أكدت مصادر مسؤولة من داخل المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء ل «التجديد»، إصابة أزيد من 40 شخصا، بجروح متفاوتة الخطورة في صفوف مجموعة من مشجعي فريقي الوداد والرجاء، نتجت عن العديد من الاعتداءات قام بها مشاغبون محسوبون على جمهور الفريقين، كان محيط والفضاء الداخلي للمركب الرياضي محمد الخامس مسرحا لها. وأضافت المصادر، أن عددا من رجال الشرطة المكلفين بتأمين ظروف مباراة الديربي البيضاوي سجلت أيضا في صفوفهم إصابات مختلفة. واستنفرت هذه الأحداث سيارات مصالح الوقاية المدنية التي نقلت عدد من الجرحى إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد من أجل تلقي العلاجات الضرورية، فيما نفدت عناصر الشرطة توقيفات واسعة وسط عدد من مثيري الشغب. وإلى ذلك قالت المصادر، «إن أغلب الاصابات نتجت عن الرشق بالحجارة واعتداءات بالضرب دون سبب، ومن بين المصابين أطفالا قاصرين، مسجلة أن «سلوكيات فئة محسوبة على جمهور الفريقين خرجت لتعكر صفو الديربي، بأعمال شغب أفسدت الأجواء الرائعة التي كانت تمر فيها المباراة». ويذكر أن مصالح الوقاية المدنية كانت قد أشارت في وقت سابق إلى إصابة 22 شخصا بجروح خفيفة. هذا، وقد نفت المديرية العامة للأمن الوطني الأخبار التي أشارت إلى وقوع 22 جريحا في أعقاب الديربي البيضاوي. وأكدت في بلاغ لها أن الحالة الوحيدة المسجلة تتعلق بقاصر يبلغ من العمر 14 سنة الذي أصيب على مستوى الرأس إثر قفزه من مدرج داخل الملعب، والذي تم نقله إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية. وكانت مصالح الأمن عاشت حالة استنفار قصوى، بالتزامن مع التغطية الأمنية لاحتفالات نهاية السنة، إذ جرى تجنيد، حوالي 4900 رجل أمن، حسب نقلته مصادر إعلامية، لتأمين الديربي البيضاوي ولتفادي حصول أي انزلاقات خلال وبعد المباراة التي جمعت بين الوداد والرجاء البيضاويين برسم الدورة 14 ما قبل الأخيرة من ذهاب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، وأنهت سنة 2011 على وقع التعادل بدون أهداف. بل إن الأمر لم يقتصر على الأمن العام، ففريق الوداد البيضاوي بوصفه الفريق المستقبل تعاقد مع ثلاث شركات للأمن الخاص لضمان أفضل تنظيم ممكن للمباراة، وفرت 250 عنصرا من أجل القيام بثلاث مهام وهي مراقبة التذاكر ومراقبة بوابات الملعب، تفاديا لحصول عمليات تسلل إضافة إلي التنظيم داخل المدرجات وخاصة على مستوى المنصة الرسمية، لكن المشاغبين حالوا دون أن يمر يوم المباراة في أجواء هادئة. للإشارة، فقد شكل هذا اللقاء الكروي عرسا رياضيا استقطب جمهورا فاق ال 70 ألف متفرج ساهموا من خلال تشجيعاتهم المتواصلة واللوحات «التيفوات»، التي تنافسوا على رسمها بالمدرجات، بتكريس وكرسوا المكانة التي يحتلها الديربي البيضاوي، كأحد أبرز وأقوى الديربيات عبر العالم (المركز الثامن حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم). وكان الشغب قد أوقف المباراة التي جمعت بين فريقي النادي المكناسي وضيفه المغرب الفاسي، الثلاثاء الماضي، بعد رشق اللاعبين بالحجارة من طرف بعض الجماهير، ما أسفر عن إصابة اللاعب عبد المولى برابح في رأسه، وإصابة مدرب الفريق الفاسي، رشيد الطاوسي.