الرباط ونواكشوط نحو شراكة استراتيجية تاريخية في الطاقة والبنية التحتية    ستيني يجهز على زوجته    مجلس الحكومة يصادق على تعيينات جديدة في مناصب عليا    طنجة المتوسط يعزز ريادته في المتوسط ويتخطى حاجز 10 ملايين حاوية خلال سنة 2024    مؤجل الدورة 17.. الرجاء الرياضي يتعادل مع ضيفه اتحاد طنجة (1-1)    البرلمان الأوروبي يدين الجزائر ويطالب بالإفراج عن بوعلام صنصال    شركة "باليراريا" تطلق أول خط بحري كهربائي بين إسبانيا والمغرب    الحسيمة.. حملة للتبرع بالدم دعما للمخزون الاقليمي    ترويج مؤهلات جهة طنجة في معرض "فيتور 2025" بمدريد    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    توقيف شرطي بسبب شبهة تحرش    حادثة سير مروعة تسفر عن وفاة 3 أشخاص (صور)    "الباطرونا" ترفض "الابتزاز" بالإضراب.. والسكوري يقبل معالجة القضايا الخلافية    النهضة التنموية للصحراء تستأثر باهتمام برلمان مجموعة وسط إفريقيا    الحكومة تكشف حصيلة "مخالفات السوق" وتطمئن المغاربة بشأن التموين في رمضان    بايتاس : الشائعات حول التلقيح تزيد من تفشي داء الحصبة    أمن فاس يُطيح بمحامي مزور    إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب.. وزارة الصحة تواصل تنفيذ التزاماتها بخصوص تثمين وتحفيز الموارد البشرية    فيلم "إميليا بيريز" يتصدر السباق نحو الأوسكار ب13 ترشيحا    مجلس النواب يعقد جلسته العمومية    المغرب يستعد لاستضافة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025 وسط أجواء احتفالية    الجزائر تسلم 36 مغربيا عبر معبر "زوج بغال" بينهم شباب من الناظور    المغرب يتألق في اليونسكو خلال مشاركته باليوم العالمي للثقافة الإفريقية    حركة "حماس" تنشر أهم النقاط التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    هناء الإدريسي تطرح "مكملة بالنية" من ألحان رضوان الديري -فيديو-    مصرع طفل مغربي في هجوم نفذه أفغاني بألمانيا    الدوحة..انطلاق النسخة الرابعة لمهرجان (كتارا) لآلة العود بمشاركة مغربية    لحجمري: عطاء الراحل عباس الجراري واضح في العلم والتأصيل الثقافي    تفشي فيروس الحصبة يطلق مطالبة بإعلان "الطوارئ الصحية" في المغرب    هل فبركت المخابرات الجزائرية عملية اختطاف السائح الإسباني؟    مانشستر سيتي يتعاقد مع المصري عمر مرموش حتى 2029    أغلبها بالشمال.. السلطات تنشر حصيلة إحباط عمليات الهجرة نحو أوروبا    مدارس طنجة تتعافى من بوحمرون وسط دعوات بالإقبال على التلقيح    المغرب يلغي الساعة الإضافية في هذا التاريخ    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    تعرف على فيروس داء الحصبة "بوحمرون" الذي ينتشر في المغرب    أبطال أوروبا.. فوز مثير ل"PSG" واستعراض الريال وانهيار البايرن وعبور الإنتر    دوري لبنان لكرة القدم يحاول التخلص من مخلفات الحرب    ريال مدريد يجني 1,5 ملايير يورو    ترامب يعيد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية    أخطار صحية بالجملة تتربص بالمشتغلين في الفترة الليلية    إوجين يُونيسكُو ومسرح اللاّمَعقُول هل كان كاتباً عبثيّاً حقّاً ؟    