استنكرت عائلة دهاج بأسفي في لقاء مع «التجديد» اعتقال ابنها عبد الفتاح، المعاق على مستوى الرجلين والذي يجد صعوبة في قضاء حاجته وضبط توازنه حسب العائلة. وقالت العائلة إن عبد الفتاح رغم إعاقته فهو كان حاضرا في تظاهرات 20 فبراير، وحضر تشييع جنازة كمال العمري، متسائلة عن نوع الإجرام الذي اقترفه حتى يعتقل. وصرح أخوه الأكبر عبد الكبير ل»التجديد» أن ضابطا بجهاز ما يسمى اختصارا ب»الديستي» سبق أن استمع إلى عبد الفتاح من داخل سيارة بحي نجاح الأمير شمال أسفي حيث يسكن رفقة زوجته أياما بعد اتهام مجموعة من أبناء أسفي بالتورط في تفجير مقهى اركانة بمراكش. وقال عبد الكبير دهاج الذي يعول عبد الفتاح العاطل عن العمل والمزداد سنة 1971 والحاصل على بكالوريا فيزياء ودبلوم من المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بأسفي، إن عناصر من الشرطة اعتقلت أخاه من أمام بيته بزنقة الجزولة حي نجاح الأمير، وأنهم لا يعلمون الوجهة التي اقتيد إليها. مضيفا أن عناصر قدمت نفسها أنها شرطة، اقتادوا أخاه عبد الفتاح إلى سيارة من نوع (رونو 19) رمادية اللون مع الساعة الثامنة من ليلة الإثنين المنصرم 5 يونيو 2011. وحسب إفادة عائلته فإنهم سبق أن اشتروا له دكانا بسوق بياضة من المعتقل على خلفية تفجير اركانة عبد الصمد كان يبيع فيه الأحذية. وأن أحد إخوته أدى مبلغ ثلاثين ألف درهم لصاحب الدكان، لكنه لم يستطع الاستمرار في التجارة نظرا «لضعف صحته» بعدما اضطر إلى إجراء عملية جراحية لرجله فأعاد بيع المحل لعبد الصمد. وتقول العائلة أن «هذه هي العلاقة التي جمعت بينهما إن كان ابننا اعتقل على هذه الخلفية». وجاء في شكاية قدمتها عائلة دهاج إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومركز حقوق الناس توصلت «التجديد» بنسخة منها أنه قبل اعتقال عبد الفتاح، رابطت عناصر من الشرطة بالدرب الذي يقطن فيه منذ الخامسة مساء حتى عودته إلى البيت، وبعد الساعة الثامنة طرقوا الباب واقتادوه إلى سيارة رمادية اللون. وأضافت الشكاية ثم رجع «عبد الفتاح على الساعة الحادية عشرة ليلا إلى المنزل مكبل اليدين رفقة أربعة أشخاص في زي مدني. وبعد عشرة دقائق التحق بهم عشرة أشخاص آخرون داهموا المنزل محذرين العائلة من إشاعة الحدث. فأخذوا صورا للأمتعة ولمكتبة بالبيت وحاسوبين وفتشوا البيت بحضور زوجة عبد الفتاح، ثم حجزوا الحاسوبين وبطاقة التعريف الوطنية». وعبر عبد الكبير عن أسفه لاعتقال رجل يعاني من إعاقة لا تسمح له بالتحرك بحرية. وقال إن من اعتقلوه لم يحترموه كمعاق له حقوق، مطالبا بالإفراج الفوري عنه. يذكر أن الأمن اعتقل أيضا المسمى امحمد المزداد سنة 1982 من مواليد مدينة أسفي، ويقطن بالأحياء الجنوبية التي ينتمي إليها أغلب المتهمين في التفجير الإرهابي الذي هز مقهى اركانة بمدينة مراكش يوم 28 أبريل المنصرم وخلف مقتل 17 شخصا منهم أجانب.