قال يحيى اليحياوي، الباحث المغربي المتخصص في الإعلام، إن الرهانفي مجال الإعلام يجب أن يكون على المهنية، للخروج من حالة الاحتقان بين السلطة ووسائل الإعلام. وأضاف اليحياوي، خلال الندوة التي نظمت تحت عنوانالإعلام والسلطة أية علاقة؟ أية رهانات؟، أن العلاقة بين الإعلام والسلطة، من الزاوية النظرية، معروفة وموثقة بعدة دراسات ولم تعد تستهوي الباحثين بالغرب، لكن إثارة هذه الإشكالية في فضائنا الخاص بالمغرب توضح وجود حالة من التوتر والتجاذب بين الإعلام والسلطة، وأبرز أنه لا يقصد الإعلام برمته، ولكن الصحافة المكتوبة ، لكون الإعلام السمعي البصري لازال يمثل النموذج التقليدي لاحتكار السلطة للصورة. واستبعد اليحياوي أن تكون الصحافة في المغرب مهنة متاعب، لكونها لا تشتغل على تحقيقات، كما ذكر أن الأمر لا يتعلق بسلطة رابعة لأن السلطة في المغرب هي الوحيدة المتحكمة في مجريات الشأن العام، ولا يبقى للصحافة إلا الضغط. واعتبر اليحياوي، خلال نفس الندوة التي نظمت من طرف منظمة حريات الإعلام والتعبير بالمغرب بمقر نقابة المحامين بالرباط، أن السبيل الوحيد لتجاوز الاحتقان بين السلطة والإعلام هو قيام كل طرف بالحد الأدنى من مسؤولياته، وأضاف أن على الدولة سن قانون صحافة توجيهي واضح وصريح وغير سالب للحريات، وسن قانون لنفاد المعلومات للخروج من التظليل وبالتالي تفادي المتابعات المجانية، ولخص اليحياوي مسؤولية الإعلام في أربعة محاور؛ أولا الخروج من الاعتقاد الكاذب بكون الإعلام يعتبر بمثابة سلطة رابعة بالمغرب، وثانيا عدم الادعاء بكون الإعلام أصبح يمثل المعارضة الجديدة بعد تراجع دور الجمعيات والأحزاب والنقابات، وثالثا عدم ادعاء الاستقلالية التامة، ورابعا أكد على ضرورة عدم القيام ببعض الممارسات العنترية على سبيل فتح بعض الملفات الملغومة ثم اللجوء إلى الاستعطاف، وقال اليحياوي في آخر مداخلته أن الرهان يجب أن يكون على المهنية في العمل وعرض المعلومة الصحيحة الموثقة. وانتقد علي أنوزلا، في تدخله خلال الندوة، استغلال فقر وجهل الشعب لتحقيق السبق الصحفي، واعتبر ذلك وجها من أوجه تحويل الصحافة لوسيلة في يد الدولة. كما اعتبر عبد الرحيم تافنوت، الصحفي بالقناة الثانية، أن تدخل السلطة في الإعلام هو السبب في إنتاج الرداءة.