بوروسيا دورتموند يتخلى عن خدمات مدربه نوري شاهين    مشروع الميناء الجاف "Agadir Atlantic Hub" بجماعة الدراركة يعزز التنمية الاقتصادية في جهة سوس ماسة    هذا ما تتميز به غرينلاند التي يرغب ترامب في شرائها    مؤسسة بلجيكية تطالب السلطات الإسبانية باعتقال ضابط إسرائيلي متهم بارتكاب جرائم حرب    احتجاجات تحجب التواصل الاجتماعي في جنوب السودان    إسرائيل تقتل فلسطينيين غرب جنين    باريس سان جيرمان ينعش آماله في أبطال أوروبا بعد ريمونتدا مثيرة في شباك مانشستر سيتي    الأشعري يدعو إلى "المصالحة اللغوية" عند التنصيب عضواً بالأكاديمية    منظمة التجارة العالمية تسلط الضوء على تطور صناعة الطيران في المغرب    حادثة مروعة بمسنانة: مصرع شاب وإيقاف سائق سيارة حاول الفرار    نحن وترامب: (2) تبادل التاريخ ووثائق اعتماد …المستقبل    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرفق بالحيوان .. الخلق الضعيف في نظامنا التربوي
نشر في التجديد يوم 07 - 06 - 2012

في الشارع العام، تحلق عدد من الأطفال حول قطة صغيرة، تبدو خائفة وصوتها خافت ينم عن ضعف ووهن، أحد الأطفال كان يحمل بيده عصا غليظة يضرب بها القطة عمدا حتى يسمع صوت أنينها، وعندما تصمت يكرر الفعل، تمر سيدة قرب جماعة الأطفال، تحاول معرفة سبب احتشادهم وتلمح القطة الصغيرة، تنهر الأطفال وتتوعدهم، يتفرقون بين الأزقة بينما يرفع الطفل صاحب العصا يديه عاليا محتجا على السيدة «مالك الميمة راها غير حيوان».
«إنه فقط حيوان»، هذه الجملة تكشف نظرة عدد من الأطفال للحيوانات، فهي ليست سوى وسيلة للمتعة وقضاء الوقت والتسلية واللعب وأحيانا الزينة، هذه النظرة تكبر مع الأطفال وتشكل وعيهم وتمثلاتهم إزاء هذه الكائنات، خاصة إذا لم يكن للمحيط ( الأسرة، المدرسة، الإعلام) دور في تربية الأطفال على احترام الحيوانات ورعايتها ومعاملتها برقة، يتذكر «محمد» وهو في منتصف العقد الثاني من عمره ابن الجيران الذي كان في سن الثامنة، كان يتلذذ بتعذيب الحيوانات وإذايتها، وكان معروفا لدى الجميع بهذه السلوكات، يتفنن في تعذيب الدجاجات واللعب بها، ومن ثم قتلها بخنقها كما أنه كان يجد متعة في إغراق الأرانب في براميل الماء، أما «هيثم» وهو طالب جامعي حاليا، يذكر كيف كان هو وأصدقاؤه يربطون رجل عصفور أو قطة بخيط ويتسلون به ما بين شد وجذب.
أيوب في التاسعة من عمره، ألح على والدته خلال شهر يناير حتى تسمح له بشراء كتاكيت ملونة، لقد كان ثمنها بخسا، درهمان لكل كتكوت، اشترى أيوب بمدخراته عشرة كتاكيت احتفظ بها جميعها في صندوق كارتوني، ووضع لها ماء وطعاما، وفي كل مرة كان ينتظر أن تكبر هذه الكتاكيت ويحلم بأن تتحول إلى دجاجات لكنه فوجيء يومين بعد ذلك بموتها جميعا بسبب شدة البرد.
جولة قصيرة في «السويقة» بالرباط، ترسم في ذاكرتك عدة صور، طفل صغير في الخامسة من عمره يجر ملابس أمه ويصرخ بقوة، يريد شراء عصفور أخضر اللون، بينما تفاوض أم أخرى البائع من أجل شراء سلحفاة صغيرة، هذه التجارة تنتشر بشكل كبير في مواسم معينة، وزيارة الأسواق المحلية تجعلك تقف على سلاحف وطيور وكتاكيت وحرباءات وقطط وغيرها معروضة للبيع.
