عرفت جماعة تاونزة أيام 7-8-9 مارس 2013 مهرجانها السنوي في نسخته الثالتة ، و قد تخللت هذه الأيام مجموعة من الأنشطة ، كان أبرزها مسابقة و فعاليات (التبوريدة) ، النشاط الذي يوليه الكل أهمية خاصة ، حيث عرفت هذه السنة مشاركة فرق كثيرة ، من دواوير عتابية و من مناطق أخرى داخل الإقليم و خارجه (أيت عباس ، بين الويدان ، بني عياض ، أسامر ...)... كان هذا الموسم (المهرجان) فرصة كذلك لأبناء المنطقة و الزوار للترويح عن النفس ، خاصة أن المنطقة فلاحية ، و قد جاء هذا الموسم بعد جني الزيتون ، فكان في موعده المناسب ، للراحة و الإستجمام و التمتع بجمال الطبيعة –بعد أمطار الخير – في امتزاجها بفرق الخيالة الساعية للتنافس و إمتاع الجمهور. إلا أن المهرجان ، رغم سعي من قام بتنظيمه لتنظيم فقراته ، تميز بالإرتجالية و العشوائية في التسيير ، حيث انفرد رئيس المجلس الجماعي بالتسيير بمساعدة موظفين من الجماعة ، و لم يترك فرصة للمعارضة التي باتت تتوفر على الأغلبية في مشاركته القرار ، كما أنه لم يشرك فعاليات المجتمع المدني و لم يوليها أي اهتمام ، و صراع الرئيس و المعارضة انعكس سلبا على فقرات الموسم . و من بين الملاحظات التي سجلناها : - برمجت فقرة رياضية يتيمة –مسابقتين للعدو الريفي ، واحدة للذكور و الثانية للإناث- حيث برمجت في غير وقتها المناسب ، فالذين سهروا على الموسم لم يهتموا باستقبال المتسابقين و مؤطريهم ، فبقي الكل تحت أشعة الشمس الحارقة التي عرفها صباح يوم الجمعة ثاني أيام الموسم ، دون ماء ، و للإشارة فقد كان من المفروض أن تنطلق المسابقة على الساعة 10 إلا أنها لم تنطلق حتى حدود 11 و النصف ، و هو ما خلق تذمرا لدى الكل ، كما أن الساهرين لم يحددوا مسار التسابق ، بل الذي اهتم بذلك هم الضيوف . كما أن الخيالة لم يتقبلوا فكرة إجراء المسابقة على المكان المخصص لهم و حاولوا عرقلته في البداية ، كما أنهم تدخلوا و حالوا دون توزيع الجوائز في النهاية ، و دخلوا في مشادات كلامية مع مؤطري التلاميذ و الجمهور ، و هو ما كاد يتطور لما لا تحمد عقباه في غياب تام للمنظمين و المسؤولين على الأمن و النظام. أما الجوائز فسلمت بطريقة عشوائية و تنقيصية في حديقة الجماعة بين المتبارين أنفسهم ، و هو ما يعكس عدم اهتمام المنظمين بالتفوق الدراسي و الرياضي ، بل كانت المسابقة مطية لتحقيق أغراض أخرى. - و في ارتباط بموضوع الجوائز ، فقد انتقدت المعارضة نوعيتها و قيمتها في علاقتها بما تمت برمجته على الأوراق ، فقد تسلمت فرق الخيالة الفائزة (هناك انتقاد كذلك لمعايير الإختيار) ، قلنا تسلمت طواقم شاي (براد و كؤوس ) من النوع العادي ، أما الفائزون في مسابقة العدو الريفي و المتفوقون دراسيا فبعض الكتب العادية كذلك (21 جائزة-6 للفائزين في العدو الريفي-و 15 للمتفوقين دراسيا ) ، إلا أن قيمة الجوائز المبرمجة للموسم هي 10000 درهم ، و هو تناقض و تبدير للمال العام حسب تعبير المعارضة. كما ركز الكل على الطريقة التي تم بها استقبال الضيوف و الساهرين على الأمن و النظام ، رغم الميزانية المهمة المخصصة لذلك .. المهم أن النسخة الثالتة لمهرجان تاونزة ، مرت في ظروف خاصة ، صراع بين أعضاء المجلس الجماعي (رئيس لم يعد يتوفر على الأغلبية) ، انفراد و عشوائية و ارتجال في التسيير و التنظيم ، كراء للأماكن و المنازل بأثمان مرتفعة في غياب للمراقبة و التتبع ، و هو ما سيؤثر على حضور الزوار و الضيوف ، جوائز هزيلة و محتشمة لا تعكس القيمة الحقيقية القيمة الحقيقية التي برمجت لها ، لم يقدم المهرجان جديدا في نسخته الثالتة ، خاصة و أنه مهرجان ثقافي و رياضي ، كان فرصة لإشعاع المنطقة و إبراز مؤهلاتها الفلاحية و البيئية و السياحية و فرصة لتسويق منتوجاتها التقليدية التي تميزها ، إلا أننا أخلفنا الموعد مرة أخرى و جعلناه فرصة للبهرجة الفارغة و السعي إلى التسابق وراء الأصوات الإنتخابية و رضى السلطات المحلية و الإقليمية.