أدت المواجهات التي اندلعت بمدينة بني ملال مساء الأحد 12 فبراير 2012 عقب منع السلطات نشطاء حركة 20 فبراير من عرض أشرطة الفساد بالشارع العام إلى سقوط عدة إصابات في صفوف عناصر الأمن والمواطنين واعتقال مجموعة من الشباب وتخريب ممتلكات عمومية . وحسب مصادر طبية فإن الإصابات في صفوف عناصر الأمن بلغت 23 حالة وصفتها المصادر الطبية بمستعجلات بني ملال بالخفيفة (إصابات في الكتف وحالة كسر(أونطورس) واحدة في الرجل فيما بلغت إصابات القوات المساعدة حالتين اثنتين، أما في صفوف المواطنين ،حسب المصدر نفسه ، فبلغ عدد المصابين 13 شخصا وصفت إصابتهم أيضا بالخفيفة.كما أحالت قوات الأمن أحد نشطاء حركة 20 فبراير «حمزة متقي»في حالة اعتقال على قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال وهو مصاب بجروح على مستوى الوجه. وشكلت خلية طبية للتدخل بقسم المستعجلات يرأسها المدير الجهوي للصحة والمندوب الإقليمي للصحة ومدير المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال والطبيب رئيس قسم للمستعجلات والممرض الرئيسي بقصد التنسيق لتقديم العلاجات والفحوصات للمصابين. وعلمت «التجديد»أن عضوين في حركة 20 فبراير هما (عصام أسني)و(عبد الجليل السجي)تعرضا للاعتقال مباشرة بعد حجز لافتاتهم والمعدات التي كانت حركتهم تستعملها في نشاطها كل يوم أحد بالقرب من ساحة المسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين 17 شابا. وسجلت خلال الأحداث عدة خسائر مادية منها تكسير واجهات وشبابيك أربعة وكالات بنكية وتكسير واجهتي مركز تجاري بشارع 20 غشت وإتلاف مخادع هاتفية عمومية وتكسير 3 سيارات تابعة للسلطات المحلية وكسر زجاج سيارات أخرى تابعة لقوات التدخل السريع والقوات المساعدة ،إتلاف علامات التشوير، وسرقة أدوات حرفيين استعملت حواجز لإغلاق الطرقات والممرات خاصة بشارعي الجيش الملكي ومحمد الخامس .وقال الحسين الحرشي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال، في اتصال للتجديد أنه زار المصابين بالمستشفى وتبين له أن لاعلاقة لهم بالحركة وإنما هم مواطنين عاديين، كما استغرب المتحدث إقدام القوات العمومية على هذا التدخل دون الأخذ بعين الاعتبار لا المكان المعروف بالاكتظاظ بالبشر في هذه الساعة ولا تزامن التدخل مع خروج جمهور المقابلة الرياضية في كرة القدم، وأكد الحرشي على ضرورة احترام حرية التعبير بشكل حضاري محكم التنظيم « وعن أسباب اندلاع المواجهات العنيفة مساء هذا الأحد ردت الرواية الأكثر تداولا بالمدينة السبب المباشر الى تدخل القوات العمومية لمنع وقفة 20 فبراير وحجز لافتاتها والمعدات التي تستعملها كل أحد لعرض أشرطة فيديو لفضح ملفات الفساد وطنيا ومحليا، ما جعل مجموعة من المواطنين المتعاطفين مع الحركة يلتفون حول نشطائها و أدى ذلك الى احتكاك بينهم وبين عناصر الأمن فاستغل غرباء عن الحركة الظرفية وألحقوا أضرارا بالممتلكات العمومية والخاصة وأضرموا النيران في حاويات الأزبال وحاولوا إضرام النار في سيارة تابعة للسلطة إما كتعبير منهم عن غضبهم وسخطهم من الأوضاع الاجتماعية أو كوسيلة لإثارة الشغب والفوضى ليس إلا .ويبقى فتح تحقيق دقيق ونزيه في المسألة كفيل بالكشف عن الأسباب الحقيقية لما وقع.