دخل الأطباء المقيمون بمستشفى الأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش منذ يومين في اعتصام مفتوح داخل المستشفى مع شن إضراب عن العمل مفتوح بمصلحة الفحوصات الخارجية وأقسام الاستشفاء، وذلك احتجاجا على الوضعية المزرية التي أصبح عليها المستشفى، وعلى انعدام ظروف العمل والتحصيل والتدريب. وقال خليل باعدي ممثل عن الأطباء المعتصمين «نعيش اليوم ظروفا لا إنسانية في المستشفى نتيجة الكم الهائل من النساء الحوامل الوافدات من المستشفيات الإقليمية والجهوية التي ترفض نظام المداومة وذلك أمام الصمت المفضوح واللامبالاة الممنهجة للمديرية الجهوية ومديرية المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، مضيفا أن ذلك ينعكس سلبا على حسن سيرورة المصلحة وجودة الخدمات ومعه الصحة النفسية والبدنية للمواطنات والعاملين بالمستشفى» وبالأرقام حسب الإحصائيات الرسمية أوضح خليل أن مصلحة النساء والتوليد شهدت في يناير الماضي 287 عملية توليد قيصرية، وارتفع العدد في فبراير إلى 307، فيما وصل عدد الولادات العادية إلى 825 ولادة في يناير وفي فبراير 803. وأوضح أن الطاقة الاستيعابية للمصلحة تبلغ فقط 64 سريرا، وأن نسبة الملء تصل 153 مما يعني أن عدد من النساء التي يلدن أو ينتظرن الولادة يقتسمن سريرا واحدا ومنهن من يفترشن الأرض إلى جانب رضعهن في ظروف لا إنسانية، كما أن شهر يناير وفبراير عرف وفاة امرأتين بعد الولادة. ومن جهة ثانية قال المتحدث ذاته إن المركب الجراحي للمستعجلات يعرف نفس المشكلة إذ شهد في مارس المنصرم 543 عملية خاصة بالنساء، في حين يعجز الأطباء عن إجراء عمليات أخرى مثل السرطان والرحم نظرا للعدد الهائل من المرضى المتوافدين. نفس الأرقام ونفس الوضعية أكدها الدكتور عبد الرؤوف السوماني مدير مستشفى الأم والطفل في تصريح ل «التجديد»، معبرا عن تفهمه للحركة الاحتجاجية، وموضحا أن وضعية المستشفى أثرت على جودة التدريب التي يتلقاه الأطباء المقيمون. وأضاف أن إغلاق مصلحة التوليد بمستشفى ابن زهر بمراكش رغم توفره على أطباء متخصصين في التوليد، وإرسال نساء حاملات من مستشفيات شيشاوة وتحناوت وبن جرير وأيضا أسفي لا يحتجن إلا لعملية ولادة طبيعية أو قيصرية عادية في هذه الأقاليم رغم وجود مصلحة التوليد ، يزيد من محنة العاملين في المستشفى وينقص من جودة الخدمات الصحية المقدمة. وأوضح أن المستشفى الجامعي انحرف عن هدفه الأصلي وهو توفير الظروف المناسبة لاستقبال الحالات المستعصية وبعض الحالات الأخرى القليلة لأن ذلك يساعد في تكوين طبيب المستقبل، وبدل ذلك أصبحنا نشهد العكس. و تعذر على «التجديد» الاتصال بالمدير الجهوي للصحة بالمركز الاستشفائي بعد عدة محاولات، فيما علمت أن الموضوع كان محط لقاءات كثيرة بين هاذين المسؤولين والمهنيين، وخلاله كان هناك عدة وعود لحل المشكل. ومن جهة ثانية هدد المعتصمون في حالة انعدام إجابة شافية وحلول واقعية استعجالية الاحتفاظ بحقهم في خوض جميع أشكال النضال المشروع حتى إنصافنا محملين الوزارة الوصية مسؤولية الحالة المتدهورة التي لحقت صحة المواطنات وتكوين أطباء تعول عليهم الدولة للتقليص من نسبة وفيات الأمهات الحوامل التي اتخذتها شعارا بعيدا عن الواقع المعاش. وعلمت «التجديد» أن المعتصمين نقلوا مشكلهم إلى ممثل المنطقة بالبرلمان الذي أكد ل»التجديد» أنه سيضع سؤالا آنيا في الموضوع خلال الأيام القليلة المقبلة.