أرجو تصحيح: استخدام عقلانيّ للقوّ،. ب استخدام عقلانيّ للقوّة. مع تنسيق النّصّ على نحو جيّد بحروف بارزة مع استعمال الصّورة الثّانية بدل الأولى ولكم الشّكر تستخدم أعمال التجريد قبيل أي حرب يجري التخطيط لها لتحقيق مكاسب وأهداف سياسيّة والحصول على تفوّق في الميدان العسكريّ، إذ لا يمكن تحقيق أيّ هدف سياسيّ دون استخدام عقلانيّ للقوّة. لذلك تعتبر حرب المخابرات السّرّيّة أو ما يصطلح عليه بحرب الأشباح حافة الحرب الحقيقيّة باعتبارها وسيلة ممهّدة، وباعتبار ما تسعى إليه من تحقيق لإرادة طرف على حساب طرف أخر باستعمال وسائل ومؤثرات وتكتيكات فائقة ومختلفة، وذات أبعاد استخباراتيّة كبديل عن الحرب المباشرة. ويستخدم هذا النّوع من الحرب بشكل واسع في الصّراع بين الدّول الكبرى، ولعل الحرب الباردة أحد ملامحها الأكثر وضوحا، وتعتمد حرب المخابرات على فلسفة الاستنزاف كركيزة تكتيكيّة، وعلى دقة المعلومة كهدف استراتيجيّ يراهن على السّيطرة على المواقع لانتهاز الثغرات الأمنيّة الملائمة التي تمكّن من استباق الأحداث واستهداف الخصم بالضّربة القاصمة في الوقت المناسب بأقلّ تكلفة ماليّة وبشريّة، ففي الصّراع على الوجود لا اعتبار لحسن النّوايا ولا للقيم الأخلاقيّة. ويدخل تجنيد المرتزقة من ذوي النفوس الضّعيفة في صميم حرب الأشباح التي قد تكون بين قوى غير متوازنة كما قد تكون بين أخرى متوازنة في كافة الخنادق، إلاّ أنّ التفوّق يبرز بشكل جليّ في حال استخدامها ضدّ دولة من دول العالم الثّالث نظرا لعدم تناسب القدرات في هذا المجال: مجال الحرب السّرّيّة التي تقوم على دقّة الاستهداف، وعلى تطوّر الوسائل العملانيّة والتّقنيّات المستخدمة، وتعتمد منظومة معلوماتيّة تبدأ من القدرات الفضائيّة المتمثّلة في الأقمار الاصطناعيّة، وتنتهي بالعين البشريّة المجرّدة والخبيرة التي تساهم في تأمين الاستعدادات النّهائيّة لتنفيذ العمليّات الخاصّة، مرورا بخلايا ميدانيّة مدرّبة بشكل فائق على التّنفيذ بدقّة واحترافيّة حتى لا تترك أي أثر يدل على المنفّذين. وتوظّف النّتائج المباشرة لهذه الحرب القذرة في تعزيز موقف سياسيّ، أو في خلق أثر عسكريّ، أو في توسيع نطاق تأثير اقتصاديّ، وأنوع تنفيذ هذه العمليات هي كما يلي: - 1 تنفيذ صامت لا تصاحبه حرب إعلاميّة - 2 تنفيذ صاخب مصحوب بحرب دعائيّة ومواكبة إعلاميّة - 3 تنفيذ مزدوج يجمع بين الأسلوبين معا مستعملا كلّا منهما في التّوقيت والمحلّ المناسب - 4 تنفيذ مركّب يجمع بين العديد من الوسائل والتّقنيّات، ويزاوج بين مختلف العمليّات الميدانيّة بهدف الإرباك وتسديد الضّربة القاضية - 5 تنفيذ قاس بهجمات مركّزة وشاملة تضعف مقاومة الخصم وترغمه على الاستسلام وتستخدم كلّ نوعية بحسب قدرة المستهدف بها وإمكانيّاته اللّوجيستيّة، وبحسب التأثير المطلوب إحداثه في بنية تلك القدرة لأجل تحطيمها من غير أن تضع في الحساب حجم الخسائر التي قد تصيب المدنيّين، وعلى سبيل المثال نفّذت دوائر المخابرات سواء الأجنبيّة منها أو الإقليميّة بمساعدة مليشيّات الأحزاب التي أعدّت لهذا الغرض قبل غزو العراق أكثر