بدأت الحملة الإنتخابية قبل بدايتها رسميا و حتى قبل أن يتم ايداع ملفات الترشيح. إنها حملة من نوع خاص. نتميز بها عن كل العالم. فهي تتخذ أشكالا و مظاهر متنوعة. فقد رأيت مرشحا على غير عادته ، نشيطا يكلم الناس و يسعى إلى حل مشاكلهم ...يحمل معدات كهربائية رفقة كهربائي ليصلح مصابيح للإنارة العمومية التي ظلت معطلة لوقت طويل..مصابيح تتواجد في الدوار الذي يترشح فيه و ليس في أي مكان، يذهب للمدرسة لأنه يريد طاولات للذين يحاربون الأمية، ينجز المشاريع شفويا ، فإن جالسته سرد عليك مشاريع عدة ، لكن الواقع يقول العكس فالناس لازالوا يتصارعون حتى مع أبسط شروط العيش الكريم...رأيت آخر هذه الأيام يكون فرعا لحزب داع سيطه، لا لشيء إلا لأن الإنتخابات على الأبواب...و يدعي أنه من حماة الديموقراطية إلا أنه نسي أنه مر بثلات أحزاب منذ الإنتخابات الماضية و حتى اليوم..فالأحزاب بالنسبة إليه كالملابس، يغيرها بتغير الفصول و المناسبات... هذه المرة لم أرى و إنما سمعت عن آخرين ينظمون الولائم لمتنافسين لهم ، لكي يخلو السبيل و ينجحوا، فالنجاح لا يحتاج دراسة و اجتهادا و ذكاءا هذه المرة بل مالا و سلطة و نفودا و حيلة. هناك منهم من سينجح ، بل الأغلبية...لأنها تتحرك، فأنا اعترف لهؤلاء الأشخاص و لو أن معظمهم أمي، انتهازي...أعترف لهم بالذكاء ، لأنهم عرفوا كيف يتزعمون، كيف يحصلون على دعم الناس، بل كيف يتحايلون على الناس...المواطن العادي غير راض عن عطاء مجالسه المنتخبة...لكن بالمقابل ماذا يفعل..في معظم الأحوال يصمت و في صمته سلبية و انهزامية...