بعد مسيرة فقراء جماعة تيلكيت إقليم أزيلال مشيا على الأقدام إلى دائرة واويزغت التي تبعد عنهم ب40 كلم يومي 22 و23 نونبر 2010 ودخولهم في اعتصام أمام مقر دائرتها، وأمام التجاهل الكلي لمطالبهم المشروعة بل والاستفزاز الذي تعرض له اعتصامهم؛ قام هؤلاء المهمشون بنقل احتجاجهم وتنظيم مسيرة في اتجاه مدينة بني ملال (40 كلم) التي حَلّوا أمام مقر ولايتها باكرا صباح يوم الخميس 25 نونبر 2010، وذلك بعد أن كسروا طوق الحصار وتخطوا الحواجز التي نُصبت لمنعهم من طرف رئيس الدائرة وعناصر الدرك والقوات المساعدة الذين كمنوا على مخارج واويزغت. وقد ساروا ليلة أمس الأربعاء وصباح يوم الخميس وسط أدغال تيزي نآيت اعْمير وجبل إغنين قبل وصولهم إلى أمام مقر الولاية ببني ملال. وكان المحتجون الذين تجمهروا أمام مقر الولاية وجدوا أنفسهم كالعادة مطوقين بالأجهزة السلطوية على كافة أنواعها، والتي كانت مستعجلة في إقناعهم بالعودة إلى بلدتهم وتطمينهم بالاستجابة لمطالبهم الاجتماعية قريبا والتي يمكن إجمالها في: 1)- الاعفاء من رسوم تصاميم البناء التي تشكل عائقا أمام هؤلاء الفقراء في بناء أو ترميم بيوتهم. 2)- تقديم معونات ودعم عيني عاجل للتخفيف من وطأة الجوع المتفشي وسط أسرهم سيما أن منطقتهم جبلية معزولة وتعاني من قساوة البرودة والصقيع. 3)- وضع حد للشطط والارهاب الذي يشنه قائد تيلكيت ضد الساكنة بمعية أحد مساعديه المدعو (محمد أبناو) وعون سلطة (محمد علمي). 4)- تأهيل المستوصف المحلي الدائم الاغلاق وتجهيزه بأجهزة الفحص وتوفير طاقم طبي وتمريضي مداوم. 5)- وقف التدهور الخطير الذي يعرفه قطاع التعليم بالمنطقة من حيث البنيات التحتية أو من جهة الخصاص الحاد في المدرسين، إذ يقوم أستاذ واحد بتدريس ستة مستويات بضمها في فصل واحد ولأربع ساعات يوميا فقط!!! وهي الحالة التي تعم عدة مدارس ك: آيت تازروالت، إمزراي بآيت احسين... 6)- تعميم شبكة الكهرباء على الدواوير المحرومة منه: آيت زروالت، آيت يدير، آيت أمغار، آيت علي ويوسف، آيت علي أوعبد الله... 7)- رفض تفويت واحتكار الخشب الذي يستعمل للطهي والتدفئة والذي تقذفه مجاري الأنهار على ضفافها، مع ضرورة الإبقاء على مشاعيته بين السكان. وقد تلقى المحتجون وعودا بأن جزءا من مطالبهم سينفذ في أجل أقصاه خمسة أيام، والباقي منها سيتم إيفاد لجنة ولائية إلى عين المكان للمعاينة وإيجاد الحلول، قبل أن يتم إحضار حافلتين لنقل المحتجين بعد تأكيدهم أن أي تماطل أو تسويف في تحقيق وتنفيذ مطالبهم سيجعلهم يقدمون على أساليب نضالية جديدة وبزخم أكبر. وجدير بالإشارة أن السلطات الأمنية عملت على نشر عناصرها في كل النقط والمنافذ المؤدية إلى الموقع الذي اشتهر باعتصام آيت عبدي التاريخي خوفا من تكرار المشهد النضالي. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح كبير: فينْ فلوس التنمية البشرية؟ أين صرفت؟ ومن هم المحضوضون الذين نالوها؟ لكن الأكيد أن هذه الأكذوبة صارت سِقْطا بعد أن داستها نضالات المهمشات والمهمشين بتيلكيت وفي غيرها من مواقع الاحتجاج ضد سياسة التجويع والإفقار. عباسي عباس ابراهيم أحنصال