في هذه الحلقة نتحدث عن دار القرآن في مدينة الحمامة البيضاء مدينة تطوان والتي تتميز بتحفيظها للقرآن الكريم برواية ورش وبالطريقة المغربية أي باللوح، كما خرجت لنا أعذب المقرئين مثل القارئ أيمن المزكلدي . دار القرآن هذه تابعة ل»جمعية أهل الحديث لتحفيظ القرآن بتطوان والتي تأسست يوم 5 مايو 2001. بها أطفال يجدون سعادة كبيرة في حفظ القرآن الكريم ويحرصون على التحصيل الدراسي مثل حرصهم على «لعب الأطفال». يقول رئيسها الأستاذ محمد بوشوقر إن عدد المستفيدين من هؤلاء الأطفال الرسميين وصل إلى 48، في حين وصل عدد غير الرسميين إلى 39، البنات أيضا ينافسنهم في الحفظ والتجويد وقد وصل عدد الصغيرات إلى 44. ويلاحظ كل زائر لهذه الدار أن عدد النساء والفتيات يفوق أكثر من مرتين عدد الكبار الذكور، فالعدد يصل في الحالة الأولى إلى 291، وفي الحالة الثانية إلى 95. ولا تكتفي دار القرآن بتحفيظ القرآن الكريم، بل تساهم أيضا في محو أمية المواطنين، وهنا أيضا نلاحظ أن النساء أكثر من الرجال بفارق كبير ( محو أمية النساء العدد هو 111، محو الأمية الرجال العدد هو 23). من منا لا يحب أن يجد إلى جانب منزله مكانا جميلا لتحفيظ القرآن الكريم في فصل الصيف، الفصل الذي ينشغل فيها الأطفال بأمور أخرى تافهة، اقلها متابعة برامج التلفزيون لساعات طويلة، لذا فكرت جمعية أهل الحديث لتحفيظ القرآن بتطوان في تنظيم دورات صيفية لتحفيظ القرآن لفائدة تلاميذ المدارس والاعداديات والتي يستفيد منها حوالي 84 فردا، والتي أتت أكلها بحمد الله وفضله. ويضاف إلى كل ذلك المتعة والاستفادة التي يجدها روادالدار وهم يحملون ألواحهم التقليدية، ويرسمون فيها آيات من القرآن الكريم كل يوم تكون حصتهم من الحفظ ذلك قبل أن يتم مسحها وتعويضها بآيات أخرى. أي متعة تلك وأنت ترى شابا يحمل بين يديه لوحة خشبية ويغرس فيها وجهه ويركز فيها عقله من أجل حفظ وتدير آيات مثل ايات وصايا لقمان الأخلاقية أو المحافظة على الصلاة، أو الصوم أو الحج وغيره. يضيف أستاذنا محمد بوشوقر إن سعادته تكمن في الإقبال الكبير على حفظ القرآن من الصغار والكبار الذكور والإناث على حد سواء، بل إن إقبال النساء وحرصهن كان واضحا ومن جميع المستويات الإعدادي والثانوي والجامعي والموظفات وربات البيوت.وقد لفت نظره تألق بعض من كن في أقسام محو الأمية وصرن من الأوائل في الحفظ والفضل يرجع إلى المدرسات اللواتي بدلن جهودا كبيرة في تعليمهن القراءة ثم تعليمهن القرآن وقواعد التجويد. ويشير أن من أشهر المتخرجين من دار القرآن التابعة لجمعية أهل الحديث لتحفيظ القرآن عبد الرحيم اكدي وفاتح الشعيري، وبلال الزراد،وعبد الحميد تحايت،وربيع الغريش،ومحمد اخريف،وعمر بنكعيرش، وعبد الرحيم المنصوري،وعبد الإله المزباغي،وأيمن المزكلدي،وطارق الخطابي.