توجت مؤسسة أبي هريرة بنيابة طنجة أصيلة بالمرتبة الأولى على مستوى الطور الابتدائي في المباراة المنظمة لاختيار أحسن مشروع نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية في الجهة، وأضفت المؤسسة على الملتقى الجهوي الثالث للسيرة النبوية الذي اختتم الأسبوع الماضي والمنظم من طرف المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، (أضفت) طابعا مميزا عبر تأثيث جنبات رحاب المجلس العلمي بمعرض السيرة النبوية، وتقديم الشروحات من طرف المتعلمين المتعلقة بالمعرض الذي ركز على محور غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم. «التجديد» تستعرض تجربة النادي المتوج من خلال حوار مع المشرف عليه الأستاذ حسن الطويل: ● توج نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية الذي تشرفون عليه في مدرسة أبي هريرة الابتدائية كأحسن مشروع على مستوى جهة طنجة أصيلة في المباراة المنظمة لاختيار أحسن مشروع نادي في إطار فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للسيرة. كيف تلقيتم هذا التتويج؟ ● ● شكرا لجريدة «التجديد» الغراء على هذه المتابعة، تلقينا التتويج بفرح كبير، لأننا بذلنا مجهودات جبارة منذ تأسيس النادي، ومشروع مؤسستنا لقي استحسانا كبيرا لدى المهتمين والمتتبعين، ومتعلمونا تفاعلوا مع برامج النادي بشكل منقطع النظير، فحري بنا أن نفرح ونسعد بالرتبة الأولى وبالإنجازات المتحققة، وبهذه المناسبة، أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأطر الإدارية والتربوية بمؤسسة أبي هريرة والمتعلمين أبناء النادي الذين أبلوا البلاء الحسن في تنزيل برامج النادي، وكذا مدررات النادي على مجهوداتهن المتواصلة، وباقي الشركاء المتعاونين مع برامج و أنشطة المؤسسة. ● كيف جاءت فكرة تأسيس نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية داخل المؤسسة التعليمية؟ ● ● فكرة التأسيس للنادي ارتبطت بتبني مؤسسة أبي هريرة لنظام التعليم الابتدائي الأصيل في حلته الجديدة سنة 2008، في إطار تنزيل المذكرات الوزارية: 128 و 83 المتعلقتان بتدريس مواد التعليم الأصيل، وفق المقاربة الجديدة التي اعتمدتها الوزارة لإصلاح هذا السلك، القرآن الكريم والسيرة النبوية والفقه الإسلامي والحديث النبوي، ولتذليل مختلف الصعوبات المتعلقة بتحقيق كفايات هذه المواد، كان لابد لنا من برمجة حصص للدعم والتقوية في تجويد وحفظ القرآن الكريم وفهم السيرة النبوية، علما أن تلاميذ التعليم الأصيل بالمؤسسة مطالبين بحفظ عشرة أحزاب كل سنة دراسية من مرحلتهم الابتدائية، فانبثقت فكرة إحداث نادي القرآن الكريم بالتعاون مع جمعية آباء وأمهات التلاميذ، لمزاولة أنشطة الدعم والتقوية للمواد المذكورة داخل النادي ، فانطلق النادي وبدأت أصداء نتائجه الطيبة تشع وتنتشر على مستوى النيابة والإقليم، كما ساهم بشكل كبير في إنجاح تجربة التعليم الابتدائي الأصيل بالمؤسسة. وفي سياق حديثي عن التأسيس للنادي أستحضر الدور الكبير للسيد الفاضل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين طنجة تطوان الدكتور عبد الوهاب بنعجيبة، الذي أصدر المذكرة الجهوية رقم 15 خلال موسم 2010 المتعلقة بإحداث أندية القرآن الكريم والسيرة النبوية، والتباري بين المؤسسات التعليمية بالجهة حول أحسن نادي، تلتها الدورة التكوينية لفائدة منشطي أندية القرآن الكريم والسيرة النبوية بطنجة التي بادر إلى تنظيمها المجلس العلمي المحلي بعمالة طنجة أصيلة بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ونيابة طنجة أصيلة بداية هذا الموسم، فكانت هذه المحطات بالنسبة لي، مناسبة لتقوية النادي بالمؤسسة اعتمادا على وثيقته المرجعية هي: دليل الأندية التربوية. ● ماهي الوسائل التي تعتمدونها داخل النادي الذي تشرفون عليه؟ ● ● في كل سنة دراسية جديدة نضع مخططا سنويا لأنشطة النادي اعتمادا على الوثائق المرجعية الرسمية المتمثلة في: دليل الأندية التربوية الذي يسهل لمنشطي الأندية مختلف عمليات التأسيس والتدبير والتأطير للنادي، خاصة الملحقات: 4 و 5 و 6 و 7 ، فنحدد الأهداف، ونسطر الوسائل، ونبدأ عمليات التنفيذ بالتعاون مع الفاعلين والشركاء خاصة: المجلس العلمي المحلي بطنجة وجمعية الحي وجمعية الآباء، وأهم الوسائل التي نضعها لتحقيق الأهداف المسطرة هي برنامج الأنشطة السنوية لنادي القرآن الكريم والسيرة النبوية، وإليكم بعض الأنشطة التي قمنا بها خلال هذا الموسم: • حصص منتظمة راتبة خلال الأسبوع ( خلال أوقات الراحة ) لدعم وتثبيت حفظ القرآن الكريم وتجويده تؤطر بتعاون مع المجلس العلمي المحلي وجمعية الرهراه للتربية والثقافة والتنمية • زيارة استطلاعية إلى إحدى الكتاتيب القرآنية