ذكر تقرير بريطاني أن السعودية تنتظر تشكيل الحكومة البريطانية المقبلة قبل توقيع عقد دفاعي قيمته أكثر من أربعة مليارات جنيه إسترليني أكثر من 6 مليار دولار مع لندن لشراء 72 مقاتلة إضافية من نوع يوروفايتر، لتنظم إلى مقاتلات من نفس النوع تسلمتها الرياض في يونيو الماضي. وقال التقرير الذي نشرته صحيفة تايمز، الثلاثاء، إن السعودية أوقفت مفاوضات قطعت شوطا كبيرا بين الجانبين، لشراء 24 مقاتلة أخرى من طراز يوروفايتر تبلغ قيمتها ما يقرب من 5,1 مليار جنيه استرليني على أن تستأنف هذه المفاوضات بشأن المقاتلات، مع الحكومة البريطانية الجديدة، التي ستفرزها نتائج الانتخابات العامة التي أجريت أمس الخميس. وكانت شركة الأسلحة البريطانية العملاقة بي أيه إي سيستمز قد باعت الرياض مقاتلات يوروفايتر بموجب صفقة سميت صفقة السلام وبلغت قيمتها 20 مليار جنيه إسترليني ويمكن أن تصل الى 70 مليارا في غضون أعوام محدودة. وتم الاتفاق على هذه الصفقة بين البلدين عام في غشت عام 2006 الا ان السعودية لم توقعها الا في سبتمبر عام 2007 وذلك بعد شهور من تولي غودن براون رئاسة الوزراء بدلا من توني بلير. وكانت الصفقة قاب قوسين أو أدنى من إلغائها بسبب التحقيق الذي كان يجريه مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا في مزاعم وقوع عمليات رشوة وفساد في صفقات الأسلحة بين بي أيه إي والسعودية. وأوقف مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في دجنبر 2006 تحت وابل من الضغوط السعودية، التحقيق في صفقة اليمامة الشهيرة التي تعود إلى عهد الثمانينات من القرن الماضي، بعد أن وجه المكتب اتهامات لشركة الأسلحة البريطانية بي أيه إي بدفع أموال بصورة غير قانونية لأمراء سعوديين من أجل تأمين حصولها على عقد دفاعي قيمته 43 مليار جنيه استريني عام 1985 لتزويد الرياض بمقاتلات تورنادو وطائرات هوك. ووجّهت السعودية في منتصف شهر دجنبر ,2007 إنذارا وتهديدا مباشرين الى بريطانيا بالإضرار بالعلاقة السياسية والاقتصادية بين البلدين في حال استمرار التحقيقات القانونية حول تهم الرِّشى التي تسلمتها شركة بي أيه إي من أفراد من العائلة المالكة فيها. وهددت الرياض بإبطال صفقة صفقة السلام التي تظم شراء عدد من طائرات يوروفايتر، على مراحل وكذلك على عقد ضخم لزويد الجيش السعودي بالذخائر، الحزمة الكبيرة الأخيرة في الصفقة الضخمة. كما هددت بوقف تعاونهم مع بريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب، وواجه رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير انتقادت واسعة النطاق حين طلب من النائب العام البريطاني وقتها اللورد غولدسميث وقف التحقيق بذريعة أنه يعرّض للخطر أمن بريطانيا القومي وفرص العمل فيها. وتعتبر صفقة اليمامة من أكبر الصفقات العسكرية على المستوى العالمي، وتقدّر قيمتها بنحو 75 مليار دولار أمريكي. وتثير ميزانية الإنفاق على التسلّح في السعودية، الكثير من نقاط الاستفهام. وتشير بعض الأرقام إلى أن هذه الميزانية توازي ما ينفق على جيوش إيران وتركيا والكيان الإسرائيلي مجتمعة، رغم أن الجيش السعودي ما يزال يصنّف من بين الجيوش متواضعة الحجم والمقدرة. ولكن عددا من المراقبين يقولون إن مليارات هذه الصفقات تمكن السعودية من رفد مواقفها السياسية والديبلوماسية وتمنحها قوّة ضاغطة، مثلما حصل مع الحكومة البريطانية في قضية التحقيقات في صفقة اليمامة.