أكد الشرقاني الحسيني، مدير ''دار الصفاء'' فرع التجاري وفاء بنك، أن الحصيلة الأولى لدار الصفاء إيجابية، وذلك لوجود إقبال من شريحة مهمة من الزبناء، من مختلف الشرائح المجتمعية، إذ بلغ مجموع القروض التي منحت من لدن دار الصفاء خلال ستة أشهر حوالي 10 مليار سنيتم(100 مليون درهم)، وأغلبية هذه القروض موجهة لتمويل السكن، بالإضافة إلى المحلات التجارية والقطع الأرضية والمكاتب وشريحة قليلة في مجال الاستهلاك. وأعلن الشرقاني خلال ندوة صحفية أول أمس الأربعاء عن إطلاق حساب الصفاء الذي يوفر للزبون تدبير عملياته المالية اليومية، والتوفر على بطاقة بنكية ودفتر الشيكات، وعملية الأداء والسحب والصرف وتحويل الأموال داخل وخارج المغرب وخدمات أخرى. وكشف الشرقاني أن دار الصفاء بصدد إطلاق تمويلات أخرى ويتعلق الأمر بإجارة واقتناء، والمضاربة التي تضم كل من (دار الصفاء) التي توفر رأسمال، والمضارب وهو الذي له خبرة وتجربة. مشيرا في الوقت نفسه أنه لأول مرة في تاريخها تعقد التجاري وفابنك عقد يحمل احتمال الربح أو الخسارة. وبخصوص المشاركة، اعتبر أن هذا التمويل يتطلب نسبة كبيرة من الشفافية، وأن هذا التمويل لا يمثل إلا 10 في المائة من التمويلات في العالم، وأن دار الصفاء لديه رغبة في تطوير هذا المنتوج، وأن هذا الأمر سيتطلب وقت وأعلن أن هناك معاملات أخرى مثل ''الصكوك'' ولكن هي غير مفعلة في الوقت الراهن. وقال إن ''دار الصفاء'' عملت من أجل أن تدفع وزارة المالية والاقتصاد للتخفيض من المرابحة بسبب المحافظة العقارية المزدوجة. واعتبر الشرقاني أن سوق التمويلات البديلة بالعالم بلغ 2000 مليار دولار، ونسبة نموه ناهزت 25 في المائة سنويا، وأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أطلق مركز للدراسات حول القطاع. واعترف الشرقاني، أنه منذ بدأ عمله في المجال البنكي لما يناهز 25 سنة، لم يرى مجموعة تعمل بتفاني ورغبة في تطوير المشروع مثل المجموعة التي تعمل على تطوير دار الصفاء، مشيرا في الوقت نفسه أن أموال دار الصفاء ستكون في نافذة بالتجاري وفابنك. وانتقد عمر الكتاني أستاذ الاقتصاد غياب الرقابة الشرعية بخصوص دار الصفاء، مضيفا في تصريح ل"التجديد "أن تحقيق 10 مليار من لدن هذه المؤسسة يعبر عن حاجيات المجتمع. وأكد الكتاني أن البديل الحقيقي بالمغرب هو تأسيس بنك إسلامي قائم الذات وأن يكون خاضعا للرقابة الشرعية، ومصدر الأموال يكون غير ربوي وتوظيفه غير ربوي، مشيرا في الوقت نفسه أن هذه الخطوة إيجابية ولكن هي أسلوب لتأخير إنشاء بنك إسلامي. وأن ملايير الدولارات من التمويل الإسلامي يوظف في دول غربية عوض أن يتم استثماره في الدول العربية. من جهته أكد منصف ابن الطيبي الاستشاري في المالية الإسلامية أن انطلاق ''دار الصفاء'' المختصة في التمويلات الإسلامية خطوة مهمة جدا، إلا أنها غير كافية. وبخصوص تخوف من منافسة هذه التمويلات للموجودة حاليا، أوضح ابن الطيبي أن هذا التخوف وهمي، على اعتبار أن البحرين هي أول مركز للتمويل الإسلامي لا يتعدى هذا التمويل 10 في المائة بالنسبة للتمويلات المتاحة في هذه الدولة. وأكد ابن الطيبي في حواره سابق ل ''التجديد'' أن آخر دولة فتحت بنكا إسلاميا هي تونس، مضيفا أنه بإمكان المغرب تدارك الأمر، على اعتبار أن هناك شبكة بنكية كبيرة، ولو تم الترويج للتمويل الإسلامي بأسمائه الحقيقية ستعرف نجاحا كبيرا.