النموذجية لمعاينة طرق تحفيظ القرآن الكريم • صبيحة « اقرأ وارتق « تشتمل على: مسابقة ثقافية: « اعرف نبيك « وتلاوات قرآنية بمشاركة أبناء نادي أبي هريرة ومؤسستي: الحسني الخاصة والأمل الخاصة • حملة « اعرف نبيك «: أنشطة تحسيسية حول أخلاق النبي (ص) أثناء فترة الاستراحة باستعمال الشارات والألواح من طرف التلاميذ • إعداد معرض السيرة النبوية: يتضمن: 20 لوحة لتصاميم مجسمة لمحطات تاريخية في السيرة النبوية: الهجرة النبوية والغزوات • سلسلة محاضرات لفائدة التلاميذ والأمهات: المحاضرة الأولى: تربية الأبناء انطلاقا من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تأطير ذة : فاطمة بوقنطار، المحاضرة الثانية : أهمية السيرة النبوية في حياة المسلم: تأطير ذ: أحمد خيات، لقاء مفتوح مع الأمهات والآباء حول: كيف نصنع تميز الأبناء؟ تأطير ذ محمد العلمي، تنظيم مسابقة في السيرة النبوية بين مؤسسة أبي هريرة ومؤسسة بلادي الخاصة، إنتاج ( منطجة ) قرص: حول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسوم المتحركة وعرضه على تلاميذ المؤسسة، إنتاج فيلم قصير عن موارد نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية، تنظيم يوم « الحافظ الصغير « واستقبال حفاظ مدرسة عبد الله إبراهيم، تنظيم ورشات الأعمال اليدوية لوسائط حملة « اعرف نبيك «، تنظيم ورشات المعامل التربوية والأعمال اليدوية لإنتاج التصاميم المجسمة للسيرة النبوية، إطلاق صفحة «ويب « على الأنترنيت: مدونة إعلامية لنادي القرآن الكريم والسيرة النبوية للتواصل والأرشفة، إصدار مطوية نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية لمدرسة أبي هريرة، تنظيم لعبة كبرى في الغابة المجاورة للمؤسسة: « الطريق إلى المدينةالمنورة «، تنظيم « يوم التاجر الصغير « لدعم موارد نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية، تنظيم « معرض الملابس المستعملة « لدعم موارد نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية، تنظيم حملة « أحبك قرآني ..أحبك وطني « تشتمل على محاضرات ولقاءات وورشات وأعمال يدوية للمنخرطين وحفل ختامي. ● كيف تقيمون تفاعل تلاميذ المؤسسة مع أنشطة النادي؟ ●● لا أخفيكم أن تفاعل تلاميذ المؤسسة مع أنشطة نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية كبير جدا، يتجلى في انخراطهم التلقائي في تلقي الأنشطة وتنظيمها وتقويمها بكل حب وشوق وتفان، وتزداد مؤشرات ذلك إذا قمنا بإشراكهم في جميع مراحل أنشطة النادي، وحملناهم مسؤولية إنجاح النشاط ونحن نتابع ونوجه مبادراتهم وأعمالهم، وقد لمس جمهور مدينة طنجة خلال الملتقى الجهوي الثالث للسيرة النبوية المنظم بالمجلس العلمي يوم 25 فبراير، مستوى التفاعل لأبناء النادي مع معرض السيرة النبوية الذي قاموا بإعداده وتأثيثه من أول مرحلة إلى آخرها، كما أبهروا الناس والمشاركين في تقديم الشروحات المتعلقة بالغزوات ومحطات السيرة النبوية، فعندما تفتح المجال للطفل من أجل الإبداع والعطاء يبهرك بقدراته اللامحدودة، خاصة في مجال فطري أصيل مقدس لدى النفس، ألا وهو مجال القرآن الكريم والسيرة النبوية. ● ما هو في نظركم دور نوادي القرآن الكريم والسيرة النبوية داخل المؤسسات التعليمية في التنشئة الاجتماعية للتلميذ، وفي تفعيل الدور التربوي للمؤسسات العمومية؟ ●● لقد رفعنا خلال تجربتنا المتواضعة بالمدرسة شعار: الأندية التربوية مدخل لتنمية المؤسسة التعليمية، وقمنا بإرسائها بفضائنا التربوي ( نادي البيئة، نادي المسرح، نادي الإعلام والتواصل، نادي أنشودة الطفل ..) خاصة منها نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية، واستطعنا أن نضيف لمؤسستنا الشيء الكثير بفضل الأندية، جلبنا للمؤسسة بالأندية الشركاء والمحسنون الذين قاموا بدعم تجهيز المؤسسة، قمنا بإحداث جناح متعدد الأنشطة يشتمل على فضاء المسجد وفضاء الأندية التربوية وفضاء للتعليم الأولي بمساهمة كاملة للمحسنين والداعمين بفضل نتائج ومردودية نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية، استفادت المؤسسة من تجهيزات عدة بفضل نتائج الأندية التربوية، علاوة على دعم التكيف الدراسي والنتائج الطيبة المتحققة بالنسبة للمتعلمين، وكذا السمعة الطيبة التي تحظى بها اليوم وطنيا في تجربة نادي القرآن الكريم والسيرة النبوية .. فالنادي التربوي يحقق الشيء الكثير لتنمية المؤسسة، كما يعزز منظومة القيم و ينمي الأخلاق الإيجابية ويدعم مهارات وقدرات المتعلمين في التواصل والاندماج وتنمية روح العمل الجماعي والتعاوني، هذه الروح التي تحتاجها اليوم مؤسساتنا التعليمية أكثر من أي وقت مضى، من أجل بعث روح جديدة ومتجددة لمدرستنا المغربية الأصيلة.