فخرالمغرب الفقيه القاضي ابن العربي المعافري صاحب تفسير أحكام القرأن هو محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المعافري الاشبيلي المالكي يكنى أبا بكر، ولد بإشبيلية عام 468ه1076م من بيت اشتهر بالورع والعلم، فأبوه أبو محمد من فقهاء بلدة اشبيلية ورؤسائها، وكثيرا ما كان يحضره إلى مجالس العلم للاستماع إلى حلقاته، تتلمذ ابن العربي المعافري على أهم علماء الأندلس، وهو غيرمحي الدين ابن عربي، شيخ الصوفية، صاحب:الفتوحات المكية، وفصوص الحكم. يعتبر القاضي ابن العربي المعافري من العلماء الذين رفعوا رأس المغرب في ميدان الدراسات الإسلامية العليا، سيما في علوم القرآن والفقه والخلاف على مستوى المذاهب، ثم أقبل على نشر العلم وبثه. قال فيه ابن سعيد في كتاب: نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب:هوالإمام العالم القاضي الشهير فخر المغرب. شغل منصب قاضي قضاة كورة بإشبيلية بالأندلس، واشتهر بالفقه، وهو واحد من الفقهاء الذين اعتنوا بأدلة الأحكام وأصولها من المالكية إلى جوار أبي بكر الجصاص الحنفي. كان أبوه أبو محمد بإشبيلية صدراً في مجلس ملكها معتمد بني عباد، ولاه ابن أبي دواد الولايات الشريفة. رحل ابن العربي المعافري إلى المشرق، وغرف من مراكزه العلمية المتنوعة في مصر ومكة وبغداد ودمشق، والتقى بأبي حامد الغزالي وأبي الحسن المقدسي وأبي بكر الطرطوشي وغيرهم كثير. ثم عاد إلى اشبيلية بعلم كثير، ونقل كثيرا من معارف المشرق إلى بلاده. وترك لنا تراثا علميا زاخرا في مختلف ميادين المعرفة: كعلوم القرآن والفقه، والنحو، واللغة والأدب، والتراجم وغيرها. وأتقن مسائل الخلاف والاَصول والكلام، ثم انصرف إلى الاَندلس، وصنّف كثيراً، وصلت مؤلفاته إلى 97 مؤلفا، ما ضاع منها أكثر مما بقي، مما جعل منه علما موسوعيا، ومن تصانيفه المشهورة: كتابأحكام القرآن وكتابالمسالك في شرح موطإ مالك وله كتابالمحصول في أُصول الفقه، الناسخ والمنسوخ،القبس في شرح موطإ الإمام مالك، العواصم من القواصم وغيرها. بقيت كتبه شاهدة على علو كعبه وطول باعه في المعارف، والفنون، مما جعل منه معلمة مفتوحة لكل طالب. ومن فوائد القاضي أبي بكر بن العربي رحمه الله تعالى قوله: قال علماء الحديث: ما من رجل يطلب الحديث غلا كان على وجهه نضرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها- الحديث، قال: وهذا دعاء منه عليه الصلاة والسلام لحملة علمه، ولا بد بفضل الله تعالى من نيل بركته. توفي رحمه الله قرب فاس عام 543ه 1148م ودفن فيها. إعداد ع.ل