بدخولها في اعتصام مفتوح ليلا ونهارا، أمام وزارة التشغيل منذ 21 ماي 2002، تكون المجموعة الوطنية الموحدة لحاملي دبلومات السلك الثالث قد دشنت طورا جديدا من أشكالها النضالية التصعيدية، فبعد زهاء سنة وثلاثة أشهر من التضحيات الجسام والمعارك النضالية المتعددة، لم يجد أعضاء المجموعة الموحدة بدا من حمل أمتعتهم والتوجه للإقامة في العراء أمام وزارة التشغيل، ليضيفوا فصلا جديدا من فصول المعاناة إلى رصيدهم الحافل بالمآسي. وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة الوطنية الموحدة التي تطالب بحق أعضائها في الإدماج المباشر بأسلاك الوظيفة العمومية وفق قرار وزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري رقم 695-99، قد خاضت العديد من المعارك النضالية (وقفات احتجاجية اعتصامات مسيرات إضرابات عن الطعام..) سواء أمام البرلمان أو مختلف الوزارات وأمام باب السفراء والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. هذه الأشكال وجهت في الكثير من الأحيان بتدخلات همجية لقوى القمع، حيث لا يخلو فرد من أفراد المجموعة من إصابة بأحد أطرافه، في حين أصيب حوالي 200 من أصل 300 عضو بإصابات بليغة من كسور وجروح خطيرة ورضوض وحالة إجهاض فضلا عن 6 حالات اعتقال في صفوف أعضاء المجموعة. وحسب بيان صادر للمجموعة بتاريخ 24 ماي 2002، فإنها تعتزم القيام إلى جانب اعتصامها المفتوح، بمعارك تصعيدية موازية، وهو ما جسدته فعلا بوقفات ومسيرات احتجاجية أمام البرلمان يوم السبت 25 ماي بمناسبة عيد المولد النبوي، وهو العيد الثالث على التوالي الذي قضته المجموعة هذه السنة أمام قبة البرلمان بعيدا عن الأهل والأحباب وتعبيرا عن الامتعاض من واقع التجاهل الحكومي المستمر لملفها، ثم وقفة أخرى يوم الثلاثاء 28 ماي 2002 مصحوبة بمسيرات بالساحة المقابلة للبرلمان، كما نظمت المجموعة وقفتين خلال هذا الأسبوع أمام وزارة المالية يومي الاثنين والثلاثاء 28-27 ماي 2002، وشكلت المجموعة في وصولها إلى مكان الاحتجاج الذي تنظمه أسلوب المسيرات انطلاقا من مقر الاعتصام. وبخصوص جو الاعتصام الذي تخوضه المجموعة أمام وزارة التشغيل فإنه يعكس كل صور التذمر والحرمان لدى فئة اجتماعية كان الأولى حمايتها ضد كل أشكال الامتهان والابتذال، ويتجلى ذلك من خلال تكدس أكثر من ثلاثمائة إطار معطل في مكان ضيق إناثا وذكورا، يقضون ليلهم ونهارهم في العراء والتشرد. وهكذا تجد نخبة من المجتمع أفنت زهرة عمرها في التحصيل والتكوين نفسها عرضة للضياع والإهمال، دون أن يحظى هذا الواقع بجزء من اهتمام الحكومة. وقد قامت بعض الهيآت وفعاليات المجتمع المدني بزيارة مكان اعتصام المجموعة استجابة للنداء الذي أصدرته في بيانها مطالبة بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي. عن لجنة الإعلام والاتصال