بسم الله لرحمان الرحيم رب اشرح لي صدري.. السيد القاضي السادة المستشارين السيد ممثل النيابة العامة السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته كل ما حدث منذ انسحاب هيئة دفاعي من امتناعي من مناقشة الموضوع أمام هيئتكم الموقرة، إلى دخولي إضرابا مفتوحا عن الطعام، لم أكن استهدف منه التهرب و الإفلات من المساءلة أو ابتزاز الحاكمين ببلادي أو تحدي هذا الطرف أو ذاك أو الضغط عليه. إني مؤمن أشد الإيمان بأن الدولة الديمقراطية هي بالأساس دولة حق وقانون، واحترام حقوق الإنسان. كما أنني مؤمن بأن جوهر المواطنة هي مساواة الجميع أمام القانون، وأربأ بنفسي أن أمتنع عن الخضوع للمحاكمة و القبول بنتائجها شرط أن تكون محاكمة عادلة. كل ما قمت به لا يعدو تعبير عن الإحساس بالظلم، و الغبن و المس بكرامتي..فأردت أن أصرخ من شدة الألم في وجه من فبركوا هذا الملف وزجوا بي في السجن، وأقول لهم كفى..كفى.. هيئة المحكمة الموقرة.. نحن بصدد محاكمة غير مسبوقة في تاريخ مغرب القرن ,21 محاكمة غير عادية بكل المقاييس، محاكمة تحضى باهتمام بالغ سواء من طرف الرأي العام المغربي، أو الدولي، فأملي أن تساهم أنتم وهيئة الدفاع، ونحن المتهمين في جعل هذه المحاكمة ورشا حقيقيا وتمرينا عمليا يؤكد بالملموس لكل المتتبعين أننا في المغرب قد دخل فعليا عهد إصلاح حقيقي للقضاء كما دعا إلى ذلك لك البلاد. إصلاح الأمن القضائي أساس كل ديمقراطية وضامن الحرية وداعم لكل تنمية. لقد استطاع المغرب بفعل الإصلاحات السياسية، وتوسيع الهوامش الديمقراطية، وحرية التعبير و التنظيم وبفعل فتح صفحة الإنتهاكات الجسيمة التي كانت خلال سنوات الرصاص، وطي صفحة الماضي الأليمة، وفتح العديد من الإصلاحات كإصلاح مدونة الأسرة و العديد من الأوراش التنموية..أقول استطاع أن يحضى باهتمام الأسرة الدولية التي بدأت تنظر إلى التجربة المغربية كنموذج يمكن أن يحتدى به في الوطن العربي و الإسلامي. لكن عوض أن نسير في هذا المسار المتميز بدأنا بالتراجعات لاعتبارات تضيق هذه الكلمة في توضيحها وعدنا إلى ممارسات كنا نعتبر أنها قد انتهت يوم أن طلب ملك المغرب من الجميع الصفح الجميل فاصفح الصفح الجميل.في لحضة شرود فقدنا كل مكسباتنا التي حققناها في مجال الديمقراطية و الحرية وحقوق الإنسان، الشيئ الذي استعمله ويستعمله خصومنا وأعداء وحدتنا الترابية. آن الأوان لنعترف أننا ربحنا الكثير عندما اخترنا النهج الديمقراطي، وخسرنا ضعفه عندما انقلبنا على هذا الخيار. هيئة المحكمة الموقرة لم أجد بدا وأنا أتابع الحراك الذي عرفته قضيتنا في الأسابيع الأخيرة بعد الجهد الجهيد الذي بذله شرفاء هذه الأمة من هيئة دفاع ومنظمات حقوقية وتنسيقية الأسرة وبعض الأحزاب السياسية لجعل حد للانسداد الذي وصلت إليه المحاكمة، أقول لم أجد بدا سوى أن أرد التحية بأحسن منها، وأبادر إلى الاستجابة لنداء هؤلاء الفضلاء بتعليق الإضراب عن الطعام و العودة للمطالبة بأن أمثل من جديد أمام محكمتكم الموقرة للرد على أسئلتكم ونقاش الموضوع معكم، وكلي أمل في تحقيق غاية العدالة أي كشف الحقيقة. سيدي القاضي السادة المستشارين السيد ممثل النيابة العامة سيكون إلزاما علي إن قبلتم بالمثول أمامكم مرة أخرى، أن أتخابر مع هيئة دفاعي الذي مازلت أتمسك بها لتهيئة دفاعي، ولهذا السبب تم بسبب الإرهاق و الضعف البدني الذي يعتريني جراء 19 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام أتمنى عليكم تأجيل هذه المحاكمة لأسبوع على الأقل حتى أسترجع بعض قواي الذهنية و البدنية. هيئة الدفاع الموقرةأنتم على موعد مع التاريخ فلتدونوه بمداد من الفخر باعتباركم كنتم أول لبنة حقيقية توضع في ورش إصلاح القضاء وأعتقد صادقا أنكم ستكونون في مستوى مسؤولياتكم وانتظارات المغرب و المنتظم الدولي. كل الاحترام و التقدير لهيئتكم الموقرة و السلام عليكم ورحمة الله تعالى زو بركاته.