هذه المشاهد تعكس لنا بشكل خاص عدم وعي الأطفال ومعهم الأسر، بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الحيوانات، فالتفكير يتوقف عند الرغبة في شراء هذا الطائر أو الحيوان وامتلاكه إما للتسلية أو الزينة، ولا يستحضر أي طرف، سواء البائع أو المشتري معنى العناية بهذا الكائن وطريقة رعايته والاهتمام به، ولذلك فإنه يموت بعد أيام من اقتنائه.
تصرفات غير سديدة
الدكتور أحمد كافي، أستاذ التعليم العالي للدراسات الإسلامية بالدار البيضاء، يستنكر سلوك تعذيب الحيوان وامتلاكه دون رعايته « لا يوجد عاقل يعتبر هذه التصرفات سديدة» يقول كافي، ويضيف أن « الضرر والأذى إن لحق بآدمي أو بأي مخلوق من مخلوقات الله تعالى، يعتبر منكرا ومحرما في الشريعة الإسلامية»، ويستشهد على ذلك بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :»دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض».
والقاعدة النبوية في هذا الموضوع: أن إلحاق الأذى بكل كبد رطبة إنسانا أو حيوانا مصيبة، وأن الإحسان إليها باب من أبواب العمل الصالح. ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:»بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له. قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر».
إنها تألم كما تألمون
ويؤكد كافي على أن الإسلام، يعتبر الحيوانات مخلوقا من مخلوقات الله تعالى، مسخرة للإنسان ليستفيد منها بكل الطرق المشروعة. ومما يدل على مكانتها في الدين الإسلامي، أن كثيرا منها جعلت أسماء لسور القرآن الكريم: كالبقرة، والنمل، والأنعام، والنحل، والعنكبوت، والفيل..
لكن هل كون الحيوانات مسخرة للإنسان مسوغ لأن يفعل بها ما شاء؟ يقول كافي، إن هذا التسخير لا يعني أن يفعل بها ما شاء، بل ينبغي أن يكون كل تعامله معها مؤطر بالرحمة بها وعدم إلحاق الأذى بها، فإنها وإن كانت عجماوات بكماوات لا تتكلم، ولكنها تتألم وتسعد، وتفرح وتحزن.
ولذلك لما رأى الشاعر الحمامة وهي تغرد احتار في فهم مرادها، فقال:
أبكت تلكم الحمامة أم غَنَّ
تْ على فرع غصنها المَيَّادِ
فقد ورد صحيحا، عن عبد الله ابن مسعود أنه قال:»كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: من حرق هذه، قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار». في هذا الحديث، نجده صلى الله عليه وسلم يلفت أصحابه إلى أن الحيوانات تتألم وتفجع كما الناس، وأن الاعتداء بالحرق أو غيره لا يجوز.هذا ويقدم الإسلام توجيهات عدة في باب الحيوانات وهي: الرفق والإحسان بها، مراعاة مشاعرها، عدم التسبب في أذاها، وجوب نهي المسلم غيره عن ظلمه للحيوانات، وجوب الانتباه إلى أن للحيوانات حقوقا، هذه المكانة التي أعطى الإسلام للحيوانات، تكشف موقف الدين منها وهو ما جعل المسلمين في القرون الماضية يجعلون أوقافا عليها وعلى رعايتها والإحسان إليها. في شروط النهضة
ما زلنا بصدد بيان الشروط الموضوعية التي أسست لبناء الجيل الأول ، جيل الصحابة رضوان الله عليهم،باعتباره جيلا فريدا لن يتكرر، روى البخاري عن عمرانَ بنِ حُصَينٍ رضي الله عنهما قال : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، قال عمرانُ : لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعدُ قرنينِ أو ثلاثةً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنَّ بعدَكُم قوماً يخونون ولا يُؤْتَمنونَ ، ويشهدون ولا يُسْتَشهدون ، ويَنْذِرونَ ولا يِفونَ ، ويَظْهَرُ فيهِمُ السِّمَنُ. «
والغاية من هذا البيان أن يتحلى جيل الصحوة الإسلامية اليوم بشيء من الواقعية والموضوعية، وهو يقوم بعملية تقييم منجزات الإسلاميين على اختلاف اجتهاداتهم، سواء منهم من تصدى للعمل التربوي، أو لإعادة صفاء التوحيد الذي داخلته بدع اعتقادية مع مرور القرون والأجيال والفرق والمذاهب، أو تصدى للعمل السياسي باعتباره أحد أهم مداخل إعادة مجد الأمة وعزتها، أو تصدى للعمل الفكري أو الدعوي أو الثقافي الفني.
