن وهيبة خرشش قد تحركت بمفردها مثل أي ذئب منفرد أو عميل خاص، وذلك لسبب بسيط هو صعوبة تجنيد شخص يقيم في إسبانيا من طرف سيدة هاربة وتعيش بعيدة عنه بأكثر من 10 آلاف كيلومتر تقريبا. كما أن المفارقة الغريبة كذلك، هي أن وهيبة خرشش اعترفت بمحاولتها استباق المخابرات لتجنيد أنور الدحماني، في وقت كانت تجمد فيه كل أنشطتها على اليوتيوب! وهذا يدعونا للتشكيك في أسباب وخلفيات "هدنة التواصل الاجتماعي" التي كانت قد انخرطت فيها الشرطية المعزولة بعد اعتقال شقيقها في شبكة إجرامية متخصصة في النصب والسرقة الموصوفة وإفشاء السر المهني والارشاء والارتشاء. خرشش الأخ.. رهينة أم متهم في جنايات خطيرة من يستمع لكلام وهيبة خرشش وهي تتحدث عن شقيقها المعتقل بالمغرب، والذي وصفته ب"الرهينة"، يراوده أكثر من سؤال عن سبب ومنطلقات إقحامها لأحد أفراد عائلتها في "بوليميك" تضج به مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي. لكن باستخدام تقصي بسيط في أعمدة الصحافة الوطنية وفي محرك البحث على غوغل، تطالعك العديد من القصاصات والتقارير الإعلامية التي تتحدث عن "جرائم" عبد الحكيم خرشش شقيق الشرطية الهاربة وهيبة خرشش. فالرجل معتقل إلى جانب ضابطة شرطة أخرى، منذ شهر شتنبر 2021، بسبب إفشائهما لأسرار مهنية خطيرة استفادت منها شبكة إجرامية متخصصة في السرقة والنصب استهدفت العشرات من المواطنين بمدينة بني ملال في مبالغ مالية بملايير السنتيمات. ولعل أبرز التهم التي وجهتها النيابة العامة لشقيق وهيبة خرشش (الرهينة المزعوم) هي إشعاره لأشخاص مبحوث عنهم بالقضايا المسجلة في حقهم، والتستر عليهم وعرض المساعدة لإيوائهم، فضلا عن مماطلته ورفضه تسجيل شكاية أحد ضحايا عملية السرقة بالكسر، لتمكين أفراد شبكة إجرامية من الإفلات من العقاب نتيجة اندثار الأدلة، وهي الخدمة التي كان يقدمها بمقابل مالي وعيني موثق في المحاضر المعروضة على القضاء. وممن يعرفون شقيق وهيبة خرشش في المدن التي اشتغل فيها بكل من الجديدةوبني ملال، يعرفون كذلك "جبروت" هذا الرجل الذي شكل لأشهر عديدة موضوع عدة نداءات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، من سيدة تتهمه بالاعتداء الجنسي الناتج عنه حمل ومولود أنثى.كما يتداول زملاءه القدامى في العمل طريفة عنه مفادها أنه الضابط الوحيد في المغرب الذي عاقبته المديرية العامة للأمن الوطني بسبب تكييفه جريمة قتل عمد على أنها "سقوط عرضي"، بسبب إهماله لبديهيات إجراءات المعاينة بمسرح الجريمة. ومن الواضح أن البحث في محيط وهيبة خرشش القريب يندر بكثير من المفاجآت غير السارة، رغم أنها حاولت عمدا أن تداري هذه البشاعة بمساحيق التجميل وأغلال الذهب التي ظهرت تحملها في معصمها عندما خرجت لتناضل من أجل " العبيد" حسب قولها، من أمام ذلك المنزل البيضاوي الذي يستأجره جو بايدن في واشنطن لمدة أربع سنوات.