لبى الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل و الاحسان و مؤسسها و مربيها نداء ربه اليوم حسب مصادر متواترة اتصلت بها البوابة، عن عمر يناهز 84 سنة ، قضاها في العلم و التحصيل و الجهاد ، صادعا بالحق منذ السبعينات. الأستاذ عبد السلام ياسين ظل مناهضا للاستبداد فما وهن لما أصابه وما ضعف وما استكان، منذ رسالة الاسلام و الطوفان حتى اليوم من خلال عشرات من المؤلفات في درب بناء مدرسة العدل و الاحسان، حيث تعتبر جماعته التنظيم الاسلامي القوي بالمغرب ، و الأكثر تنظيما و انضباطا و فيما يلي نبدة عن حياة الراحل: و الأستاذ عبد السلام بن محمد بن سلام بن عبد الله بن ابراهيم، كان أبوه رحمه الله رجلاً فارساً من فرسان قبيلة "أيت زلطن"، ينتمي إلى أسرة شهيرة في الجنوب تدعى آيت بهي، وهي التي كان لها صيت وذكر في تاريخ المغرب. كان من رجال هذه الأسرة - وهم أشراف أدارسة أصلهم من ناحية بلدة تسمى "أولوز"بمنطقة سوس– بل من أشهرهم رجل توفي رحمه الله منذ نهاية القرن التاسع عشر، يسمى «القايد عبد الله ولد بهي» الذي كان شخصية مشهورة في الحكايات الشعبية المغربية. يذكر الأستاذ عبد السلام أن هذا الرجل - الذي يلتقي به نسبه في الجد الرابع - كانت له الرئاسة على اثنتي عشْرة قبيلة وكان له أعمام وأقرباء رؤساء. فلما قتله السلطان محمد بن عبد الرحمان، ظلت الأسرة تحت وطأة الملاحقات. كان والد الأستاذ يعمل فلاحاً ثم هرب من بلده "حاحا" فارّاً بحياته لما كان يحيط به وبأسرته عامة من مؤامرات مخزنية؛ فقد أخبر بأن "القايد عزم على اغتياله رغبة في طي صفحة من صفحات أسرة مجاهدة. فكان من أمره رحمه الله أن فرَّ هارباً من المكيدة. كان مولد الأستاذ عبد السلام ياسين صباح يوم الإثنين الرابع من ربيع الثاني سنة 1347 هجرية 1928 بتاريخ النصارى في بيت رجل ذاق مرارة الحياة، ثم استقر آخر الأمر في مراكش، وتزوج على كبر، وقد تجاوز الخمسين، من ابنة عمومته. كانت نشأته في بيئة بدوية وحضرية في آن واحد؛ فعلى الرغم من إقامة الأسرة الصغيرة بمدينة مراكش، فقد كان اتصالها بالبادية مستمراً، وكان الطفل يتردد على البادية ويرى كيف يعيش الناس فيها قريبين إلى الفطرة، مندمجين في حياة منسابة انسياب الماء العذب في ساقية ممتدة، لا تعوقها حواجز المدينة ومنغصاتها الاجتماعية، وإن كانت المدينة يومئذ لا تزال قليلة ضجيجها. كان لاتصال الطفل بالبادية وأجوائها البيئية والاجتماعية، أبلغ التأثير في حياته.