صادق المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس 11أبريل الجاري على مشروع قانون يقضي بإنشاء أكاديمية محمد السادس للغة العربية وذلك عملا بتوصيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين القاضي بإنشاء أكاديمية اللغة العربية، وقدم مشروع القانون كاتب الدولة في البحث العلمي الذي اعتبر أن هذه المؤسسة مدعوة لمعالجة ثلاثة أنواع من الاختلالات التي تشخص وضعية اللغة العربية في بلادنا والمتمثلة في لغة التعليم وتعليم اللغة واختلالات في وضع اللغة العربية في الحياة العامة وأخرى على الصعيد المؤسساتي، وأضاف أن أكاديمية محمد السادس للغة العربية ستكون تحت الرعاية السامية المباشرة لجلالة الملك ،وتتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال المالي والإداري وستتولى مهمتين أساسيتين فهي تمثل أولا السلطة المرجعية في ميدان اللغة العربية وتهدف إلى تحقيق المشروع التربوي والعلمي كما ورد في الميثاق الوطني والإسهام في مجهود توحيد المصطلحات بالعربية كما أنها ستكون ثانيا الأداة الفاعلة الساهرة على التخطيط والتنفيذ والتقويم، وذلك على الخصوص بالإسهام في تعريب البرامج الدراسية غير المعربة ووضع برامج لغوية عصرية عامة ومتخصصة، ووضع معاجم لغوية عصرية عامة ومتخصصة والقيام بترجمة المؤلفات الأجنبية المرجعية، والسهر على ضبط سلامة اللغة العربية، واقتراح تشريعات تعزز دورها، فضلا عن التخطيط لبرامج أعمال تخدم المشروع التربوي والعلمي واللساني تجدر الإشارة إلى أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين قد أشار إلى تدعيم اللغة العربية وذلك بإنشاء أكاديمية اللغة العربية في الفقرات 113-112-111، ونص الميثاق على أن تكون سنة 2001-2000 سنة إحداث أكاديمية اللغة العربية غير أن المشروع لن يكتب له النور إلا في آخر دورة من الولاية التشريعية الحالية إذا تمت إحالته وصادق عليه البرلمان ويذكر أيضا أن البرلمان المغربي قد عقد في مارس 2000 دورة استثنائية لمدارسة القوانين والمراسيم التنزيلية للميثاق الوطني للتربية والتكوين ويكون بذلك قد انتظر مشروع القانون المحدث لأكاديمية محمد السادس للغة العربية سنة وبضعة أشهر قبل أن تعتمد اللجنة الوزارية المكلفة بإصلاح نظام التربية والتكوين الصيغة النهائية له. يشار إلى أن الإشكالية اللغوية في التعليم تعد إحدى الإشكالات المزمنة، التي أخفقت تجارب سابقة في العقود السالفة في حسمها، بحيث شهدت عمليات تعريب مرتجلة وجزئية ومشوهة ومتقطعة كانت انعكاساتها وخيمة على مردودية التعليم وجودته فهل سترى أكاديمية محمد السادس للغة العربية النور؟وهل سيعاد في نهاية المطاف للغة القرآن الاعتبار في نظامنا التربوي وفي حياتنا الإدارية والاقتصادية؟ عبد الغني بوضرة