في إطار إشراك المجتمع المدني في البرامج التنموية التي تقترحها المؤسسات العمومية و استجابة لمحاولات عديدة من طرف الجمعية لربط التواصل بين الإدارات العمومية أطلع مركز الأشغال التابع لوزارة الفلاحة بايت اعتاب مكتب الجمعية على المشاريع المزمع إنجازها من طرف وزارة الفلاحة في منطقة ايت اعتاب. و قد تمت في هذا الإطار عدة لقاءات مع الساكنة بغية إقناعهم بالإنخراط في المشاريع المقترحة: 1- المشاريع المقترحة:أثناء اللقاء الأول( 07 أبريل 2010) مع السيد الوراش عن وزارة الفلاحة و السيد بن جلون عن مكتب الدراسات NOVEC اللذان قاما بتبسيط محتوى المشاريع لمن حضر من الساكنة بأولاد امعمر(حوالي 20 شخص) فهمنا ما يلي: - هناك برنامج المغرب الأخضر الذي رصدت له الدولة مبلغ كبير لتمويله. - برنامج تحدي الألفية(2008-2013) الذي تقوم بتمويله مؤسسات أمريكية و الذي ترصد له ايضا مليارات الدولارات. 2- موضوع الزيارة:أوضح السيد الوراش و السيد بنجلون أن الشطر الأول يتعلق بالإنخراط في دورات تكوينية ينظمها المكتب لفائدة فلاحي المنطقة في موضوع زراعة اشجار الزيتون و إعادة هيكلة الأشجار المزروعة. بعد العرض تدخل الحاضرون و منهم من يرفض بعنف التعامل مع المقترح و منهم من قبل مبدئيا التكوين معبرا عن تخوفه من ان تسلبه الدولة اراضيه أو أن تطلب منه مقابل مادي. عاد السيدان للحديث عن المشاريع المقترحة بعد التكوين حيث ركزا على المشروع الثاني الذي يهدف إلى إعادة هيكلة أشجار الزيتون بتطبيق المفاهيم التي لقنت للفلاحين أثناء التكوين. ثم بعد ذلك، المشروع الثالت الذي يهدف إلى غرس المساحات العارية غير المسقية و التي ستتكفل بها شركة متخصصة خلال سنتين و تسلمها إلى ملاكي الأراضي المغروسة لتسهر على تتبع المشروع على شكل تعاونية.بالإضافة إلى ذلك أبدى المسؤول عن وزارة الفلاحة استعداده للمساعدة في خلق تعاونيات الأنشطة المذرة للدخل. 3- ردود فعل الساكنة المستهدفة:بكل صراحة و للأسف الشديد أبدى أغلبية السكان رفضهم التعامل مع سلطات وزارة الفلاحة مبررين ذلك بخوفهم نزع أراضيهم أو تدخول الدولة بطريقة أو بأخرى في الملكية الخاصة أو استصدار ممتلكاتهم و عموما يبدو ان هذه الإحطياتات من طرف الساكنة راجعة على العموم إلى انعدام الثقة بين المؤسسات الرسمية و المواطن. هذا لا يمنع من أننا هيأنا لوائح لمن يرغب في الإنخراط في هذه المشاريع و وافينا بها المركز الفلاحي بايت اعتاب ليتخذ قراره في ما بعد. 4- لقاء ثاني( 15 أبريل 2010) عبارة عن زيارة ميدانية لمنطقة أسمسيل: حضر هذه الزيارة السيد مدير مركز الأشغال الفلاحية- الجامعي عبد الله- و السيد الوراش و السيد شريشي مختص في دراسة التربة و متخصص آخر في الأشجار المثمرة عن مكتب الدراسات الذي عقدت معه وزارة الفلاحة صفقة تهيء المعطيات التقنية للمنطقة و عن جمعية أسمسيل السيد صالح بوبري. بعد القيام بزيارة ميدانية لمنطقة تيقبليين و القرية السفلى لمعاينة طبيعة المنطقة( من حيث التضاريس و التربة و الأشجار المزروعة و المساحات) و إنجاز تقرير من طرف المختص في الأشجار المثمرة رجعت اللجنة إلى محور\" أولاد امعمر- تاصورت\" لمعاينة طبيعة المنطقة و لاستجواب بعض السكان مع إنجاز تقرير و التقاط بعض الصور. بعد ذلك انتقلت اللجنة إلى محيطات أخرى بالقرب من دار أيت سي علي. 5- الخلاصة: ما يستفاد من هذه الأنشطة:أولا: رغبة وزارة الفلاحة في إشراك المجتمع المدني و إلقاء بعض المسؤوليات على عاتقه: دور الوساطة بين الساكنة. ثانيا: رغبة الوزارة في إنجاز مشاريع بالمنطقة . تالثا: تسهيل المأمورية على مكاتب الدراسات. رابعا: صعوبة بل استحالة إقناع كل الساكنة بجدوى المشاريع المقترحة. خامسا: ضعف الدقة العلمية في إنجاز الدراسات على المنطقة من طرف مكاتب الدراسات: بحيث يكون استجواب الساكنة مرتجلا و لايخضع لانتقاء عينات السكان لاستجوابهم . فضلا عن التشويش الذي يسود قنوات التواصل بين الساكنة و مكتب الدراسات مع عدم وضوح الأهداف لدى الساكنة مما يجعلهم يضعون في الحسبان سوء النية. سادسا:و في الختام، لا أريد ان أكون متشائما و لكن يبدو لي أن دار لقمان لا زالت على حالها: فالمؤسسات الرسمية تبدل مجهودات لخدمة المواطنين واسترجاع ثقتهم والمواطنون بعيدون كل البعد عن إرادة التغيير و على المجتمع المدني ألا ييأس و أن يتحلى بالصبر مع التمسك باستراتيجية محكمة لتغيير الوضع. تحرير: صالح بوبري نشاط جمعية أسمسيل للتنمية أيت اعتاب في 16 ابريل 2010