بعد الربيع الديمقراطي، تصدرت الحركة الإسلامية في الدول التي أجريت فيها انتخابات حرة ونزيهة، المشهد السياسي، بنتائج متفوقة على القوى العلمانية الليبرالية التي حكمت المنطقة بالحديد والنار منذ الاستقلال، والواجب اليوم على الفصائل الإسلامية بمختلف تشكيلاتها سواء التي تمارس الحكم أو في المعارضة أن تعمل على إنجاح التجربة، لأن ذلك في مصلحة الجميع.
ومن شروط إنجاح هذه التجربة، أن لا نحاكمها لنموذج الخلافة الراشدة التي بقيت عالقة بأذهان أبناء الصحوة الإسلامية، باعتبارها المثل الأعلى للحكم الراشد، وقد بينا فيما سبق أحد الشروط الموضوعية التي جعلت من ذلك النموذج في تنزيل الإسلام نموذجا متميزا عن سائر النماذج التي تروم تحقيق نفس المقاصد، وهو وجود شخص النبي صلى الله عليه وما يفيده من دلالات، وفي الحلقة المقبلة سنتناول بإذن الله الشرط الموضوعي الثاني لتفرد ذلك الجيل، وهو نزول القرآن منجما بحسب الوقائع والأحوال.
المجلس العلمي بالناظور يوزع جوائز مسابقة المطويات
نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، بتعاون مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالناظور، وبشراكة مع ثانوية ابن الهيثم وثانوية الحساني التأهيليتين؛ حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة المطويات حول موضوع: «ترشيد استعمال الأنترنت في أوساط الشباب» لفائدة تلاميذ وتلميذات المستوى الثانوي التأهيلي يوم الجمعة الماضي.
وأكد ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور اهتمام المجلس بتلاميذ مؤسسات التعليم العمومي، من خلال ما يعقده من مسابقات علمية وثقافية؛ إسهاما منه في التنمية العلمية والروحية لهذه الفئة العريضة من المجتمع. من جانبه أبرز النائب الإقليمي لنيابة التعليم عبدالله يحيى الدور الايجابي للأنترنيت الذي يتمثل في الرفع من مستوى التلاميذ، منوها بدور المجلس العلمي واهتماماته المتواصلة بالحقل التعليمي. أما المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالناظور أحمد بلحاج فقد بين دور المعلوميات في العصر الحالي، مؤكدا سعيه الدؤوب لإقامة أنشطة هادفة بالمؤسسات التعليمية بتعاون مع المجلس العلمي والمؤسسات التربوية.وقد شهد الحفل توزيع جوائزعلى كل أعضاء الفريق الفائز، والتي تنوعت على النحو الآتي:شهادة تقديرية رفيعة المستوى.غلاف مالي قدره ألف درهم لكل تلميذ، موسوعة علمية، مجموعة نسخ من المطوية الفائزة بالرتبة الأولى.
هذا وقد تم تكريم باقي الفرق الثمانية بجوائز وشواهد تقديرية لهم ولأساتذتهم المشرفين على أعمالهم، فيما أكرم الطاقم المرتب لأشغال الحفل والمكون من ستة تلاميذ بشواهد تقديرية. رسالة قصيرة من داعية
- لي أن اختار الميل إلى حُسن الظن بالناس، وحملهم على المحمل الحسن، والتماس العذر لهم، وعدم تسحيبهم بالإلزامات والتقوُّلات والتُّهَم، ولأن أخطئ في ذلك فتنسبني إلى غفلة أو تواطؤ أحب إليَّ من أن أخطئ بثلب امرئ مسلم بغير حق.
ينبغي أن نعالج المآسي بالفرح والسرور: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا” (يونس:58).. فيفرح العبد بإنسانيته وتكريمه، ويفرح بنعم الله تعالى عليه في النفس والأهل والمال، ويفرح بأن أوزعه الله شكر نعمته؛ فبالشكر تدوم النعم.
