توفيت مساء الأربعاء 20 أبريل 2011 مريضة (46 سنة) بقسم أمراض الدم والسرطان بمستشفى ابن طفيل مراكش، والذي يعيش منذ أكثر من 17 يوما إضرابا مفتوحا عن العمل يخوضه ممرضون وممرضات في صراع مع الممرضة الرئيسة (الماجورة). وقد فتحت هذه الوفاة الباب على مصراعيه لتحميل المسؤولية لهذا الطرف أو ذاك. وأوضح عدد من المرضى في تصريح ل''التجديد'' أن الضحية المسماة ثورية المعمري، كانت مريضة بسرطان الرحم وتتبع العلاج الكيماوي، وأن التأخر في إعطائها الدواء جعلها تدخل في نوبة قيء مستمرة، ولم تستطع مجاوزة حالة الخطر بالرغم من محاولة تقديم إسعافات لها وتزويدها بالأكسجين. وأشارت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة أرسلت (متأخرة) مفتشا عاما حل أمس الخميس لحل مشكل الإضراب المفتوح، وإنجاز تقرير عن هذه الحالة، فيما تطالب جمعيات مهتمة بتدخل الجهات الأمنية للتحقيق في الوفاة التي يعتقد أنها نتيجة إهمال واضح. وقالت مسؤولة بجمعية الأمل بالشفاء (جمعية في طور التأسيس) التي تعنى بهذه الفئة من المرضى إن الوفاة جاءت نتيجة الأوضاع المتردية التي يعيشها القسم، والتي يتوقع أن تؤدي إلى وفيات أخرى إذا لم يتم تدارك الأمر، وأوضحت المتحدثة ذاتها في تصريح ل''التجديد'' أن الجمعية تعتزم رفع دعوى قضائية في موضوع الإهمال. وأشارت مصادر ''التجديد'' أن إضراب الممرضين جعل قسم أمراض الدم والسرطان (أمراض تتطلب مراقبة مستمرة) يعمل بموارد بشرية ضعيفة، مما ضاعف من معاناة المرضى، كما أن محاولة الممرضة الرئيسة (الماجورة) سد النقص الحاصل في عدد الممرضين بمضاعفة عملها أو تجاوز بعض الإجراءات لم يأت بنتيجة. وأوضحت أن كل مريض يمر من مراحل معينة (بروتوكول) أصبح مستعصيا بسبب الإضراب، ويؤدي ذلك إلى نتائج وخيمة. وأضافت إن مريضا حاول الانتحار بداية الأسبوع، ما استدعى حضور رجال الأمن وتسجيل هذه الحالة. وفي الوقت الذي تحمل الإدارة المسؤولية للنقابة في تردي الأوضاع على اعتبار أن القسم يدخل ضمن المستعجلات ويجب مراعاة ذلك في خوض أي إضراب عن العمل، قال مسؤول نقابي من الفيدرالية الديمقراطية للشغل التي تقود الحركة الاحتجاجية، إن المشكل يعود إلى الممرضة الرئيسة (الماجورة) التي لها طريقة خاصة وصارمة في التسيير، حيث أقدمت الإدارة على محاولة ''حل صراعها مع الممرضين باستبدال طاقمها المساعد وبإبعادهم إلى أقسام أخرى مرتين، لكن دون جدوى، حيث استمر المشكل بعد وصول الطاقم الثالث. وأشار أن الإدارة لم تستطع الحسم في المشكل، كما أن الطبيب المسؤول يكون في بعض الأحيان غائبا في عمل آخر داخل مصحة خاصة، ويعول على هذه الماجورة لتسيير القسم في غيابه. من جهة ثانية علمت ''التجديد'' أن لقاء مع الوالي أسفر عن وعد بحل المشكل وتدشين المقر الجديد لقسم الأنكولوجيا اليوم الجمعة، والتي وصفته رئيسة جمعية الأمل بالشفاء بأنه يتوفر على أحدث التجهيزات الطبية. وأشار بيان نقابي أن الممرضين سيقاطعون افتتاح المستشفى الجديد للأنكولوجيا وأمراض الدم، متشبثين بمبدأ الشفافية والمصداقية في إسناد المسؤولية لجميع المناصب، بما في ذلك منصب رئيس مصلحة العلاجات التمريضية بالمستشفى الجديد للأنكولوجيا وأمراض الدم.