من عمليّة شبحيّة قذرة في العراق ذهب ضحيّتها آلاف الأبرياء من المدنيّين، وقد كان الغرض منها ترسيخ الرّعب في نفوس المواطنين لتسهيل السّيطرة عليهم، ولأجل التّطبيع مع احتلال أجنبيّ تمّ خارج أيّة شرعيّة قانونيّة أو سياسيّة أو أخلاقيّة، ثمّ تشويه صورة المقاومة العراقيّة الباسلة وتنميطها إعلاميّا وسياسيّا وفق ما يصنّفها في خانة "الإرهاب"، هذا المصطلح الذي سوقته الإدارة الأمريكيّة ضمن خطاب إعلاميّ مرآويّ يستعمله بتعسّف شديد بعيدا عن محدّدات اللّغة ليطال كلّ من يرفض هيمنتها على النّظام العالميّ، أو يقاوم احتلالها للأرض وتدنيسها للمقدّسات، أو يستنكر علاقتها المشبوهة بالأنظمة العشائريّة القروسطويّة المستبدّة، أو يفضح رغبتها الدّنيئة في استنزاف الثّروة الطّبيعيّة لمنطقة الشّرق الأوسط وسرقة عائداتها لفائدة الشّركات متعدّدة الجنسيّة وحفنة من السّماسرة والعملاء، لقد سوّقت الإدارة الأمريكيّة احتلال العراق وفق إستراتيجيّة الحرب الاستباقيّة تحت شعار "الحرب على الإرهاب" واشترك في هذه اللّعبة القذرة إلى جانب الصّهاينة عدد كبير من الأذناب الذين استخداموا بقيادة الويلات المتّحدة وتحت إمرتها أساليب حرب الأشباح، ولعلّ أنشطة مؤسّسة ميمري التي انطلقت من كردستان العراق خير دليل على هذا الأمر. فقد انتشرت في المنطقة كلّها الخلايا التّجسسيّة المجنّدة لغرض تأطير خلايا الإرهاب وتحريض الفتن الطّائفيّة وإشعال حرائق الحرب الأهليّة انتشار النّار في الهشيم، وهو ما جعلها تطوّر منظومة عملانيّة تعزّزت بالاستفادة من ثورة المعلومات ومن القدرة في مجال الفضاء، لتعدّ وصفة عجيبة غريبة لحرب كونيّة تعدّ لها الويلات المتّحدة للهيمنة على العالم. ولا يخفى على متتبّع استخدام إسرائيل لحرب الأشباح، فالخلايا التي تمّ ضبطها في لبنان ومصر، والعمليّات التي استهدفت رموز المقاومة الفلسطينيّة تؤكّد ذلك بشكل واضح وجليّ، ورغم ما يتوفّر عليه العرب من أجهزة استخباراتيّة فإنّهم يظلّون بعيدين عن امتلاك مقوّماتها الحقّة لذلك يعدّون متأخرين جدّا في هذا المضمار، فهم قد نسوا تماما أنّ استخدام القوّة مناورة ضروريّة لتحقيق الأمن القوميّ واستسلموا لوهم التّفاوض السّياسيّ، وأصبح عندهم مجرد التّفكير بالقوّة جريمة مع أنّها جوهر الصّراع وأداته الحاسمة، لذلك تراهم قد لجئوا في الميدان العسكريّ كما في المجال المخابراتيّ إلى تحالف مهادن غير متكافئ مع العدوّ، تحالف تختلف معاييره وتوازناته، ويجعلهم غير قادرين على الخروج من مضمار الحرب التّقليديّة التي أصبحت تعبئة بالية لا تحقّق أيّة غاية استراتيجيّة لا في الميادين السّياسيّة والاقتصاديّة ولا في المجالات العسكريّة والتّقنيّة، فعنصر الأمن القوميّ لا توفّره إلاّ القدرة التّقنيّة التي تحقّق معايير التّفوّق العسكريّ، وتنجز كفاية إدارة الحرب الإعلاميّة والنّفسيّة، وحرب التّأثير الاقتصاديّ بالموارد الاستراتيجيّة: كالنفط والقمح وغيرها من مواد الاستهلاك البشري، ذلك أنّ الدّولة العظمى لم تستجمع شروط القوّة والعظمة إلاّ بعد أن استثمرت الأموال لعقود في إنماء الثروات، وصقل