سوق السبت/لفقيه بن صالح: استقالة 25 عضو من المكتب المسير لنادي أمل سوق السبت..تحدي عبثي في زمن الخبث السياسي!! بقلم:حميد رزقي انعقد يومه الاثنين 24/09/2012 الجمع العام السنوي للمكتب المسير لفريق، أمل سوق السبت لكرة القدم، بقاعة الاجتماعات ببلدية مدينة سوق السبت، بحضور ممثلين عن السلطة المحلية، والجامعة الوطنية وعصبة كرة القدم بالجهة، ومراسلي الإعلام الإلكتروني والمكتوب، ومتتبعي الشأن الرياضي. الجمع العام هذا، كان يهدف بعد المصادقة على التقريرين، تجديد ثلث المكتب ،إلا أنه أفضى،لاعتبارات عدة سنعرج عليها، إلى استقالة 25 عضو بشكل جماعي، بما فيهم الرئيس،إضافة إلى استقالة الدكتورة جوهرة بوسجادة بشكل فردي. بدءا، وكالعادة ، رحب رئيس المجلس البلدي، الذي هو بالمناسبة رئيس المكتب المسير للفريق بالحضور الكريم بمختلف مكوناته ،ومباشرة بعد ذلك، تمّ الاستماع إلى التقريرين الأدبي والمالي.بحيث تم التصويت على الأول بالإجماع، في حين ، رفض ثلاثة أعضاء التقرير المالي بدعوى انه يفتقر إلى النزاهة والدقة. الجديد في نقاش التقريرين، حسب بعض الشهادات التي استقيناها من عين المكان ،أنه لا يستجيب إلى طموحات الرأي العام ،ولا يرقى إلى مستوى تطلعات متتبعي الشأن الرياضي ،لأنه بكل بساطة،يقول أحد المتتبعين ،جاء عاديا جدا، ولم يلامس عمق الإشكالات التي عانى منها الفريق والمكتب المسير على حد سواء، واقتصر على عكس ذلك، في جوانبه العريضة ،على نشر غسيل بعض الأعضاء بتهم فضفاضة، وتلميحات عن خروقات في التسيير والتدبير، وعن وجود لوبيات فساد بالمكتب، وعن ضرورة أخد الحيطة والحذر مما ستؤول إليه الأوضاع في ظل سيطرة بعض العناصر على التسيير..، وتلك كلها إشارات تدخل في إطار العموميات التي يتحدث عنها الشارع، وبذلك تمسي من البديهيات في ملفوظ من هم على علم بجوهر الاكراهات. الردود هي الأخرى كانت ب"المرموز" في غالبيتها، وطالبت بعقد ندوة صحفية لتبرئة الذمة من مختلف الشبهات، وأصرت على ضرورة المحاسبة الفعلية أمام الرأي العام، وتبرأت من مختلف التهم الموجهة إليها ، بل واعتبرتها حسابات شخصية بعيدة عن الميدان. وقد شكل مصطلح " الغيرة عن الفريق والمصلحة العامة" حصان طروادة الذي ركبته كل التدخلات، ولذلك اختفت الصورة الحقيقية عما كان يجري على مستوى التسيير أمام ضعف مستوى النقاش، وابتعاده عن جوهر الاكراهات التي عرفها المكتب أثناء تحمله المسؤولية، وطفت الصراعات الذاتية بين قطبين: احدهما يعتبر انه قدَّم مجهودات جبارة، يستحق التنويه عليها ،بما انه أوْصل الفريق إلى ما هو عليه الآن من مستوى راق" تنبهت إليه" أطراف وطنية ودولية ،وآخر يشكك في مصداقية هذا القول ،ويرى أن الفريق سيؤول إلى الحضيض إذا ما بقيت هذه العناصر بالمكتب المسير. وقد بدا، من خلال هذه المداخلات مع غياب وجود الاستثناء أمام انحلال البيت الداخلي ل"أسرة التسيير" وفظاعة غسيلها، وأمام تألقها في الملاسنات عوض النقد البناء والتواصل الهادف،أن أعضاء المكتب الذي يتجاوز عددهم 30، لم يكونوا يحرصون على الفريق، بقدر ما كانوا يحرصون على بعضهم البعض،ويتتبعون سرا وعلانية وعن كثب، خطوات بعضهم ، ويقتنصون فرصة انكشاف عورة زملائهم، ولا أدل على ذلك هذا الكم من المداخلات الذي لم يتجاوز أربعة أشخاص من مجموع 33 عضو الذي اتضح أن وجودهم كغيابهم على الأقل في هذا الجمع العام، اللهم في قلب كفة التصويت. وربما لهذا الأساس يستوجب عليهم إيمانا بروح العمل الجمعوي،أن يعترفوا للرأي العام والمتتبعين، وبجرأة واضحة، أن ما أفلحوا فيه إلى حد الآن هو الاختلاف من أجل الاختلاف، الذي يتمأسس على الأحداث لا الأفكار، و يربو إلى معارضة الآخر حتى ولو كان على صواب. وشتان بين هذا المدلول،والاختلاف كنبراس للتواصل، وكأداة فعالة لصقل الرؤى والمقترحات، وكجسر لتجاوز كل الاكراهات . ولهذا أيضا يحدونا الأمل، أن تكون هذه الاستقالة الجماعية عربون حسن نية ،وتعبيرا صادقا عن غيرة عميقة عن الشأن الرياضي،وليس طموحا يتغيى توريط الآخر، لأن توقيتها في الواقع يطرح أكثر من سؤال، ولا يعفي المكتب من مسؤوليته، بما أنها قُضيتْ/تمّت، دون إعارة اهتمام لجانب أوسع من الجمهور ،ودون قراءة موضوعية للوضعية التي يمر منها الفريق، ودون مراعاة،وهذا هو الأهم، لمشاعر الرأي العام ،الذي كان في أمس الحاجة إلى معرفة خبايا الأحداث،والوقوف عن حقيقة هذه الإختلالات كخطوة جريئة لإعلان صدق التدبير وحكامة التسيير ، في ظل مناخ الشفافية والوضوح وربط المحاسبة بالمسؤولية أمام هول الكساد السياسي الذي تعرفه المدينة...وليس في حاجة إلى سماع هذه التفاهات من السب والشتم ، والى هذه الإيحاءات والرموز المثقلة بلغة التحقير والتدليس ونشوة النصر ،عن غير تحليل دقيق لمعطيات أدق،وإلا ما جدوى هذا الحضور إذا كان أصحاب الشأن يتحدثون بلغة الرموز ،وسطوة السين على الفعل الآني قبل الأتي :سنعمل ،سنرى ،سنفعل، وفي الأخير يرفعون الاستقالة كتحدي ! وياله من تحدي عبثي في زمن الخبث السياسي؟؟