اخيرا حصاد يضع أصبعه على مكمن الخلل في المنظومة التربوية ويدعو إلى معالجته فورا وبكل حزم .. إنه " هندام هيئة التدريس " ، ليكن في علم السيد الوزير والسادة من مدبري الإصلاح في هذه المنظومة المعطوبة بسبب ترهاتهم المسماة " إصلاحا وإنصافا وارتقاء بالمدرسة …" إن الوزرة لا ترفع من شأن المدرس وغيابها بالمثل لا يمس جوهر الكفاءة إن وجدت . فلا تعلقوا، رجاء، اخفاقاتكم المتوالية على شماعة الهندام… وإن كان لا بد من تغيير هذا الهندام والعناية به لتتحقق نبوءة الاصلاح التي حلم بها المجلس الاستشاري الموقر في رؤياه الأخيرة فإننا نقترح أن تخصصوا لأطر المنظومة التربوية زيا رسميا موحدا يشبه زي العاملين والعاملات في مجال الطيران بالخطوط الاماراتية أو … ، وهذا كفيل بارساء دعامات الرؤية الاستراتيجية العظيمة وخاصة ما يتعلق بجعل المؤسسة فضاء جذب لا تنفير… – ألا تستحيون وأنتم تسطرون مذكرة العناية بالهندام ذاكرين العلل التافهة التي هزت الوزارة عن بكرة أبيها لتعجل بتسطير بنود هذه المذكرة غافلين ومتغافلين عن الأوضاع المزرية التي تشتغل فيها هذه الأطر ويستقبل فيها التلاميذ… – ألا تستحيون وأنتم تعلمون أن جل مؤسسات العالم القروي بدون حجرات لائقة للدرس، وبدون أسوار ولا تعرف شيئا عما يسمى عند أهل الحضارة بالحمام أو المرحاض أو حتى دورة المياه… وفي المؤسسات المتمركزة في الحاضرة لا يمكن لعاقل أن يلج مراحيض المؤسسات التعليمية إلا إذا كان مضطرا وأحسن وضع كمامة تكتم أنفاسه مع إشاحة البصر والمخاطرة بالتقاط عدوى داء من الأدواء… لكن أنى لوزير خبر دروب الداخلية والمفروض أن لا يفوته دبيب نملة في مغاور هذا الوطن ويصرح للعامة أنه المسكين ما درى أن في الوطن مدارس هنا وهنالك وأن وضعها يحتاج إصلاحا.. أنى له أن يمنطق حسابات المنظومة ويرتب الأولويات….؟؟ – يا حضرة الوزير، مسألة الهندام مرتبط بطبيعة" المكان و الزمان" الذي يوجد فيه المدرس . فاذا تحدثت عن الهندام بالنسبة للمدرس في الجبل فهو آخر ما يفكر فيه ، هاجسه الاول هو من اين سيحصل على الخبز هذا اليوم؟ أو أين سينام هذه الليلة بسبب رداءة أحوال الطقس ورداءة أحوال البنايات التي يدرس بها مدرسو الجبال والسهول والهضاب والوديان والمقابر- بحكم وجود أغلبية المؤسسات التعليمية في العالم القروي قرب المقابر والوديان، وقطعه الكيلومترات" المسافات" على الأرجل – هل يمكن ان يتبادر سؤال الهندام أمام هذه الظروف؟. ان أحسن ما يمكن أن تقوم به الدولة هو اعتبار المدرسين جنودا حقيقيين الى حين نقلهم الى المدينة ،على الاقل سيستفيدون من الزي العسكري لمقاومة ظروف البادية … المهم خلاصة القول يظل الأستاذ هو الخروف الأسود الشرير الضال المضل الذي يحتاج إصلاحا و عليه نتوجه بجزيل الشكر لكم سيدي الوزير على هذه الالتفاتة الطيبة والتفكير المضني في شؤوننا و أحوالنا… شكرا لأنك تعلمنا كيف نعتنى بهندامنا في بلاغ رسمي… شكرا لأنك عبر هذا البلاغ تقول للعالم بصوت جهوري ووثيقة مختومة بطابع المملكة إن أطر التربية والتعليم في هذا الوطن لا يحسنون حتى العناية بهندامهم دون توجيهات رسمية وقوانين زجرية… شكرا لك سيدي الوزير لأنك تعلي من شأن فضيحتها وتجعلها رسمية…