هناك بعض الأمور لا يمكن أن تقع ولا يمكن رؤيتها إلا في جارتنا الشرقية، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الجزائريون أن يجسد لهم رئيسهم عبد المجيد تبون على أرض الواقع شعار "الجزائرالجديدة" الذي يتغنى به كلما أتيحت له الفرصة، قام أمس بتكريم عدد من الكابرانات "المكردعين" الذين أكل الدهر عليهم وشرب، وارتبطت أسماؤهم بالجرائم ودماء الجزائريين إبان فترة ما عرف في تاريخ الجزائر بالعشرية السوداء، والذين قابلوا مبادرة تبون هاته بالغياب بدواعي صحية. وقد قام عبد المجيد تبون الرئيس الصوري للجزائر وبجانبه الرئيس الفعلي، الكابران شنقريحة، أمس الخميس، بتكريم كل من الرئيس الأسبق ووزير الدفاع الأسبق الكابران اليامين زروال، ورئيس دائرة الاستعلام والأمن سابقا الكابران محمد مدين الملقب ب"التوفيق"، والكابران مهندس أحداث العشرية السوداء خالد نزار وزير الدفاع سابقا، إلى جانب كابرانات آخرين. ووجد تبون نفسه أمام حرج كبير بعدما غاب عن حفله التكريمي هذا، هؤلاء الكابرانات الذين رفضوا الحضور إليه تحت ذريعة "دواعي صحية، رغم أن تبون سعى لتقديمهم كأبطال في وقت يستحضر الجزائريون والعالم جميع جرائمهم وما اقترفوه في حق الشعب الجزائري. ولعلّ الغريب في الأمر هو أن هؤلاء الكابرانات المكرّمين من طرف تبون الذي ينفذ أوامر الحكام الفعليين للبلاد الذين جاؤوا به للرئاسة بعد اغتيال الرئيس القايد صالح الذي تولى رئاسة البلاد بعد تنحية الرئيس الراحل بوتفليقة إبان أحداث الحراك الشعبي، هو تورطهم في مجموعة الجرائم ضد الإنسانية وحتى ضد الدولة، ورغم ذلك تم تكريمهم. فوزير الدفاع السابق والكابران خالد نزار الذي عاد للبلاد في صفقة سرية جرت بينه وبين شنقريحة بعدما كان هاربا إلى إسبانيا إبان فترة القايد صالح، حيث كان مطلوبا للعدالة الجزائرية، ملاحق من طرف القضاء السويسري على خلفية اتهامه بالتواطؤ في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فيما الكابران محمد مدين الملقب ب"التوفيق" والذي يصفه الجزائريون بالمجرم لارتباط اسمه بقضية اغتيال الرئيس السابق محمد بوضياف، كان قد صدر في حقه حكم بالسجن 15 سنة بتهمة التآمر على الدولة والجيش، فكيف يعقل تكريمه وهو الذي أدانته المحكمة!.