ذكر مصدرمطلع ل "التجديد" أن تفاعلات البناء العشوائي مرشحة لتصعيد "التوثر" الحاصل بين مكونات حكموة عباس الفاسي. مشيرا في هذا الصدد أن وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية بصدد طرح ملف تفاقم السكن العشوائي في مدن المغرب خلال الشهور الأخيرة والتي أدت إلى زيادة عدد دور الصفيح في النصف الأول من سنة 2011 برقم 22 ألف "براكة". وتحمل وزارة الاسكان، المنتخبين المحليين والسلطات المحلية تفاقم ظاهرة السكن العشوائي وعدم "التقيد" ببرنامج مدن بدون صفيح. بل إن حجيرة، وفق ذات المصدر، يحمل وزارة الداخلية أمر التساهل والتغاضي عن تنامي السكن العشوائي. في ذات السياق، من المنتظر أن تقدم وزارة الاسكان على إحداث مرصد خاص لمراقبة كل مظاهر التمدن بالمغرب في إطار الصراع مع باقي المتدخلين في رسم سياسة المدن بالمغرب. وحسب مراقبين فالجدل الدائر حول السكن العشوائي أملته الهواجس الانتخابية والاستحقاقات السياسية القريبة، موضحين أن إثارة الموضوع على أبواب الانتخابات التشريعية وما يرتبط بها من حقائب وزارية في الحكومة المرتقبة غير مستبعد. وتشير الأرقام الرسمية لوزارة الاسكان والتعمير أن استحقاقات 2012 لجعل المغرب بدون صفيح تعرف"تعثرا" بسبب غياب الانسجام بين مختلف المتدخلين. وتشير الوزارة إلى أن نسبة الانجاز على الصعيد الوطني لم يتعدى 69 بالمائة، وتظل الدارالبيضاء إحدى المناطق السوداء في البرنامج، إذ لم يتعد معدل القضاء على دور الصفيح نسبة 50 بالمائة. وتشير الإحصائيات إلى أن في ظرف 7 سنوات وفي إطار برنامج مغرب بدون صفيح فإن 43 مدينة فقط تم القضاء فيها على الظاهرة. بالمقابل لازالت 42 مدينة خارج " متناول" البرنامج. في ذات السياق عرف السكن العشوائي انتعاشا كبيرا خلاتل الشهور الأخيرة، أدت بوزير الاسكان والتعمير وكذلك بدر الكانوني الرئيس المدير العام لمؤسسة العمران إلى دق ناقوس الخطر، والتصريح بأن كل برامج "القضاء على السكن العشوائي في خطر في حالة أطلقت السلطات المحلية في عدد من المدن اليد لسماسرة السكن غير اللائق". في هذا الاتجاه، عرفت عدد من مدن المغرب مواجهات الغرض منها من قبل السلطات "تصجيح ماأفسده سياسية غط الطرف" ففي 16 يوليوز الجاري اقتحم أزيد من 100 شاب، مقر قيادة «أورير» بأكادير بعد أن عمدت السلطات المحلية إلى هدم منازل عشوائية بالجماعة القروية التابعة لعمالة أكادير إداوتنان. وهو حادث أدى حينها إلى اعتقال أربع شبان، وجرح وإغماء العشرات، وحرق سيارة قائد وتحطيم واجهة مقر القيادة. وفي بداية الأسبوع الجاري حصلت أحداث مماثلة بكل من المحمدية ومكناس وواد زم وبعض أحياء الدارالبيضاء.