بداية الأستاذ جمال خضت تجارب صحفية متنوعة كان آخرها تجربتك مع فرانس 24 ثم القناة الثانية المغربية ماهي أوجه التقابل المهني بين العمل مع منبر دولي وثاني وطني ؟ وأين تجد نفسك مهنيا؟ لكل منبر خصوصيته. قناة فرانس24 مؤسسة إعلامية كبيرة متخصصة في الأخبار بثلاث لغات، تضم صحافيين من مختلف أنحاء العالم في دولة تتنفس حرية التعبير، وأثمن شيء بالنسبة للصحافي هي حرية التعبير. قبل أن ألتحق بفرانس24، اشتغلت بالقناة الثانية لأكثر من خمس سنوات مسؤولا عن وحدة المسرح والبرامج الثقافية، وانتهيت بأن قدمت استقالتي وغادرت إلى فرنسا لأنني كنت على خلاف مع مدير القناة السابق ما دفعني إلى أن أغادر القناة والبلاد، كما فعل كثيرون ممن استطاعوا إلى ذلك سبيلا. القناة فتحت لي أبوابها مجددا لإنجاز هذا البرنامج، وأنا أحيي مديرها سليم الشيخ لأنه لم يتردد في احتضان هذا المشروع. أفضل طبعا أن أشتغل في بلدي متى توفرت ظروف الاشتغال، "حتى مش ما كيهرب من دار العرس". ماذا عن برنامجك "الخبار يجيبوها التاليين " الذي أثار ردود فعل متباينة خاصة من قبل الذين تضايقوا من الجانب الساخر لبرنامجك ؟ السخرية تتيح لنا أن نتأمل عيوبنا ونحن نضحك، و"لخبار يجيبوها التاليين" يقترح نوعا من السخرية لم يألفه المشاهد المغربي المتعود على السخرية المباشرة، البرنامج يقدم سخرية "الدرجة الثانية" كما تسمى بالفرنسية، وهي تعتمد على قلب المواقف بدل "تعواج" الوجه والكلمات وارتجال القفشات، من تعود على السخرية المباشرة سيأخذ الروبورتاجات المفبركة على محمل الجد وسينزعج طبعا ... من أطرف ردود الفعل التي وصلتنا (تعليقا على روبورتاج الهجرة الذي يقدم فرنسا كبلد مفلس، وشبابها متحلقين حول قنصلية المغرب في باريس للحصول على فيزا إلى المغرب) أن البرنامج ممول من فرنسا كي يثني الشباب المغربي عن التفكير في الهجرة إليها... صاحب التعليق يرفع التحدي ويؤكد أن البرنامج "لم يمنعه من التفكير في الهجرة إلى فرنسا"، هذا ما يسميه المغاربة "التناوي"، وهو رد فعل طبيعي من شريحة لم تتعود على هذا النوع من السخرية، لكنني متأكد أن الجمهور المغربي ذكي بطبعه ويكفي أن يفتح التلفزيون أبوابه لهذا النوع من السخرية كي يتذوقه ويفهمه. الأستاذ جمال بودومة ماذا يعني بالنسبة إليكم رمضان يتزامن مع صيف العطلة والاستجمام بالمغرب؟ رمضان في الصيف يعيدني إلى أيام الطفولة، إلى سنوات الثمانينات الجميلة، وأجواؤه تفتح شهيتي للكتابة، أكتب نصوصا مليئة بالنوسطالجيا. كيف تقضون أيام رمضان داخل البيت ووسط أفراد أسرتك ؟ أنا إنسان "عائلي" بطبعي، ورمضان مناسبة لاجتماع أفراد الأسرة في بيت الوالدة للإفطار واستعادة حرارة العلاقات العائلية. أقرأ كثيرا في رمضان، خصوصا الكتب التاريخية والتراثية، أنا الآن أستمتع بكتاب عبد الله العروي "مجمل تاريخ المغرب". تشتكي ربات البيوت غالبا من تراكم الأشغال خلال شهر رمضان بسبب ضيق فترة تهييء الوجبات الغذائية من جهة ومن جهة أخرى ما يتطلبه الشهر الفضيل من تشمير السواعد لتكثيف العبادات،فما نصيبك كرب أسرة من هذه الأشغال الإضافية هل تساهم في الغسل والكنس والطبخ لمساعدة زوجتك مثلا ؟ أشارك في أعباء البيت ما استطعت إلى ذلك سبيلا، لست ممن يؤيدون وضع المرأة قيد "الإقامة الجبرية" في المطبخ.