تعاني قرية تيسليت التابعة إداريا لفم الجمعة من التهميش القاتل و لعل من يسمع بمقولة المغرب غير النافع لن يصدقها إلا عندما تطأ قدماه هذه المنطقة. أعطيكم مثلا عندما أذهب إلى تيسليت قاصدا جماعة تابية الكائنة ترابيا في قرية تيسليت و هذه مفارقة أخرى تنضاف إلى مفارقة جماعة أيت تڭلا بأوزود لغرض طلب نسخة عقد الازدياد أو أي وثيقة يجب استخراجها من الڭروج * و أنا القادم من منطقة أوزود القريبة منها نسبيا و في انتظار حلول دوري في الحصول على وثائقي - و هذا صنف آخر من المعاناة التي يعانيها مواليد منطقة هنتيفة المسجلين في هذه الجماعة في ثمانينيات القرن الماضي وما قبلها. و عندما يشعر الإنسان بالجوع و هو هناك في دار الجماعة ينتظر دوره لا يجد ما يسد به رمقه في حالة ما لم يأخذ معه طعاما من منزله بسبب غياب الدكاكين المخصصة لذلك. وأنت في طريقك إلى تيسليت تصادف الحالة المزرية جدا للطريق المؤدية إلى القرية من فم الجمعة حيث سترى مناظر يندى لها الجبين و نحن في القرن 21 حيث الطريق مليئة بالحفر في الوقت الذي يتسابق فيه "الخطافة" و أصحاب "الترانزيت" للظفر بأكبر عدد ممكن من الركاب و في ظروف مهينة للكرامة الإنسانية حيث يصبح الركاب مثل النعاج فوق "الترانزيتات" أما سائقي سيارات الأجرة فيُجلِسون معهم راكب في المقعد المخصص لهم و يمكن لسيارة واحدة أن تقل أكثر من عشرة ركاب و الطامة الكبرى هي أن الدرك الملكي تجده متربصا في إحدى الأماكن و لا يهمه مدى احترام السائقين لبنود مدونة السير بل شغله الشاغل هو الإتاوة التي سيدفعها كل سائق في آخر النهار على حد تعبير صاحب سيارة الأجرة التي أقلتني إلى وجهتي. صراحة اندهشت لما رأيت مثل هذا التهميش الذي يطال منطقة عزيزة علينا من إقليمنا الذي نحبه و نعلن دوما ارتباطنا الشديد به. و أمام هذا الوضع المزري للغاية لا يسعنا إلا أن نكثف جهودنا نحن ساكنة المنطقة لرفع أصواتنا لنقول كفى من التهميش و أن الوقت قد حان لرد الاعتبار للمواطن الأزيلالي ونيل الكرامة التي يستحقها كمواطن ينتمي إلى هذا البلد. المراسل / ذ.عبدا لرحيم معتصم * الڭروج .. هو السجل الذي تسجل فيه المواليد الجدد في مكتب الحالة المدنية بالجماعات المحلية و المقاطعات الحضرية - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي :