من المشاهد التي اصبحت مألوفة للمواطن في كل احياء المدينة ركام الازبال المنتشرة هنا و هناك ، و لم يعد ذلك مقصورا على بعض الاحياء الهامشية، بل امتدت المزابل الى الشارع الرئيس ، مزابل قرب المؤسسات العتليمية و الادارات المعومية ، مزابل متراكمة قرب منازل في طور او حديثة البناء ، و بعبارة اخرى مابين مزبلة مزبلة توجد مزبلة حتى اصبحت المدينة بأكملها عبارة عن \" زبالة \" كبيرة و مع ذلك نحلم بهواء نقي و مساحات خضراء نظيفة كم اريد ان اصدق احلامي، لكن الواقع يكذب ذلك . و يا ليت مزابلنا انحصرت في ركام نفايات المنازل، اذ يخيل الي ان مركز افورار تزخر بانواع شتى من المزابل في حقله الدلالي المادي و الرمزي ففي صورة ظريفة للشارع العمومي الرئيسي الوحيد للمدينة فلا ادري من أطلق عليها هذا الاسم فلا شيء يجعلها مدينة فاين مقومات التمدن فيها؟ سؤال جانبي ، و لنعد الى موضوعنا فالشارع العمومي ذو الروائح الكريهة المنبعثة من قنواة الصرف الصحي التي تنفجر من حين لاخر لتغرق المكان حيث تزكم انوف المارة . فهل يحق لنا طرح السؤال التالي \" كيف يمكن ان يخلق مواطن نظيف يساهم بكل الاشكال في نظافة و تنقية اجواء هذه البلدة الصغرة وهبها الله مؤهلات طبيعية تستدعي منا بعض الاهتمام فقط . وبتسجيل اعتذاري لبعص الصادقين قولا و فعلا فانني اقول : كفو عن وضع الازبال في اي ادارتنا ؟ فجلها اصحبت تعج بما عفا عنه الضبع من رداءة و قبح و تفاهة فالجماعة يجب ان تكون واجهة للبلدة، حيث يرجو المواطن منها لترفع الغمة عن قلب الامة.... و ان من الزبد ما يدهب جفاء . ان الجمعيات التي احتفظت بمن يؤمنون بالنضال المودئ عنه ، و بمن يضعون مصالحهم النرجسية فوق كل اعتباراتهم و غيرهم من النفايات البشرية التي سيكون مصيرها الى مزبلة التاريخ . اما اكبر المزابل للفساد و المحسوبية و الدسائس حيث ان كل مسؤول في مصلحة عمومية لا يستقدم الى جانبه سوى من هم دونه في الكفائة خوفا من المزاحمة و ضمان لبسط نفوذه على من هم ادنى، و حين يبدي احد هؤلاء التوابع بلادة زائدة و خدمة لا متناهية يرشحه سيده الى منصب ، بحيث يكرر التابع الاقل كفاءة نفس السيناريو حين يصبح بليدا من رتبة عالية، اذ يأتي بمن هم دونه كفاءة و يعينهم في مصالخ تابعة له لضمان استمرار سلطته عليهم ، هكذا تورث الرداءة في اداراتنا التي اصبحت بدورها عبارة عن مزبلة كبرى و قس ذلك على الباقي و يبقى السؤال الاكبر هو : ماذا بعد ان اصبحنا نفوت بعض قذراتنا لشركات اجنبية بعد عجزنا، افلا نحتاج الى شركات تنظيف في مزابل الوطن بحيث نخوصص مزابل الجماعات و الجمعيات و الاحزاب و الادارات الى شركات اجنبية لتطهرنا من نفايات الوطن؟ ان الذين يرون في هذا البعد مجرد جزئية صغيرة لا يجب الالتفات اليها لم يجربوا ان ينامو ليلة وحدة مع باعوضة في نفس الغرفة ، إن الكثير من المحركات الكبيرة تديرها دواليب صغيرة كما يقول البريطانيون فاللهم اغرق بلدتنا في رغوة مسحوق منظف لتزول منها كل القذورات و النفايات التي تشوه ذكاء الافوراريين و سمعة افورار. رشيد خليدي - مراسل البوابة - عضو الرابطة المغربية للصحافة الالكترونية - عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان – عضو الاتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب – عضو المركز العربي الاوربي لحقوق الانسان و القانون الدولي