العقول والمواهب، وتحصيل الخبرات والكفاءات في مختلف الحقول والمجالات. فنجاحها في الوصول إلى هذا الحجم من التّفوّق العلميّ والتّقنيّ والعسكري والمخابراتيّ منحها القدرة على نسف الأسس التي قام عليها النّظام الرّسميّ الدّوليّ وقوانينه وكافة الاعتبارات والمعايير القانونية والإنسانية لتتّجه في هيمنتها على النّظام العالميّ إلى لغة القوّة، وإلى عسكرة النّظام الدّوليّ بإذكاء الحروب الاقتصاديّة، وبفتح الأسواق بالقوّة وبتدمير الدّول والشعوب التي تخرج عن الصّفّ. وهاهم العرب الآن تعصف بهم الخلافات بجميع أشكالها بعد أن ساهموا في احتلال العراق، وقد عادوا إلى عصر الجاهليّة الأولى ليصطفّ كلّ فريق منهم مع الأجنبيّ، فضاعت بضياعهم أبسط مقومات الأمن القوميّ، وفوّتوا على أنفسهم وسائل الدفاع عن المقدّسات بترسيخ ثقافة الهزيمة، والقبول بالأمر الواقع في مقابل تكريس التّوجّه القطريّ الذي لا يحظى إلاّ بأمن (وطنيّ) منعزل هشّ ومعرّض في أيّة لحظة للعواصف والزّوال. لم يتّعظوا قطّ ممّا يجري تحت نظرهم من أحداث دالّة، فهذه صحفيّة فرنسيّة اختطفت مع سائقها في العراق، ولأنّها عضوة جماعة الأخوات في منظمة للمخابرات الفرنسيّة ألصقت صورها في كلّ مدن فرنسا خصوصا بعد أن طالت فترة الاختطاف لأكثر من خمسة أشهر، وأقام السّياسيّون الفرنسيّون الدّنيا ولم يقعدوها إلى أن حاول أحد الخبراء العراقيّين بتنسيق مع الخارجيّة الفرنسيّة إرشاد المخابرات الفرنسيّة إلى مكان وجود الصّحفيّة المختطفة، حيث تبيّن بعد متابعة الأثر أنّها اختطفت من قبل المخابرات الأمريكيّة (oef) في العراق، لم تبح فرنسا بهذا الخبر، وداومت على توثيق المعلومات عبر الأقمار الاصطناعيّة وتسجيل كل خطوة أو تحرّك يقوم به عناصر تلك المخابرات الذين كانوا يلتقون بالصّحفيّة في مكان اختطافها للتّحقيق معها، وعندما علمت الخارجيّة الفرنسيّة بخطر يواجه الصّحفيّة المختطفة وسائقها أرسلت فرنسا وزيرة الدّفاع مع أشرطة الفيديو التي سجّلت إلى واشنطن للتّفاوض، ما جعل الإدارة الأمريكية تستسلم أمام قوّة الأدلّة فتفرج عن الصّحفيّة مقابل تعويض قدره ثمانية مليار دولار، ومقابل اعتراف أمريكي بالمخابرات الفرنسيّة على أن يبقى الخبر في طيّ الكتمان، لقد استثمرت فرنسا هذه العملية لتحتلّ مركز الصّدارة في عالم المخابراتيّة وسجّلت بها انتصارا، فهذه القصّة التي لا تخفى عليهم بعد تسرّبها بطبيعة الحال لم تحرّك فيهم ساكنا، ولم تدفعهم إلى مراجعة حساباتهم وإلى الاحتماء بالشّعب والاعتراف بما له من حقّ في المشاركة، ولا إلى الرّكون إلى العدل الذي يعتبر أساس الملك، فراحوا يخبطون العشواء ويتنافسون كعادتهم في تنفيذ أجندة أعدائهم حتى إنّ موشى ديان وزير الحرب الاسرائيليّ الأسبق قال يوما: (أنا لا أخشى من العرب مهما جمعوا من سلاح، ولكنّني سأرتجف منهم حتما إذا رأيتهم يصطفّون بانتظام لركوب الباص)، فلله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم لقد أعجبت بمقال أخي الحسن مباركي لذلك اقتبست عنه هذا المقال بتصرّف http://alrafi3.com/forum/showthread-t-21245.html
