لا بدّ من الإشارة في بداية هذه الورقة إلى أهمّيّة البحث الميدانيّ في تحفيز الإبداع والحضّ على ابتكار أساليب وتقنيّات جديدة تساير ما تراكم من تجارب ناجحة، كما أنّه لا بدّ من التّأكيد على ضرورة التّجديد في تطوير الممارسة الصّفّيّة وتحقيق الإقلاع التّربويّ، وفي إنجاز أهدف عشريّة التّربيّة والتّكوين وتطلّعات البرنامج الاستعجاليّ خصوصا منها ما تعلّق منها بجودة التّعلّمات ففي هذا السّياق، واعتمادا على مرجعيّة التّجديد التّربويّ من حيث إسنادُه القانوني المتمثّل في التّرسانة التّنظيميّة التي استصدرتها السّلطة القطاعيّة عبر مجموعة من النّشرات أهمّها: * المذكّرة الوزاريّة 73 في 02/04/94 حول دعم التّجديد التّربويّ * المذكّرة الوزاريّة 133 في 11/10/96 بشأن التّجديد التّربويّ * المذكّرة الوزاريّة 87 في 10/07/00 بشأن تفعيل الحياة المدرسيّة * الدّعامة 11 من ميثاق التّربيّة والتّكوين بشأن التّفوّق والبحث واستئناسا بما يوفّر مؤلّف الدّكتور محمّد طارق سويدان بعنوان: \"260 طريقة ونصيحة وتمرين للإبداع في التّدريب والتّدريس\" من مادّة معرفيّة رائعة وغنيّة سواء من حيث موضوعُها أو طريقة بسطها وتقديمها، يشرّفني أن أعرض فيما يلي بعض المقترحات التي أراها كفيلة بالمساعدة على إبداع أسلوب تعليميّ فعّال وتقنيّة في التّدريس تتجاوب مع جديد الحقل التّربويّ: (1 التّعرّف على تلاميذ الفصل: لقياس سابق مكتسباتهم ومعرفة إمكانياتهم في مجال التّحصيل وذلك عبر: أ) استمارات خاصّة وروائز مناسبة لتشخيص تعثّرات المتعلّمين وتعرّف مستواهم التّحصيليّ في الموادّ التّأسيسيّة والرّئيسة عند بداية كلّ موسم أو دورة أو مرحلة دراسيّةب) التّشخيص القبليّ لإثارة وضعيّة الانطلاق بشكل مناسب وفعّال (2 الإعداد الذّهنيّ والتّخطيط لأنشطة الدّرس على الورق: أ) بصياغة الأهداف صياغة إجرائيّة تساعد على تحديد وضبط مؤشّرات التّقويم وقياس التّمكّن ب) بالإجابة عن الأسئلة الجوهريّة التّالية: * من؟ لتحديد الفئة المستهدفة بكلّ نشاط تعليميّ، ولأجل ضبط وتوسيع قاعدة المشاركة درءا للتّركيز على المتفوّقين فقطّ، وحتى لا يبقى المدرّس هو السّائل والمجيب في نفس الوقت. * ماذا؟ لتحديد الكفاية العقليّة أو السّلوكيّة أو الوجدانيّة المراد تمريرها وترتيبها حسب درجة الأهمّيّةبالنّسبة لكلّ فئة من التّلاميذ * لماذا؟ لتحديد درجة الإتقان المراد حصولها وكيفيّة جعل المستهدفين يدركون أهمّيّة النّشاط في بناء تعلّماتهم * كيف؟ لتحديد ما يلي: الطّرق والأساليب والتّقنيّات والوسائل التي يستحسن أن يمرّر بها وعبرها النشاط التّعليميّ بما يتضمّن من (المعلومات والقيم والمهارات) مؤشّرات التّقويم التي ينبغي اعتمادها في قياس التّحكّم والإتقان لدى كلّ فئة * كم؟ لتحديد مدّة كلّ نشاط إجرائيّ ولأجل التّحكّم في تدبير العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة (3 إدارة العمليّة التّربويّة: أ) شدّ انتباه التّلاميذ وإثارة اهتمامهم عند بداية الدّرس بما يناسب: إمّا عن طريق عصف ذهنيّ، أو بإثارة مشكل والحضّ على حلّه، أو بإجراء مناولة والدّعوة إلى تسجيل ملاحظات في محاولة تعرّف خصائص أو وصف فروق ومميّزات ب) توزيع التّلاميذ إلى مجموعات منسجمة مع إتاحة المجال أمام تشكيلها بحرّية ج( إتاحة المجال أمام حرّية التّعبير مع احترام الضّوابط المتمثّلة في: * انتظار أخذ الكلمة * احترام الرّأي الآخر * حسن الاستماع والإصغاء * حسن الرّدّ والمخاطبة * الارتباط بالموضوع د( تنسيق المداخلات وتوثيق الملاحظات وتدوين الاقتراحات مع تصحيح المعلومات عند الضّرورة ه( اختبار الملاحظات والاقتراحات إمّا بإنجاز تجربة أو بإجراء مقارنة أو عبر القيام بزيارة موقع أو مرفق أو بإجراء مقابلة أو من خلال التّشجيع على تحرير بحث في الموضوع لإذكاء التّنافس وروح المبادرة وتشجيع التّعلّم الذّاتي وتطوير المهارات الشّخصيّة و( صياغة الحلّ أو الخلاصة أو الاستنتاج بشكل جماعيّ بإشراك كلّ المجموعات وجميع الفئات، وتدوين ما تمّ التّوصّل إليه من معلومات ومعطيات على السّبّورة وقراءته فرديّا وجماعيّا (4 التحفيز وتشجيع التّعلّم والمشاركة: ويستحسن احترام الخطوات التّالية: * اعتبار الخطأ أو الغلط أرضيّة للتّعلّم ومناسبة لتطوير المهارة وإثراء الخبرة * استعمال لغة إيجابيّة وتفادي الأساليب العنيفة أو التّعبير القادح في شخص المتعلّم * الاستعانة باللّعب (ألعاب القراءة، الكلمات المتقاطعة، الأنشطة موازية..) في كسر الحواجز وفي تمرير المعلومات والمهارات والاتّجاهات * الاعتماد على قواعد مقبولة يشارك تلاميذ الفصل الدّراسيّ في صياغتها لضبط إيقاع المجموعة ودرء حالات الانفلات وفقدان التّحكّم (5 اختيار الألعاب والتّمارين: لتحقيق الأهداف الإجرائيّة المرصودة والعمل على تحقيق الكفاية المرجوّة لا بدّ مراعاة ما يلي: * اختيار التّمارين المناسبة بعبارة موجزة ودقيقة تبيّن المطلوب وتوضّح مكان ومدّة ووسائل الإنجاز * طرح التّمارين وعناصر الاختبار بصيغ متنوّعة ومختلفة مراعاة لمبدأ التّدرّج في الصّعوبة وبما يعين على قياس تحقّق الأهداف الإجرائيّة وقياس درجة التّحكّم ومستوى الإتقان لدى عناصر جميع الفئات وفيما يلي مثلّث يبيّن طريقة يلزم إتّباعها للارتقاء بالقدرات الذّاتيّة وتحقيق النّجاح: طريقة تعتمد الثّقة في النّفس والتّوكّل على الله، ثمّ زيادة مستوى التّمكّن من الكفاءة المهنيّة بتطوير الخبرة استنادا إلى أنشطة البحث والتّجديد، وعن تجويد القدرة التّواصليّة وتصحيح صورة الذّات بتحسين العلاقة بالآخرين وإشراكهم في صنع وتنفيذ القرارات والخيارات والله المستعان وهو أرحم الرّاحمين، والسّلام التّوقيع: محمّد بن محمّد بن عليّ بن الحسن