ماذا بعد أن هيأ المخزن دستورا على المقاس لا يمنح الشعب فيه أي شيء، وبالمقابل يحتكر هو كل شيء؟ ماذا بعد أن حرَصَ المخزن على تمرير هذا الدستور في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها بعيدة كل البعد عن أجواء الديمقراطية والانتخاب الحر، وقريبة من التزوير وقلب الحقائق؟ ماذا بعد أن عمل المخزن على إهدار مال الشعب الذي هو في أمس الحاجة إليه في المهرجانات وفي الدعاية والترويج لدستور ممنوح مفروض؟ ماذا بعد أن تم تجييش عامة الناس من الفقراء والمعدمين بالترغيب والترهيب حتى يخرجوا للشارع ويواجهوا حركة 20 فبراير بالسب والقذف بل والعنف أيضا؟ عجيب أمر هذا المخزن، عمل ولسنوات طوال على تفقير الناس وتجهيلهم، ثم عاد ليستغل جهلهم وفقرهم ويوظفهم ضد أناس لا يريدون أكثر من تحرير الشعب من الخوف والفقر والجهل، فهل بقي للمخزن شيء لم يفعله؟ بماذا سيجيب الألوف المؤلفة من المغاربة المستمرين في التظاهر والاحتجاج في شمال المغرب وجنوبه وشرقه وغربه، يطالبون وبأعلى صوت بإسقاط الظلم والاستبداد والفساد وإحقاق الحق والعدل والمساواة مصرين على التغيير حتى ولو كلف ذلك أرواحهم؟ إن الشعب المغربي اليوم أدرك أن زمن التغيير قد حان، وأن زمن الظلم والاستبداد قد ولى، وبدون رجعة. إن المغاربة اليوم تجاوزوا الحاضر بما فيه... وأصبحوا ينظرون إلى المستقبل وما ينتظرهم فيه من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية، مستقبلٌ لم يبق بينهم وبينه إلا قليل من الصبر والثبات والاستمرار في المطالبة بالحق حتى يتم تكسير الأغلال وبناء مغرب الحق والقانون، حيث يتساوى الجميع وحيث الديمقراطية الكاملة، إذن فمزيدا من الصبر والثبات شباب حركة 20 فبراير...، واعلموا أن قوة أية حركة اجتماعية تكمن في مدى صبرها وثباتها على المبادئ التي انطلقت من أجلها حتى تحقيق النصر. يقول الحق عز وجل {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} العنكبوت الآية 29، ويقول عز من قائل {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} السجدة الآية24. صدق الله العظيم ناصر المستضعفين. والحمد لله رب العالمين.