في هذا الحوار يلقي ذ.عبد الرحيم الشيخي الضوء على أداء مجلس الشورى، ويفصل في أهم القرارات التي اتخذها المجلس في هذه المرحلة، ويشير إلى التحديات التي واجهت عمل هذا المجلس، ويقدر أن أهم ألوية لعمل الحركة في المرحلة المقبلة أن تسير في اتجاه تغليب ما من شأنه أن يسهم في إيجاد البدائل وتطوير الخطاب المعبر عن حقيقة اختياراتها وتوجهاتها والوصول به إلى كافة شرائح المجتمع. من بين أهم الأعمال الذي اضطلع بها مجلس الشورى اعتماد التوجهات الأساسية للتخصصات، والتي من شأنها أن تعطي مزيدا من التدقيق لمتطلبات الحركة وأن تشكل أساسا واضحا للتعاقد مع الهيئات المسيرة للتخصصات. أقدر أن من بين الأولويات التي على الحركة أن توليها أهمية كبيرة في المرحلة القادمة تغليب كل ما من شأنه أن يسهم في إيجاد البدائل وتطوير الخطاب المعبر عن حقيقة اختياراتها وتوجهاتها والوصول به إلى كافة شرائح المجتمع. كيف تقيم أداء مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح في هذه المرحلة؟ قبل تقييم أداء المجلس خلال هذه المرحلة، أود التذكير بأنها تعد المرحلة الثانية التي يشتغل فيها المجلس بعد اعتماد منسقية مجلس الشورى التي تعتبر تجربة نحو مزيد من التمييز بين الهيئات التنفيذية والهيئات الرقابية أو التشريعية داخل الحركة. فالمنسقية تتولى تلقي اقتراحات تهم المجلس وأعماله للنظر فيها وإحالتها على المكتب التنفيذي، ومدارسة الوثائق والمشاريع والتقارير المعدة من قبل المكتب التنفيذي في إطار لجن مكونة من أعضاء مجلس الشورى تجتمع لهذا الغرض قبل انعقاد الدورات العادية للمجلس، كما يمكنها إحداث لجن مختصة لمدارسة ومتابعة بعض القضايا والملفات مع الهيئات المعنية. هذا إضافة إلى إشرافها على سير الأعمال المتخصصة والتنسيق فيما بينها في إطار الأهداف والبرامج المعتمدة والقيام بمهام التفقد والافتحاص لمختلف هيئات وأجهزة الحركة. أما بخصوص أداء المجلس خلال هذه المرحلة، فبالإضافة إلى المحافظة على سيره العادي بعقد جميع دوراته العادية في آجالها من أجل تقويم السير العام للحركة واعتماد البرامج والميزانيات السنوية، فقد ميزته أمور عدة أهمها ما يلي: - أولا: تنظيم أربع ندوات مركزية للمجلس سعينا من خلالها إلى توفير فضاء أرحب للنقاش الداخلي والإسهام في توسيع آفاق التفكير في العديد من القضايا الراهنة التي تهم مجالات عمل الحركة واهتماماتها. وهي فضاءات جديدة للتفكير والتداول غير تلك المحكومة بالظرفية الزمنية، أو بضغط المصادقة واتخاذ القرار. وقد كانت الندوة الأولى في موضوع: الشورى والديمقراطية لدى حركة التوحيد والإصلاح، والثانية في موضوع: خيار المشاركة السياسية لدى حركة التوحيد والإصلاح، والثالثة في موضوع المغرب وتدافع الهوية والقيم. أما الندوة الرابعة فخصصت لمدارسة مشروع توجهات المرحلة المقبلة الذي سيعرض على أنظار الجمع العام الوطني الرابع. - ثانيا: تطور مستوى النقاش أثناء مدارسة البرامج والمخططات والميزانيات، إذ أصبح التركيز أكثر فأكثر على دراسة الأهداف والتوجهات المعتمدة في إطار المخطط الاستراتيجي وكذا التعاقدات التي تتم، سواء مع الجهات أو التخصصات من خلال مؤشرات عوض الإغراق في عدد من التفاصيل التي هي من شأن ومسؤولية الهيئات التنفيذية. كما تم إصدار بلاغات أو بيانات بمناسبة انعقاد دورات المجلس عبر فيها عن عدد من المواقف بخصوص القضايا الراهنة، والمصادقة على التوجهات الأساسية للتخصصات، وإحداث منتدى إلكتروني لأعضاء مجلس الشورى وانطلاق العمل به، وتنظيم دورة استثنائية من أجل تعديل إحدى مواد النظام الداخلي. وهل تم نشر أشغال هذه الندوات؟ بمناسبة انعقاد الجمع العام الوطني الرابع، أعدت بعض الهيئات المركزية للحركة عددا من الكتب للنشر وهي حاليا قيد الطبع وستكون جاهزة بإذن الله أثناء انعقاده. ومن بينها كتاب أعدته المنسقية يتضمن العروض المقدمة خلال الندوة الثالثة في موضوع المغرب وتدافع الهوية والقيم، وهي بالإضافة إلى الأرضية المؤطرة للندوة التي قدمها الأستاذ محمد يتيم، أربعة عروض. الأول للأستاذ مصطفى الخلفي عن تدافع الهوية والقيم بالمغرب: تحولات وتحديات والثاني: للأستاذ محمد طلابي عن القيم الحاضنة للتنمية والثالث عن الحركة ودورها في مجال تدافع الهوية والقيم بالمغرب وهو عرض قمت بتقديمه واعتمدت فيه بالأساس على أحد مشاريع البحوث التي كانت في طور الإعداد آنذاك من طرف المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة الذي أغتنم هذه الفرصة للتنويه بجهوده وشكر الباحث الذي مكننا من الاستفادة من أعماله، والرابع للأستاذ محمد الحمداوي تطرق فيه ل منطلقات منهجية في إدارة وتدبير تدافع الهوية والقيم . ما هي أهم القرارات التي اتخذها المجلس وباقي أعمال المنسقية؟ أهم القرارات التي اتخذها المجلس في نظري هي تلك المتعلقة بمواكبة إنجاز المخطط الاستراتيجي، وذلك من خلال قيامه سنويا بتقويم السير العام للحركة بناء على تقرير يقدمه المكتب التنفيذي واعتماد البرامج والميزانيات السنوية الكفيلة بتحقيق الأهداف ذات الأولوية التي اعتمدها الجمع العام الوطني لمرحلة 20102006 والوصول إلى أعلى نسبة ممكنة من إنجاز المؤشرات المحددة. ومما له علاقة بذلك أيضا، اعتماد التوجهات الأساسية للتخصصات، والتي من شأنها أن تعطي مزيدا من التدقيق لمتطلبات الحركة وأن تشكل أساسا واضحا للتعاقد مع الهيئات المسيرة للتخصصات. يضاف إلى ذلك بعض الأعمال التي أنجزتها المنسقية من مثل استخراج كافة القرارات الصادرة عن الاجتماعات السابقة للمجلس وتصنيفها كجهد توثيقي، والإسهام في مدارسة مقترحات تعديل القانون الأساسي والنظام الداخلي التي ستعرض على الجمع العام الوطني الرابع، وإعداد الوثائق الضرورية لتنظيم مهمة الافتحاص الداخلي بالحركة، وكذا القيام بتصفية الميزانيات السنوية بعد استكمال التقارير المالية المركزية وشمولها على كافة الأرقام المتعلقة بالمصاريف والنفقات. وماذا عن التحديات التي واجهها المجلس في المرحلة السابقة؟ أما عن التحديات، فأهمها مسألة تفعيل انخراط أعضاء المجلس في التأطير الداخلي والعمل التربوي، إذ لم نتمكن لحد الآن من تحقيق هذا الأمر بالشكل المطلوب، إضافة إلى قلة الموارد البشرية المؤهلة للنهوض بمهام الافتحاص الداخلي أو انشغال المتوفر منها بمهام تنظيمية أخرى تحول دون قيامهم بهذا الدور. ما هي الأولويات التي تقدرون أن على الحركة أن توليها أهمية كبيرة في المرحلة القادمة؟ أقدر أن من بين الأولويات التي على الحركة أن توليها أهمية كبيرة في المرحلة القادمة تغليب كل ما من شأنه أن يسهم في إيجاد البدائل وتطوير الخطاب المعبر عن حقيقة اختياراتها وتوجهاتها والوصول به إلى كافة شرائح المجتمع.