الدِّينُ سَلْوَى النفْسِ في آلامِها... وطَبيبُها مِنْ أَدْمُعٍ وَجِراحِ، لأنه يمنح الإنسان الأمل بالله سبحانه، والأمل بالدار الآخرة، والأمل بالفرج، حتى في الأمور التي هي أشبه بالمستحيل.
الفرح طبع إنساني، وغريزة بشرية، كالحزن، وهو دافع للعمل والإنتاج والاستمتاع بالحياة، والشكر للبارئ المنعِم جلَّ وتعالى.. على المرء أن يفرح حتى بالأشياء الصغيرة، ويعوِّد نفسه على السرور بها.
مجالس الناس أصبحت عامرة بالمتناقضات من الآراء والتوجهات، مما يعتقدون وما لا يعتقدون، وما يدركون وما لا يدركون، ولم يَعُد مُجديًا تسفيه الآخرين مهما تكن ضحالة أفكارهم، أو تفاهة حججهم، بل لابد من الاستماع إليهم، واستيعابهم بالإقناع، فالتناسب بين الداء والدواء ضروريٌّ؛ حتى يتقبل الجسم العلاج وينتفع به.
إن سكينة الإنسان، واستقرار نفسه، وهدوء لغته، وحسن عبارته، وقوة حجته؛ هو الكفيل بأن تنصاع له القلوب، وأن يصل الحق الذي يحمله إلى أفئدة الآخرين، وأن يغلب حقُّه باطلهم.
إن المتعصِّب أعمى لا يعرف أعلى الوادي من أسفله، ولا يستطيع أن يميِّز الحق من الباطل، وقد يتحوَّل المتعصِّب بالحرارة نفسها والقوة نفسها من محب إلى مبغض.
 8 يونيو: حلقة علمية بوجدة
يتشرف مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، بدعوتكم لحضور الحلقة العلمية في موضوع: «النص العقدي في الاسلام بين التفسير و الترجمة «تصريفات وضوابط»» يلقيها: ذ.محمد بنعيش أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة، وذلك يوم الجمعة 08 يونيو 2012 في الساعة (17h00)
 13 يونيو: محاضرة بالرباط
ينظم المجلس العلمي للرباط محاضرة في موضوع «خصائص التشريع الاسلامي» تلقيها، الدكتورة مريم بربور، يوم الاربعاء 13 يونيو بقاعة المرحوم، محمد المكي الناصري.
رمضان شهر القرآن والاحسان والجود
حينما نقول: رمضان شهر القرآن والإحسان، فالمقصود بذلك ما يعرفه الجميع من كون رمضان تندرج فيه وفي مقاصده زيادة واضحة في العناية بالقرآن، وزيادة واضحة في أعمال البر والإحسان، وذلك أن النظام العام للصيام ولشهر الصيام قد تم بناؤه على هذا الأساس؛ أي على أساس أن رمضان الذي هو شهر الصيام، هو أيضا شهر القرآن، وشهر الإحسان.
فرمضان أولا هو الشهر الذي شرُف بإنزال القرآن فيه؛ بل ورد أن جميع الكتب المنزلة كان إنزالها في رمضان. قال الله عز وجل: «شهر رمضان الذى انزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»سورة البقرة:184.
قال ابن كثير: «يمدح تعالى شهرَ الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه، وكما اختصه بذلك، قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء، قال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عمْران أبو العوام، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة - يعني ابن الأسقع- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزلت صُحُف إبراهيم في أول ليلة من رمضان. وأنزلت التوراة لسِتٍّ مَضَين من رمضان، والإنجيل لثلاثَ عَشرةَ خَلَتْ من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.
وعن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود، فقال: «وقع في قلبي الشك من قول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) وقوله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وقوله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وقد أنزل في شوال، وفي ذي القعدة، وفي ذي الحجة، وفي المحرم، وصفر، وشهر ربيع... فقال ابن عباس: إنه أنزل في رمضان، في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع النجوم ترتيلا في الشهور والأيام.
