ارتفع عدد الذين حاولوا حرق أنفسهم إلى ثلاثة منذ يوم الجمعة 21 يناير 2011. الحالات الثلاثة همت مدن السمارة وبني ملال وسيدي قاسم. وحسب مصادر مطلعة فإن محاولة أحد العائدين من تندوف حرق نفسه في السمارة، تراجع في آخر لحظة. حيث تدخلت السلطات المحلية ونقلته إلى المستشفى. وفي قلعة السراغنة صب حسن بوعودة، جزار بجماعة تملالت، وعمره 45 سنة، البنزين على جسده أول أمس الأربعاء، مهددا بإحراق نفسه على طريقة محمد البوعزيزي، مشعل الثورة بتونس، والتي أطاحت بنظام بن علي، إن لم تسلمه السلطة المحلية بتملالت شهادة إدارية تثبت ممارسته للجزارة في محل بالشارع الرئيس منذ .2003 ولم يتمكن المحتج من تنفيذ تهديده، حيث تم حجزه في الباشوية، وحضر مسؤولون إقليميون على رأسهم الكاتب العام لعمالة إقليمقلعة السراغنة، وظل محتجزا بالباشوية إلى 10 ليلا. أما في سيدي قاسم فقد حاول موظف بالمندوبية الإقليمية للصحة حرق جسده، وقام (أ.ل) باستخدام بنزين دراجته النارية وحمل ولاّعة داخل مندوبية الصحة، حيث يشتغل، مهددا بإضرام النار في جسده إن لم يكن هناك حل لمشكلته الوظيفية، قبل أن يتدخل مندوب الصحة وأحد أعضاء المجلس البلدي بالمدينة وكذا زوجته المستشارة هي الأخرى بنفس المجلس، والتي أغمي عليها بعدما حمل زوجها ولاّعة وأشعلها مهددا بحرق جسده. وقال الدكتور مولاي عمر بن حماد، أستاذ الدراسات القرآنية بكليى الآداب بالمحمدية، إن في وسائل الاحتجاج من الغنى والتعدد والكثرة ما يغني عن ما يقدم عليه بعض الشباب، وأكد أن الإقدام على حرق الذات ''مما لا مسوغ له مهما كان الظلم فشرعنا يشترط الوسيلة النظيفة للغاية النظيفة والغاية النظيفة لا تبرر الوسيلة غير النظيفة''. وأضاف مولاي عمر أن ''الاحتجاج مشروع وقتل النفس غير مشروع''. مبرزا أن ''الانتحار خط أحمر، ولا يجوز إزهاق الأرواح بهذه السهولة التي نراها في أوطاننا، وعلى المسؤولين أن لا يضيقوا على المحتجين بما يلجئهم ويدفعهم للتفكير في مثل هذه الوسائل''.