حسن عفوان : قيل أن مدينة بني ملال حلت عليها لعنة من السماء أو حل بها سوء طالع أو أصابتها أعين حاسد فما إن نسمع بفاجعة حتى تأتينا أخبار فاجعة أخرىحسن عفوان . قبل بضعة أيام تلقينا ببالغ الأسى حادثة غرق قارب بالسواحل الإيطالية أغلب من فيه شباب في مقتبل العمر و جلهم من مدينة بني ملال ضحوا بأرواحهم فداء بلوغ بلاد الفاتيكان و هربوا من بشاعة العيش في وطنهم وتحسين أوضاع أسرهم التي تعيش الأمرين .ضحو بحياتهم سعيا وراء حلم ضائع وراء حصولهم على الحياة الكريمة التي سيعيشون فيها بإنسانيتهم .فمنهم من مات و جثة في مستودع الأموات و منهم من صار طعاما للأسماك و كما يقول خالد "الحوت خير من الدود" . حيث أن البعض تلفته مياه واد الأخضر بضواحي بني ملال ففي غضون أيام قليلة ثم إنتشال ثلاث جثث غرقوا في هدا الواد اخرها جثة لطفل لا يتجاوز السادسة عشر من عمره يوم أمس خلف فقدانه كارثة بين دويه و أصدقائه . السؤال المطروح هو ما السبب الدي دفع زمرة الشباب هؤلائك للهجرة على مثن قارب مع أن نسبة نجاتهم ظئيلة .وكيف يعقل الا يتم حظر السباحة و مراقبة الواد مع العلم أنها ليست حالة الغرق الأولى أو حتى المائة. إننا نؤمن بالقضاء والقدر لكن لا نلوم القدر بل نلوم سوء التسيير و التدبيير فالوقاية لها دور فعال قبل وقوع الكوارث .أما بعد وقوع الكارثة فلا يشفي البكاء . كما يقول المثل "البكاء وراء الميت خصارة" لو وفرت لهؤلاء الشباب الظروف الملائمة فرص شغل و حياة كريمة ما فكروا بالتضحية بارواحهم وترك أهلهم ليتكبدوا عناء الغربة و مشقة البحت عن فرص تغيير لاوضاعهم. ولو وفر لذلك الطفل منتزه أو مسبح يحرصه "ميترناجور" ما كان هذا مصيره .لو كانت مراقبة أو لافتة تأكد منع السباحة في هذا الواد لما نزع قميصه ليسبح فيه ....لو...ولو...ولو...