وشهر رمضان هو الشهر الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اختير له، ليكون شهرًا لاستظهار القرآن ومدارسة القرآن. فعن السيدة فاطمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها في آخر رمضان له «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، وَأِنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ.
ومن الإحسان الذي يتميز به رمضان، تتويجه وختمه بزكاة الفطر، التي جعلها الله «طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.
ومن صور الاحسان في رمضان الإحساس بالزمان والمكان، ففيه تعليم الإحساس بالزمان، حيث ينخرط كل الصائمين، وعامة المسلمين في تجربة رائعة، تتمثل في العناية الفائقة بالمواقيت والمواعيد المتعلقة بالصيام وما يتبعه. فشهر رمضان يُحسب يوما يوما وليلة ليلة، وأوقات السحور والفطور تحسب مواعيدها وتغيراتها، ساعة بساعة، ودقيقة بدقيقة.
وفي رمضان يزداد عدد المصلين الجدد، ويزداد عدد الملتزمين بصلاة الجماعة من المصلين القدامى. وكل هؤلاء وهؤلاء، يصبحون أكثر إحساسا بالزمان، وأكثر دقة في حسابه والالتزام به، من خلال مواعيد الصلاة. وكثير من الناس لا يعرفون صلاة الفجر ومواعيدها، ولا يقومون لها إلا في رمضان، وكل هذا ينمي الإحساس بالزمان وبقيمته، ويعلم تقديرَه والحرصَ عليه.
والحقيقة أن أركان الإسلام العمليةَ الأربعة (الصلاة والزكاة والصوم والحج)، كلها ذات مواعيد وآجال زمنية دقيقة ومنتظمة، من شانها أن تجعل المسلين أرهف إحساسا بالزمن وأكثر تقديرا له، غير أن إحساس الناس والتزامهم بالزمن الرمضاني هو الغاية القصوى في ذلك، لو كانوا يدومون عليه ويستفيدون منه في مجمل حياتهم!.
أما عن الجود، فقد ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في شهر رمضان، إن جبريل كان يلقاه في كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».
وهكذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سنتين جليلتين، جعلهما من خصائص رمضان وشعائره، وهما: شدة العناية بالقرآن، والمبالغةُ في الجود والإحسان.
● أعدتها للنشر: أم كلثوم أنوار
هل بكائي
من خشية الله؟
● أنا بحمد الله عز وجل أحيانا أبكي من خشية الله في الصلاة، ولكن اتضح لي أني أبكي في الأيام التي تكون قد حدثت فيها أمور لا أحبها أو أمور تنغص علي حياتي، أو عند البلاء فقد أبكي في ليلة ما وأكون في نهارها قد أخذت درجة امتحان سيئة، وقد أبكي عندما يسقط شهداء، فهل بكائي هذا من خشية الله أم أنه بسبب هذه المشاكل؟
❍ البكاء آية من آيات الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان لقوله تعالى: ( وأنه هو أضحك وأبكى) والإنسان يبكي إما من تقلبات الظروف والأحوال أو لفقد عزيز أو حينما تشتد عليه المحن والكروب، ولكن هناك نوعاً من البكاء يريح القلب ويمتع النفس ويجعل الصفاء يحيط بالإنسان كله، ذلك هو البكاء من خشية الله الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن جزاء الباكين من خشية الله أن النار لا تمسهم فلقد قال صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، وأيضاً العين الباكية يكون صاحبها في ظل الله يوم القيامة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني اخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).
ونقول للأخت السائلة، اعلمي أن الشيطان لا يأتي لمن يقترفون المعاصي فيوسوس لهم، وإنما يأتي لمن يقوم بالطاعات فيوسوس له أن ما يؤديه من طاعة إنما يؤديه رياء أو سمعة أو ليس فيه إخلاص وبالتالي عليك أن تطردي هذا الشيطان، وهذه الهواجس والبكاء في الصلاة حتى ولو كان هناك حوادث معينة تصاحب يومه فإنه بكاء بين يدي الله سبحانه وتعالى وفي حضرته وبالتالي سيكون لك الجزاء الأوفى من الله سبحانه وتعالى والمثوبة على بكائك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.