أفادت تقارير إعلامية أن عدد الشيعة وصل إلى 7 ملايين شخص في دول غرب إفريقيا، في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى تعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي والعسكري في القارة السمراء، الوضع الذي يطرح تحديا للدول الإسلامية السنية. الإحصاءات الجديدة قدمها مجمع أهل البيت التابع للمرشد الأعلى في إيران، والذي يتولى الإحصاء العددي للشيعة في العالم وفي القارة الإفريقية، وأكد أن مالي التي تعد دولة سنية تماما، ويبلغ عدد سكانها 12مليون نسمة، وصل عدد المتشيعة فيها نحو 120 ألف شخص خلال السنوات الأخيرة. أما في السنغال التي تعد امتدادا دينيا للمغرب على مرّ التاريخ، فبلغ عدد المتشيعة فيها نحو 500 ألف شخص. مما شجع إيران على تمويل حوزة علمية في وسط العاصمة دكار، تسمى حوزة الرسول الأعظم. وفي غينيا بيساو والتي يصل عدد المسلمين فيها إلى 680 ألف نسمة، فبلغ عدد المتشيعة منهم إلى 6800 شيعي. وتتراوح النسب بين 1 و2 في المائة في كل من زامبيا وليسوتو وسوازيلاند وسيشل والرأس الأخضر. وهي نتائج حصلت خلال السنوات العشر الماضية. ويرى مراقبون أن النفوذ الشيعي بات حقيقة في إفريقيا، سواء من حيث الموارد البشرية، أو حجم الاستثمارات التي تقوم بها في إيران في دول شرق وغرب إفريقيا خاصة، والتي أصبحت تربطها اتفاقات عسكرية وأمنية واقتصادية وتجارية مع إيران. وتعد السنغال البلد المفضل عند الإيرانيين، وتربطهما علاقات وطيدة جدا، إذ ارتفعت صادرات السنغال إلى إيران 240 في المائة سنة ,2008 وقامت إيران بالاستثمار في البنيات التحتية، كما عملت على بناء أكبر مصنع للسيارات في غرب إفريقيا في العاصمة دكار. وقال مولاي عمر بن حماد، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، إن هذه الأرقام ينبغي التثبت منها ومن صحتها، لأن الجهة المعنية بنشر التشيع يعنيها تضخيم الأرقام لهدف آخر، وهو التأكيد على أنها أصبحت قوة أساسية يجب أن يكون لها اعتبار. وهو ما ينبغي التنبه له، يقول بن حماد. مبرزا أن قراءة هاته الأرقام على ظاهرها، يؤكد أن الإحصاءات تعبر عن رسالة قوية وهي أن التشيع حقيقة، وليس افتراء أو مبالغة، بمعنى أن هناك جهودا تتم وراءها جهات تسعى إلى تشييع مسلمين سنة، وليتها توجهت إلى تشييع وثنيين أو غيرهم. ونبّه بن حماد على ضرورة الانتباه إلى شمال إفريقيا أيضا، لكونها مهددة بنفس الخطر. ويثير انتشار المذهب الشيعي في صفوف المسلمين السنة في غرب إفريقيا أزمة حقيقية، وكان الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين قد حذر في بيان له من الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، لأنه يهدد الاستقرار المذهبي في تلك المجتمعات. ويمزق وحدة الأمة، ويثير الفتنة. كما حذر الشيخ يوسف القرضاوي من التشيع وقال في بيان له إن تحذيري من هذا الغزو هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهددها نتيجة لهذا التهور، وهو حماية لها من الفتنة التي يخشى أن يتطاير شررها، وتندلع نارها، فتأكل الأخضر واليابس. من جهته، قال سعد الركراكي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط، إن تزايد النفوذ الإيراني في إفريقيا ينبغي قراءته بالموازاة مع اتساع النفوذ الصهيوني والأمريكي، وليس بوصفه تهديدا للدول الإسلامية، لأن إيران دولة إسلامية هي الأخرى، محذرا من الوقوع في العداء لإيران بدل أن يكون العداء ضد الكيان الصهيوني. وأكد الركراكي أن إيران من حقها أن تقوي موقعها الاستراتيجي في القارة، بد أن تتركها ساحة تعبث فيها الصهيونية كما تشاء.